هذه إحدى الإجابات التي قدمها نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون شبه الجزيرة العربية دانيال بنعيم في إيجاز صحفي قدمه عبر الهاتف، بالشراكة مع المبعوث الخاص للتحالف الدولي لهزيمة "داعش" إيان مكاري حول سفر الوزير انتوني بلينكن المرتقب إلى المملكة العربية السعودية.
الفراغ هاجس أمريكي ومحرك أساس للسياسة الامريكية تجاه منطقة غرب آسيا وافريقيا؛ فراغ لا تخشى أمريكا أن يملئه تنظيم الدولة (داعش) بل روسيا والصين. فالمؤتمر وإن كان عنوانه الرئيس تنظيم الدولة (داعش) خصوصا في افريقيا؛ فإن روسيا والصين تمثل محور زيارة الوزير الأمريكي بلينكن ومساعديه.
تمهيد المسؤولين لزيارة الوزير لمدينة جدة؛ جاء ليحدد مسبقا أجندة الوزير، إذ يقول السيد بنعيم: "أعتقد أننا منخرطون في حوار مستمر مع قادة المملكة العربية السعودية حول مجموعة واسعة من القضايا الجيوسياسية ذات الأهمية لكل من بلدينا والعالم والأمن الدولي".
محتوى الإيجاز الصحفي تجد فيه كل شيء إلا "داعش" فهي عنوان بلا مضمون سياسي، وتحالف بلا أفق استراتيجي؛ فالفراغ في افريقيا ملأته روسيا عبر اتفاق لإنشاء قاعدة عسكرية روسية في جمهورية افريقيا الوسطى، وتوسع واضح في نشاطات شركة فاغنر والمستشارين العسكريين الروس في مالي وساحل العاج وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر وليبيا، وصولا إلى شمال السودان وجنوبها. في المقابل؛ فإن النفوذ الاقتصادي الصيني يتوسع في القارة الافريقية، ما يجعل من غرب آسيا ممراً إجبارياً لكل من روسيا والصين للوصول الى القارة الافريقية والمحيط الهندي.
التحالف الدولي لمكافحة "داعش" لم يعد خيارا تقدمه أمريكا للدول في افريقيا وغرب آسيا، فرغم أنه سيضم عضوا جديدا الى صفوفه في جدة بحسب قول مكاري؛ إلا أنه لا يمثل منظومة قادرة على محاصرة روسيا والنفوذ الصيني في المنطقة؛ فالطاقة والتمويل وسلاسل التوريد والتجارة تقدم رؤية جديدة لمبررات الشراكة، تتفوق على الرؤية الامريكية التي باتت قديمة وتقليدية.