اخبار البلد_ تفوقت جامعة العلوم الاسلامية على نفسها وعلى جامعات مختلفة ببوتقتها الاسلامية التي تحمل رسالة الاسلام كروح ومبدأ ودعوة تتسم بالحضارية والرقي.
وحققت الجامعة خلال سنوات تأسيسها القصيرة قصة نجاح حقيقية وهي تستقبل سنويا مئات الطلبة من كافة الدول الاسلامية باحثين عن العلم الحقيقي على أرض الاردن التي أصبحت مصدرا حقيقيا واقعيا لاستقطاب الطلبة للحصول على شهادة علم يفاخر بها العالم.
«العلوم الاسلامية» تستقطب 66 جنسية من كافة أنحاء العالم. وتعتبر الجامعة الدين الإسلامي دعوة للجميع ليكونوا جزءا من منظومته فهي تحمل لواء الدعوة داخل حرم الجامعة ولا تجبر أحدا على فعل شيء لا يقتنع به، لكن للجامعة أسسا وشروط على الطلبة الالتزام بها وأساسها الاحتشام.
الدكتور عبدالناصر أبو البصل كان واضحا عندما قال إن جامعته خلت من العنف الحقيقي وحصل أن حدثت أمور لم يعتبرها عنفا بل هي أحداث طارئة لا تعبر عن ثقافة الطلبة، وهو بالوقت ذاته يرى ضرورة تيسير حصول الطلبة المتميزين في الثانوية العامة على الدعم لدخول الجامعة وإعطائهم المنح أو التسهيلات المناسبة التي تذلل العقبات أمامهم.
«الدستور» حاورت رئيس الجامعة الذي عرج على كافة القضايا المتعلقة بالجامعة والتعليم العالي ومخرجاته والعنف والطلبة والبرامج الدراسية وما هي حقيقة الجامعة وتفاصيل عملها.
* نظام جديد للرسوم لاستقطاب الطلبة أصحاب المعدلات العالية لتحسين مخرجات التعليم
جامعة فريدة
الدستور: نرحب بسماحة الشيخ الدكتور عبدالناصر أبو البصل، رئيس جامعة العلوم الإسلامية، الذي يدير جامعة فريدة من نوعها، أو الأولى في الأردن، بكل جدارة وكفاءة عالية، فالجامعة تعطي شهادة البكالوريوس والماجستير والدكتوراة في مختلف التخصصات غير الإسلامية، فهناك تخصصات محاسبة وإدارة واقتصاد وغيرها من التخصصات.. نريد بداية أن تعطونا نموذجا مكثفا عن الجامعة، خاصة في الفترة الأخيرة حيث حدث بها بعض المشاكل فيما يتعلق بالمقرات، وهل لك أن تحدثنا عن طبيعة الدراسة والتدريس والأقسام والخطط المستقبلية؟
أبو البصل: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أبدأ بشكر «الدستور» التي نحبها، والتي أقرؤها يومياً، لترتيب هذا اللقاء، وأبدأ بالحديث عن جامعة العلوم الإسلامية العالمية، هذه الجامعة التي أنشئت بموجب القانون رقم 16 لسنة 2008، وهذه الجامعة ورثت من جامعة البلقاء التطبيقية كلية أصول الدين الجامعية، ومعهد الفنون والعمارة الإسلامية، لذلك تعد كلية أصول الدين ومعهد الفنون نواة جامعة العلوم الإسلامية العالمية.
الجامعة من تسميتها تهتم بالعلوم الإسلامية بشكل عام، ولكن من الناحية المنهجية لا نستطيع أن نقول إن هناك علوماً إسلامية وعلوماً غير إسلامية. العلوم التي تنفع البشرية كلها إسلامية، فلذلك ورد في قانون الجامعة أنه يمكنها أن تنشئ الكليات والبرامج والمستشفيات والمدارس..الخ، فالتسمية بالعلوم الإسلامية العالمية تسمية شاملة لجميع البرامج والاختصاصات وإن كانت بالدرجة الأولى تهتم وتعنى بالدراسات الإسلامية، وتعنى بالدرجة الأولى بتصحيح صورة الإسلام وتخريج الدعاة والوعاظ والأئمة والباحثين في مجال الدراسات الإسلامية والدراسات الأخرى.
