لا يبدو أن رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي خلال آذار الجاري سيكون متاحا.
لم يلبث الاقتصاد العالمي أن تنفس الصعداء في كانون الثاني وشباط الماضيين، حتى بدأت تتسارع وتيرة تصريحات رؤساء الفيدرالي بالولايات، بضرورة العودة للتشديد النقدي.
التشديد النقدي عن زيادات إضافية على أسعار الفائدة بنسب أعلى من 25 نقطة أساس، اعتبارا من اجتماع 22 آذار المقبل، ما يعني أن الاقتصاد العالمي سيدخل حالة الطوارئ مجددا.
فالزيادات القوية على أسعار الفائدة تعني دولارا قويا، وكلفة أعلى على الأسواق العالمية للحصول على العملة الأمريكية، وكلفة أعلى للواردات المقومة بالدولار، ونقل كل هذه التكاليف والزيادات على المستهلك النهائي.
أمس السبت، قالت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، إن صانعي السياسة سيحتاجون على الأرجح إلى رفع أسعار الفائدة والمحافظة عليها عند مستويات مرتفعة لفترة أطول من الوقت.
وتعني تصريحاتها أنه من الواضح أن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به، من أجل وضع التضخم المرتفع في نقطة ضيقة ليبدأ بالهبوط السريع مجددا، وبالتالي من المحتمل أن يكون من الضروري المزيد من تشديد السياسة، والحفاظ عليها لفترة أطول.
قال دالي بحسب بلومبرغ فايننشال تايمز، إن التضخم ما يزال مرتفعا في كل قطاع -السلع والإسكان والخدمات الأخرى- وأن الطبيعة الوعرة للبيانات الواردة ترسم صورة غير واضحة لزخم خفض التضخم.
وشدد بنك الاحتياطي الفيدرالي بشدة في الأشهر الـ12 الماضية، ورفع معدل سياسته المعيارية من الصفر تقريبا إلى النطاق المستهدف من 4.5% إلى 4.75%.
يذكر أن صانعي السياسة أبطأوا مؤخرا وتيرة زيادات أسعار الفائدة وتحولوا إلى تحرك بمقدار ربع نقطة مئوية في 1 فبراير/شباط، بعد المشي بمقدار نصف نقطة في كانون الأول، والذي أعقب أربع زيادات متتالية بمقدار 75 نقطة أساس.
ومؤخرا قال عدة رؤساء للفيدرالي في الولايات المتحدة، إنه سيكون من الخطأ القول "إننا فعلنا كل ما نحتاج إلى القيام به.. لا بد من عودة التشديد النقدي للجم التضخم المستعر منذ نهاية عام 2021.
ولا يبدو أن رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي خلال آذار الجاري سيكون متاحا، بعد صدور بيانات الوظائف والتضخم والإنفاق الشخصي في السوق الأمريكي لشهر يناير/كانون الثاني الماضي.
فقد تراجعت نسبة البطالة وهو أمر أربك حسابات الفيدرالي، بينما تباطأ نمو التضخم الأمريكي إلى 6.3% في كانون الثاني الماضي، من 6.5% في كانون الأول السابق له.
أحدث البيانات، تلك التي صدرت الجمعة قبل الماضية، وأظهرت زيادة إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة بأكبر قدر منذ عامين تقريبا في يناير/كانون الثاني مع تسارع نمو الأجور.
مواعيد اجتماعات الفيدرالي الأمريكي في 2023
ويجتمع الفيدرالي في 22 آذار 2023، والسعر المستهدف للفائدة بين 4.75-5.00%، لكنه قد يكون قابلا للتغيير بناء على البيانات الواردة في فبراير/شباط الماضي.
كذلك سيجتمع في 3 أيار، والسعر المستهدف للفائدة سيكون بمقدار 25 نقطة أساس، والاجتماع الذي يليه سيكون في 14 حزيران، والسعر المستهدف للفائدة سيكون كذلك بمقدار 25 نقطة أساس.
وفي تموز سيجتمع في السادس والعشرين، وبعد شهرين سيجتمع الفيدرالي في 20 أيلول، يلحقه باجتماع في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، بعدها بشهر ونصف وتحديدا في 13 كانون الأول سيعقد الفيدرالي الأمريكي آخر اجتماع له عام 2023.
وبينما تسعر وول ستريت أسعار الفائدة بحلول نهاية العام الجاري عند 5.25% إلا أن بيانات التضخم وسوق العمل وقوة الاستهلاك، قد تدفع التضخم المستهدف فوق 6% بحلول نهاية العام الجاري.