اخبار البلد_ لم تتأخَّر قطر في تسديد الاستحقاق المترتِّب عليها في موضوع زيارة خالد مشعل إلى عمَّان; إذ لم ينقضِ يومان على الزيارة حتَّى ألغت الدوحة قرارات الإبعاد الصادرة بحقّ بعض العاملين الأردنيين لديها, والتي دأبتْ على إصدارها منذ عام ,2005 وقرَّرت السماح لهم بتصويب أوضاعهم, كما أنَّها تدرس منح تأشيرات عمل للأردنيين الراغبين بالعمل في قطر. حسب ما جاء في تصريح مدير دائرة الإعلام والاتِّصال في وزارة العمل هيثم الخصاونة, المنشور في "العرب اليوم" يوم الثلاثاء الماضي.
ترى هل هذا هو قسط قطر كاملاً في هذه العمليَّة, أم أنَّ هناك التزامات أخرى?
على أيَّة حال, يُفترض أنَّ عمل الأردنيين في قطر أو سواها من البلاد العربيَّة يدخل في إطار حقّ العرب على العرب, وهذا طبعاً عدا عن أنَّ الأردنيين عندما يعملون في أيّ بلد فإنَّهم لا يكونون عالة عليه, بل كفاءات متعلِّمة ومدرّبة وذات خبرة ومجرَّبة, دفع الشعب الأردنيّ التكاليف الباهظة لإعدادها, وبالتالي, فإنَّ مَنْ يشغِّلها يقطف ثمار هذا الإعداد الجيِّد مِنْ دون أنْ يتكبَّد شيئاً مِنْ تكاليفه. لكن ما دامت هذه الاعتبارات كلّها ليست هي الحَكَم النهائيّ في تشغيل العمالة الأردنيَّة في قطر, وأنَّ الموضوع في الآخِر هو نوع من المقايضة السياسيَّة التي لا نعرف شيئاً عن ثمارها الأخرى (إنْ كانت موجودة) ولا على مَنْ ستعود, فإنَّه يحقّ لنا أنْ نسأل عن الثمن الذي سندفعه بالمقابل: هل هو فقط زيارة مشعل?!
ما يجعل السؤال ملحّاً ويثير القلق لدى الناس هو هذا الحماس اللافت الذي تبديه قطر لعودة قادة حماس إلى عمَّان; فمن الواضح أنَّه ليس مجرَّد شعور إنسانيّ وحبّ للعمل الخيريّ, ومن المؤكَّد أنَّ هذا لا يتمّ في إطار الحرص على فصيل مقاوم ولا في باب الغيرة الخالصة على العلاقات الأردنيَّة الفلسطينيَّة. كما أنَّ قطر ليست طرفاً يتبنَّى سياسة الحياد الإيجابيّ; بل هي أكثر الدول العربيَّة نشاطاً لدعم مشروع سياسيّ واضح المعالم على مستوى المنطقة كلّها, وتعمل مِنْ أجله بمختلف الوسائل.. وعلى رأسها, طبعاً, الأموال التي تنفق منها بسخاء لهذا الغرض. ومن الواضح أنَّ الإسلام السياسيّ هو العامل المركزيّ الذي تستخدمه قطر بالتعاون مع حلفائها المحلّيين والدوليين لإنجاز التغيير الذي ينشدونه في المنطقة. فما هو موقع حماس مِنْ هذا المشروع ودورها فيه? وما هي الصورة التي يُنتظر أنْ يتجلَّى بها هذا الدور في بلادنا? خصوصاً أنَّ لدينا حكومة جاءت إلى سدَّة السلطة لغرض أساسيّ واحد هو التفاهم مع الإسلام السياسيّ, والتجاوب مع المطالب الدوليَّة التي تلتقي مع مطالب الإسلاميين. ولذلك فهي لا تصغي إلى مطالب واقتراحات أيّ مكوِّنٍ مِنْ مكوِّنات المجتمع الأردنيّ وحراكاته, باستثناء الإسلام السياسيّ.