في الجامعة عدد من الكليات.. فيها كلية للدعوة وأصول الدين، وهذا تطوير للكليات التي كانت موجودة في جامعة البلقاء، فيها كلية للشريعة والقانون سميت بكلية الشيخ نوح القضاة للشريعة والقانون تكريماً لسماحة الشيخ نوح القضاة رحمه الله، وفيها كلية للآداب والعلوم الإنسانية والتربوية، وفيها كلية للمال والأعمال، وكلية لتكنولوجيا المعلومات، وكلية للفنون والعمارة الإسلامية، وأيضاً فيها كلية للهندسة ستبدأ في العام القادم بإذن الله تعالى.
في هذه الكليات الطلبة متنوعون، لكن الغالبية في الكليات، كلية إدارة المال والأعمال، وكلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات من الأردن، أما الكليات الأخرى مثل الشريعة والقانون والدعوة وأصول الدين والآداب وتخصص اللغة العربية ففيها نسبة من غير الأردنيين، لدينا الآن أكثر من 66 جنسية في الجامعة.
هذه الكليات الآن ستجتمع كلها بإذن الله باستثناء الفنون التي لها أرض مستقلة ومبنى مستقل، ستجتمع الكليات كلها في مبنى أرض الجامعة الجديد المكون من حوالي 220 دونما منها 120 دونما أرضا وقفية وقفا تعليميا، بمعنى أن هذه أرض أوقاف مخصصة للوقف التعليمي، وهذا إحياء للوقف التعليمي. هذه الأرض تستعملها الجامعة كمتول ٍ خاص، وأقامت المباني عليها الآن في طبربور منطقة طارق. الجامعة تعتمد بشكل رئيسي على إيراداتها الذاتية، ولذلك لا تستقبل منحة من الحكومة وليس هناك منح خارجية للجامعة.
واذا ما تحدثنا عن الرسوم في الجامعة فهي متوسطة وليست مرتفعة كثيراًَ باستثناء تخصص الدراسات العليا في إدارة الاعمال والمحاسبة.. فالجامعة تحاول استقطاب اكبر عدد من الطلبة من خارج الاردن، وهذا الاستقطاب يحتاج إلى توفير بيئة من السكنات والخدمات، هذه لم تتوفر للآن ونعتمد على وجود الجامعة في عمان حتى يستطيع الطالب البحث عن سكن.
الجامعة بحمد الله مكتفية ذاتياً مالياً وإدارياً وعملياً وحصلت على عضوية اتحاد الجامعات العربية كعضو عامل وليس كعضو مشارك، وأيضاً حصلت على عضوية رابطة الجامعات الإسلامية، والآن تقدمت لعضوية اليونسكو والاتحاد الدولي للجامعات.
في الاعتماد الأكاديمي، الآن لدى الجامعة 28 برنامجاً منها 21 حصلت على الاعتماد، و7 قيد الاعتماد، بمعنى أن الجامعة تقدمت لهيئة الاعتماد وهي تسير وفق معايير الاعتماد بشكل دقيق.
سياسة القبول
«الدستور»: هناك مشكلة واحدة ربما تثار أو ربما يُسأل عنها تتعلق بسياسة القبول. هل هناك تشديد على قبول الطلبة وكيف يتابع الطالب أكاديميا؟
أبو البصل: القبول في الجامعة مفتوح، وهو في التخصصات الرسمية في الكليات، التخصص المباشر. لا يقبل طالب أقل من معدل 60 بالمائة، وهناك كلية علوم أساسية لها برنامج تجسير داخلي، وهي مثل كلية مجتمع داخل الجامعة، هذه الكلية تقبل الطلبة بمعدلات دون الستين في الاختصاصات الموجودة فيها، هؤلاء الطلبة إذا أتموا مجموعة من الساعات بمعدل معين ينتقلون إلى الدراسة المنتظمة في برنامج البكالوريوس وهناك الطلبة الذين لا يحققون ذلك. الأصل أن الطالب الذي لا يحقق الشروط يفصل، فعلى سبيل المثال العام الماضي قبلنا 450 طالبا تقريباً دون الستين، الآن بعد مرور فصلين قيّمنا تجربة الطلبة ووجدنا أن 215 منهم أي بمعدل 50 بالمائة منهم الآن هناك قرارات فصل أو إنذار نهائي بحقهم أو أن الطالب يحول إلى تخصصات أخرى لمرة واحدة.. الـ 50 بالمائة الآخرون سيجتازون المرحلة.
الجامعة بدأت بقانون مستقل، الآن يمكن أن يذهب الطالب لكليات المجتمع ويدرس الدبلوم ويأتي للجامعة للتجسير، وارتأينا في الجامعة طريقتين، الطريقة الأولى أن يحصل الطالب على برنامج الدبلوم ويعود من جديد أو يأتي مباشرة، ومن لا يستطيع، فأحياناً يأتي الطالب ويدرس 60-70 ساعة في الجامعات، ويخفق، يكون معدله دون المعدل المطلوب للاستمرار، يحصل على إنذار أول وإنذار ثان ثم يسمح له بتحويل التخصص، ثم يفصل من الجامعة كلياً، لكن يخرج من الجامعة بشهادة دبلوم.
