إلى أين وصلنا يا الله .. ماذا زرعنا لنحصد هذا الخراب كله.. قسوة القلب وموت الضمير بمشهد تقشعر له الأبدان وتهتز معه القلوب بفيديو متداول يظهر مسنة محترقة تصرخ" حرقوني من يومين وكنت نايمة".
وكانت المسنة قد احترقت في جمعية الأسرة البيضاء " دار الضيافة للمسنين" ، وتركت دون نقلها للمستشفى أو معرفة السبب، أو حتى ابلاغ الشرطة، او ابلاغ الجهة الحكومية المسؤول عنها كوزارة التنمية أو اي من ذويها إن وُجد، وتم الإستهتار والإستهانة بعلاجها، حتى اكتشفت السيدة المسؤولة عنها ذلك أثناء زيارتها في الدار، لتجدها بهذا الوضع المؤلم دون أدنى أية رعاية، رغماً أن السيدة ليست ابنتها لكنها تقوم على متابعتها ورعايتها، وعند سؤال من هم موجودين في الجمعية عن سبب هذه الحروق الكبيرة فيأتي الجواب لا نعلم ربما وهي تشرب الماء؟؟
بدورها تواصلت "أخبار البلد" مع رئيس جمعية الأسرة البيضاء ومؤسسة دار الضيافة للمسنين السيدة هيفاء البشير، للوقوف على حيثيات الحادثة ومعرفة تداعياتها ولتتبع خيوط الحقيقة ولمعرفة الرأي الآخر الغائب عن مشهد القصة برمتها، والتي أكدت لها أن الحادثة وقعت خلال الأيام الماضية في الجمعية من قبل أحد النزلاء والتي يبدو أنها ليست بكامل قواها العقلية، وأن الجمعية كانت قد أوعزت لوزارة التنمية الاجتماعية بهذا الأمر بأنه ليس من السليم بقائها في "الدار"، قبل أن تقوم بسكب "الشاي الساخن" على وجه النزيلة "جميلة".
وقالت البشير أنها حزينة ومتألمة جدا مما أثاره الإعلام حول هذه الحادثة مستثنياً دور الجميعة ونشاطها ومهمشها ومغيبها دون معرفة الحقيقة منها، وأن الخطأ الذي جرى ليس من قبل الجمعية ولكنه خطأ فردي من "نزيل".
واعترفت البشير بخطأ الممرضة التي قامت بوضع مرهم لتخفيف الحرق، وأنها قصرت عندما أخفت موضوع الحادثة عن المسؤوليين وعدم تحويلها للمشفى، مؤكدة أن المسؤولة المديرة لم يتم وضعها بصورة الحادثة بلحظتها وهذا بحد ذاته تقصيراً وإخفاق.
وختمت البشير حديثها بأن التحقيقات الشرطية والقضائية في الحادثة لا تزال جارية إلى الآن، مستذكرةً بالوقت نفسه ما قامت به الجمعية على مدار 40 عاماً برعاية كبار السن وحمايتهم والوقوف معهم والتخفيف من معاناتهم فكنا معهم كل هذه الأعوام مؤكدةً أيضاً بأن ما جرى خطأ فردي سيتم معالجته.