لقد تعالت الشكاوى, منذ مدَّة, في عددٍ من العواصم العربيَّة التي جرتْ فيها انتفاضات شعبيَّة أو عمليَّات تغيير خارجية, مِنْ سعي قطر المبالغ فيه لاستخدام أموالها الطائلة في فرض أجندتها الخاصّة وخياراتها السياسيَّة وجماعتها على تلك العواصم. حدث ذلك على لسان أكثر مِنْ مسؤول في المجلس الانتقاليّ الليبيّ, وفي تونس, ومصر, واليمن, وسوريَّة. وآمل أنْ لا نجد أنفسنا, يوماً, مثل هؤلاء, نجهر بالشكاوى المرَّة بعد فوات الأوان.
ترى هل هذا هو قسط قطر كاملاً في هذه العمليَّة, أم أنَّ هناك التزامات أخرى?
على أيَّة حال, يُفترض أنَّ عمل الأردنيين في قطر أو سواها من البلاد العربيَّة يدخل في إطار حقّ العرب على العرب, وهذا طبعاً عدا عن أنَّ الأردنيين عندما يعملون في أيّ بلد فإنَّهم لا يكونون عالة عليه, بل كفاءات متعلِّمة ومدرّبة وذات خبرة ومجرَّبة, دفع الشعب الأردنيّ التكاليف الباهظة لإعدادها, وبالتالي, فإنَّ مَنْ يشغِّلها يقطف ثمار هذا الإعداد الجيِّد مِنْ دون أنْ يتكبَّد شيئاً مِنْ تكاليفه. لكن ما دامت هذه الاعتبارات كلّها ليست هي الحَكَم النهائيّ في تشغيل العمالة الأردنيَّة في قطر, وأنَّ الموضوع في الآخِر هو نوع من المقايضة السياسيَّة التي لا نعرف شيئاً عن ثمارها الأخرى (إنْ كانت موجودة) ولا على مَنْ ستعود, فإنَّه يحقّ لنا أنْ نسأل عن الثمن الذي سندفعه بالمقابل: هل هو فقط زيارة مشعل?!
ما يجعل السؤال ملحّاً ويثير القلق لدى الناس هو هذا الحماس اللافت الذي تبديه قطر لعودة قادة حماس إلى عمَّان; فمن الواضح أنَّه ليس مجرَّد شعور إنسانيّ وحبّ للعمل الخيريّ, ومن المؤكَّد أنَّ هذا لا يتمّ في إطار الحرص على فصيل مقاوم ولا في باب الغيرة الخالصة على العلاقات الأردنيَّة الفلسطينيَّة. كما أنَّ قطر ليست طرفاً يتبنَّى سياسة الحياد الإيجابيّ; بل هي أكثر الدول العربيَّة نشاطاً لدعم مشروع سياسيّ واضح المعالم على مستوى المنطقة كلّها, وتعمل مِنْ أجله بمختلف الوسائل.. وعلى رأسها, طبعاً, الأموال التي تنفق منها بسخاء لهذا الغرض. ومن الواضح أنَّ الإسلام السياسيّ هو العامل المركزيّ الذي تستخدمه قطر بالتعاون مع حلفائها المحلّيين والدوليين لإنجاز التغيير الذي ينشدونه في المنطقة. فما هو موقع حماس مِنْ هذا المشروع ودورها فيه? وما هي الصورة التي يُنتظر أنْ يتجلَّى بها هذا الدور في بلادنا? خصوصاً أنَّ لدينا حكومة جاءت إلى سدَّة السلطة لغرض أساسيّ واحد هو التفاهم مع الإسلام السياسيّ, والتجاوب مع المطالب الدوليَّة التي تلتقي مع مطالب الإسلاميين. ولذلك فهي لا تصغي إلى مطالب واقتراحات أيّ مكوِّنٍ مِنْ مكوِّنات المجتمع الأردنيّ وحراكاته, باستثناء الإسلام السياسيّ.
لقد تعالت الشكاوى, منذ مدَّة, في عددٍ من العواصم العربيَّة التي جرتْ فيها انتفاضات شعبيَّة أو عمليَّات تغيير خارجية, مِنْ سعي قطر المبالغ فيه لاستخدام أموالها الطائلة في فرض أجندتها الخاصّة وخياراتها السياسيَّة وجماعتها على تلك العواصم. حدث ذلك على لسان أكثر مِنْ مسؤول في المجلس الانتقاليّ الليبيّ, وفي تونس, ومصر, واليمن, وسوريَّة. وآمل أنْ لا نجد أنفسنا, يوماً, مثل هؤلاء, نجهر بالشكاوى المرَّة بعد فوات الأوان.
بقلم سعود قبيلات