الدستور: هل هناك رقم معين بالنسبة للذين فصلوا من الجامعة فصلاً نهائياً نظراً لعدم استكمالهم المتطلبات؟
أبو البصل: نعم، تم فصل عدد كبير، حيث فصل عدد من الطلبة، ويسمح للطالب بعد الإنذار أن يحصل على فصل استثنائي كدراسة خاصة كأنه خارج الجامعة كمرحلة أخيرة إذا كان يستطيع أن يكمل، بعد ذلك يفصل من الجامعة.
طلبت إعداد دراسات منها هذه الإحصائية، أن الذين دخلوا لمعدل معين كم كانت معدلاتهم، وأستطيع القول إن لدينا طلبة بمعدلات عليا، في التسعينيات، حيث يوجد استقطاب لهؤلاء الطلبة، ولدينا طلبة بمعدلات فوق الستين وفوق 70، ولدينا طلبة دون الستين في كلية العلوم الأساسية، لكن الذي يلفت النظر أن هناك ضعفا في مدخلات التعليم في الأردن، فهذه حقيقة ماثلة لا نستطيع إنكارها، هناك طلبة لديهم تميز، الطلبة أصحاب المعدلات العالية جداً، أي أصحاب 85 فأكثر هم متميزون في الجامعة، والطلبة الأقل المسألة مختلفة، فالدراسة تشير إلى التشابه مع مخرجات التعليم لكن المتميز فقط هو الذي يثبت تميزه بشكل دائم وكبير.
الطلبة الذين يحصلون على معدل 90 بالمائة فأكثر يدرسون في كلية الشريعة واللغة العربية وأصول الدين والفقه والقراءات مجاناً حيث لا يدفع الطالب إلا رسوم الخدمات فقط، وهذه ستكون رسوم خدمات مخفضة لهم في العام القادم. أيضاً الطلبة الذين يحفظون القرآن الكريم يدرسون مجاناً أيضاً في هذه التخصصات، والذي يريد أن يدرس تخصصا آخر ممن يحفظون القرآن الكريم يخصم له 25 بالمائة من رسوم الساعات. أيضاً الآن هناك نظام جديد من الرسوم سيصدر لاستقطاب الطلبة أصحاب المعدلات العالية حتى تكون مخرجات التعليم أفضل، فنحن نريد أن نصل إلى مرحلة تجعل المتميز في دراسته في الثانوية العامة يجد الأبواب أمامه مفتوحة وغير مغلقة للدراسة التي يريدها، ونأمل أن نصل إلى هذه المرحلة حتى نستقطب مدخلات متميزة ونخرج مخرجات متميزة.
قانون خاص
الدستور: لماذا تمتلك الجامعة قانونا خاصا؟. هي واحدة من الجامعات الخاصة، فلماذا أنشئ لها قانون خاص، أم أنكم طلبتم أن يكون لها قانون خاص؟
أبو البصل: الجامعة الأردنية لها قانون خاص، وجامعة اليرموك لها قانون خاص، وجامعة آل البيت لها قانون، لكن الذي يفترق عن الجامعة أن الجامعات الأردنية الرسمية أو الحكومية والذي ينص على أنها رسمية أو حكومية في قانونها مرجعيتها مجلس التعليم العالي وتتبع لقانون الجامعات الأردنية، لكن هذه الجامعة تحديداً صدر لها قانون خاص بها كباقي الجامعات ولم ينص على أنها جامعة رسمية أو جامعة غير رسمية، وبدل أن تتبع لمجلس التعليم العالي أو تطبيق قانون الجامعات، تطبق قانونها وتتبع مؤسسة آل البيت الملكية كجامعة.
