هذا غيض من فيض فيما يتعلق بالمواقف الأوروبية الغربية الإستعمارية وامريكا، الذين يجري التعويل عليهم من أجل "نصرة" شعبنا، وممارسة الضغوط على دولة الكيان من أجل منح شعبنا حقوقه المغتصبة،والموافقة على حل الدولتين، والسياسة تقرأ فيما يمارس وليس فيما تقال،فالقول نحن مع حل الدولتين ورفض الخطوات آحادية الجانب، غير المسنود الى فعل على أرض الواقع ،يبقى كلام ولغو فارغ لا قيمة له، وبيع أوهام وكذب وخداع وتضليل، فعلى سبيل المثال لا الحصر،رئيسة المفوضية الأوروبية ارسولا فون دير لاين، قالت بأنها لو تستطيع سحب الجبال لمساعدة الأوكران لفعلت ذلك،ولم يمض على الحرب الأوكرانية،أكثر من عام،اما ٧٥ عاماً على إحتلال شعبنا وطرده وتهجيره،ليست كافية لأوروبا الغربية وأمريكا،لكي تتحرك من أجل انهاء إحتلال شعبنا وإجبار دولة الكيان على تطبيق قرارات الشرعية الدولية،فالقلق الأوروبي الغربي وبيانات الشجب والإستنكار،والقول اللفظي برفض الإستيطان وعدم شرعيته،ورفض الخطوات آحادية الجانب، لم تمنع هدم "خشابية "أو منزل لفلسطيني،أو أن تنجح في إزالة بؤرة استيطانية معزولة عن أراضي الضفة الغربية،وأبعد من ذلك هناك بيوت ومدارس شيدت باموال اوروبية في الخان الأحمر ومسافر يطا والأغوار،هدمتها دولة الكيان،ولم يجرؤ الإتحاد الإوروبي على اتخاذ أي خطوة عملية أو فرض عقوبات دولية ضد دولة الكيان على خلفية ذلك،بل بقي الموقف يراوح ما بين الشجب والإستنكار والمذكرات الذاهبة نحو ادراج الأمم المتحدة.
إن الذين يبيعون الوهم للسلطة الفلسطينية التي تعاني من حالة إرتجاف سياسي مزمن، هم الذين يدفعون نحو نهايتها وليس بن غفير ولا سموتريتش ولا غيرهم من أركان الفاشية اليهودية، فالسلطة التي ارتكبت خطيئة سياسية استراتيجية،بالموافقة على سحب مشروع القرار الفلسطيني،المقدم لمجلس الأمن حول إدانة الإستيطان واعتباره غير شرعي وقانوني،والقبول ببيان رئاسي صادر عن مجلس الأمن،ليس له لا قيمة سياسية ولا قانونية،ووافقت على التفاهمات التي توصل اليها وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ مع مستشار الأمن القومي لدولة الكيان " تساحي هنغبي"،والتي من ضمنها تجميد الإستيطان لفترة محددة في الضفة الغربية،ووقف هدم المنازل في القدس ومناطق "سي" ،ولم يجف حبر تلك التفاهمات،حتى خرج رئيس وزراء الكيان ليوجه صفعة للسلطة والمنظمة وغيرها من المرجعيات الفلسطينية،عندما قال لن نوقف هدم المنازل في مناطق" سي" ولا القدس،ولا الإستيطان حيث صادق ما يعرف بالمجلس الأعلى للإستيطان والتخطيط في الضفة الغربية من يوم الأربعاء 22/2/2023 وحتى يوم الجمعة على اقامة 7287 وحدة استيطانية في الضفة الغربية من شمالها لجنوبها،ورغم كل ذلك ما زالت السلطة المنفصلة عن الواقع والتي تعيش في غيبوبة سياسية مزمنة،تراهن على امريكا ودولة الكيان، حيث وافقت على الذهاب لحضور قمة أمنية في العقبة، الأحد الماضي،هذا الحضور لتلك القمة دون اعتبار لدماء الشهداء ال11 الذين سقطوا في مجزرة نابلس،وعلى وقع تصاعد الإستيطان.
سياسة الإرتعاش السياسي والمجاملات والخضوع للشروط والإملاءات الأمريكية والأوروبية الغربية،وتسول المال المشروط،لن تجدي نفعاً ولن تجلب حقوقاً ولن تستعيد أرضاً، ارفعوا من سقف خطابكم السياسي ومجابهتكم للسياسات الأمريكية والأوروبية الغربية،وارفضوا شروطهم وإملاءاتهم،وابعدوا المرتجفين والمرتعشين والمندمجين في المشروع الأمرو صهيوني عن القرار،حينها تتغير لغة وسياسة التخاطب مع القيادة وشعبنا الفلسطيني من قبل أمريكا وأوروبا الغربية،أما تمسكهم بنفس النهج واللغة والخطاب،من شأنه أن يدمر حقوق شعبنا،وأن يقصر في عمر سلطتكم،التي بات عمرها ليس طويلاً.