الدستور: لكن، هل تنطبق قوانين التعليم العالي على الجامعة أم لا؟
أبو البصل: نحن نطبق قوانين التعليم العالي بنسبة أكثر من 95 بالمائة، مثلاً الآن القبول الموحد لا ينطبق عليها، فهي ليست جامعة خاصة وليست حكومية مئة بالمئة. أستطيع أن أقول إنها «شبه حكومية». هذا القانون هو قانون دائم عرض على مجلس التعليم العالي ومجلس النواب ومجلس الأعيان وصدرت به إرادة ملكية. هذا ليس شأن الجامعات الخاصة. هناك هدف ورسالة للدولة وذكرت في القانون لإنشاء جامعة إسلامية عالمية لرسالة إسلامية عالمية سامية يتطلع لها الأردن. والحقيقة أن بوادر أهداف هذه الجامعة بدأت، فالآن هناك كلية في إسبانيا (غرناطة) طلبت من الجامعة أن تكون فرعا لهذه الجامعة وتم توقيع اتفاقية بذلك، هناك كلية أيضاً كانت تتبع للأزهر وأصبحت الآن تتبع للنمسا لتدريس مناهج التربية والتعليم الأردنية ومناهج الجامعة، وهي في البدايات، لكن مناهج التربية أُخذت لتطبيقها تحت مظلة الجامعة.
الدراسات العليا
الدستور: عودة لسياسة القبول وموضوع قبول معدلات الـ 60 بالمائة، ما هي الرسالة التي يمكن أن تقدموها للطلبة وذويهم بهذا الشأن؟.. وفي مسألة الدراسات العليا، هل هنالك اختلاف او عدم تطابق لشروط التعليم العالي؟ وماذا حول ظاهرة العنف الطلابي، ما الإجراءات التي اتبعتموها للحد من ذلك؟.
وماذا عن الحديث حول عدم تمكن طلبة الجامعات من ممارسة العمل السياسي والحزبي، هل هناك قوانين ناظمة لديكم لهذا الأمر؟
أبو البصل: بالنسبة لسياسة القبول، فقبل قليل تحدثنا عن موضوع معدلات البكالوريوس، الآن كلية العلوم الأساسية من وجهة نظري فيها أكثر من فائدة وحل لمشكلات كثيرة، وهذا يتعلق بسياسة التعليم في الأردن.. عدد سكان الأردن عام 1979-1980 كان مليونا و800 ألف، عدد الطلبة على مقاعد الدراسة في 2011 حوالي مليون و800، إذن الطلاب الآن يعادلون عدد سكان المملكة قبل حوالي ثلاثين سنة. الآن الطلبة الذين يتخرجون من الثانوية، ليس كل طالب يحصل على مقعد في الجامعة، هناك سياسة قبول موحد، وحينما تسمع أن الطالب معدله في التسعينيات حتى يحصل على مقعد في جامعة قريبة منه، الأردنية او اليرموك او غيرها، والجامعات البعيدة بدأت تخفض المعدلات فيها لأن الطلبة لا يقبلون عليها، فهذه قضية طلب.. التركز السكاني في وسط المملكة وفي الشمال. هناك طلب كثير للدراسة في هذه الجامعات، الآن من لم يحقق المعدل المطلوب سواء كان فوق 65 أو أقل من ذلك، نجح في الثانوية ولم يحصل على مقعد جامعي، سيلجأ إلى الجامعات الخاصة، ثم إذا لم يجد مقعداً سوف يذهب إلى خارج البلد، وأعلم بأن هناك بعض الجامعات في بعض الدول العربية، معظم طلابها من الأردن، بعضهم يحقق الشروط وبعضهم لا يحقق الشروط، وبعد عدة سنوات يعود للبلد ولا يكون قد عاد بشيء من العلم.
بالنسبة لشروط الدراسات العليا، ليس هناك اختلاف إلا في ناحية واحدة، أن التعليم العالي يعتبر امتحان التوفل شرطاً للقبول، والجامعة كانت في السنوات الماضية لا تعتبر التوفل شرطاً للقبول، هذه السنة وفي التعليمات الجديدة تعتبر الجامعة التوفل شرطاً للقبول في بعض التخصصات، ففي تخصصات علوم الشريعة هو شرط للتخرج، واعتبرنا التوفل بمعدل 550 شرطاً للتخرج في كليات المال والأعمال، في المحاسبة وإدارة الأعمال والإدارة، لأن هناك بعض المواد باللغة الإنجليزية، ويطلب من الشخص أن يكون على مستوى أعلى، فهذا سبب مشكلة وبدأ الطلبة يشتكون، لأن التعليم العالي يريد شرطاً للقبول 400-450، فالفرق كبير، فإذا لم يستطع أن يحقق هذا الشرط يدرس مواد بديلة في اللغة الإنجليزية متقدمة. فوجدنا أن هناك إمكانية لتطبيق هذا القرار وبه فائدة أكثر من أن يأتي الطالب بالتوفل من خارج الأردن أو كما نسمع في الصحف أن هناك حالات تزوير في التوفل.
وزارة التعليم العالي سمحت بقبول درجة «المقبول»، ونحن لم نكن نقبل. الآن عندما سمحت التعليم العالي اضطررنا لقبول النسبة المطلوبة وقبلنا أقل من النسبة التي طلبتها التعليم العالي. الجامعة تلتزم بمعايير التعليم العالي، لكن هناك جزئيات للجامعة اجتهاد فيها، وهناك تفاهم حول هذا الموضوع، فعندما تصدر الأنظمة جميعاً للجامعة ويأتي القانون ليلزمنا فسنلتزم. نحن نلتزم بالقانون ولسنا ضده، فنحن تحت القانون ولسنا فوقه، وما ينطبق علينا نطبقه.
بالنسبة لموضوع الأحزاب، قضية الأحزاب كانت هناك في السابق نصوص تمنع تدخّل أعضاء هيئة التدريس والطلبة في قضية الأحزاب، لسبب أن الجامعة إذا أدخلت العملية التعليمية في قضية الأحزاب فستكون هناك مشكلات تؤثر على العملية التعليمية، لكن نحن نريد أن يتأهل الطالب للارتقاء بمستواه الفكري وينخرط في الأحزاب خارج الجامعة، فنحن نريد أن نرتقي بمستوى الطالب في الجامعة بالعمل من الناحية الفكرية ليكون قادراً على التعامل مع قضية الأحزاب، فهذا أعتبره أمراً مهماً وضرورياً، ولذلك سمحنا في الجامعة بفتح النوادي والجمعيات الطلابية بدون أي قيود على الطلبة، لكننا نشكو من عدم إقبال الطلبة على هذه النشاطات، مؤكد انه ليس هناك أي مكتب أو شخصية له علاقة بأي جهة أمن إلا الأمن الجامعي الذي أوجدناه نحن.
العنف الجامعي
الدستور: نريد أن تحدثنا عن العنف الجامعي، وما هو حجمه لديكم في الجامعة؟
أبو البصل: حجم العنف الجامعي لدينا قليل، والأمر تحت السيطرة بشكل عام لأن الحوار مع الطلبة وفتح القنوات والحديث معهم ومعرفة احتياجاتهم تؤدي إلى تقليل هذا الأمر، ثم الوعي أكثر أن هذه الجامعة جامعتهم فيشعرون بالمسؤولية، لذلك فالحديث الذي ينقل في الصحف والمواقع الالكترونية حول العنف الجامعي داخل الجامعة لا يحصل، وإذا حصل فإنه خارج الجامعة، لأن الجامعة بها نظام وقوانين.
من وجهة نظري، العنف الجامعي طارئ وليس متجذرا في كل الجامعات، لكن عدد حدوثه في جامعة أكثر من جامعة أخرى، فإن له أسبابا تؤدي إليه. الملاحظة الأساسية أن معظم ما يحدث على قلته يقع خارج الجامعات، ثم إذا كانت القنوات مفتوحة مع الطلبة واحتياجات الطلبة ملباة فالعنف يكون قليلاً.
الحجاب
الدستور: وهل هناك شرط للباس الطالبة في الجامعة أو أن تكون محجبة؟
أبو البصل: بالنسبة لموضوع الحجاب، الجامعة كجامعة إسلامية تشترط أن يقرأ الطالب شروط الالتحاق في الجامعة، ومن ضمنها الالتزام بالاحتشام. حوالي مائة بالمائة من الفتيات الطالبات اللاتي ألتقي بهن يقبلن بالالتزام فلا يكون لديهن الرفض أو النفور، لكن، أقول اننا كجامعة إسلامية لا بد أن يكون لدينا تميز في هذا الجانب، لكننا لم نقم بفصل طالبة لا تلتزم، بل المسألة بها مرونة، فهناك في الجامعة فتيات غير محجبات، ويحضرن المحاضرات، لكن في كليات الشريعة والدراسات الإسلامية يجب، ولا يسمح بترك الحجاب أو السفور في هذه الكليات، فهذا سيؤدي إلى عكس رسالة الجامعة، بمعنى أنه عندما يكون لدينا عدد كبير من الطلبة من الخارج جاؤوا ليدرسوا في جامعة إسلامية... وأنا وجدت مجموعة من الطلبة من بلغاريا واندونيسيا وغيرهم جاؤوا بشكل غاضب جداً وقالوا بان هذه الجامعة ليست إسلامية، وسألوا لماذا التساهل في ذلك؟، فهذا الأمر سيؤدي إلى الخلل، ولذلك أقول إن الذي يريد أن يلتزم بجامعة إسلامية لا بد أن يراعي شروط هذه الجامعة، فنحن لا نلزم أحداً بالقبول بالجامعة.