موفق كمال -عمان - كشفت دراسة استشارية صادرة عن مركز التصميم والتقنية الميكانيكية في الجمعية العلمية الملكية عن أن هناك سبع ألعاب مهمة في مدينة الجبيهة الترويحية "تحتاج إلى إعادة صيانة"، من بينها لعبة "الدولاب"، التي حذرت الدراسة من "استخدامها نظرا لخطورتها".
وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر فنية من داخل مدينة الجبيهة صحة هذا التقرير، وعزته لإلغاء إدارة المدينة التابعة لأمانة عمان الكبرى، لعطاء شراء قطع غيار تصل كلفتها السنوية إلى 200 ألف دينار، والاستعانة بقطع من السوق المحلي، فإن مدير المدينة الدكتور موسى الشوبكي أكد سلامة الألعاب المستخدمة، قائلا إنها "تحمل صفة الديمومة".
وجاء في التقرير الفني الذي أعده المركز، بناء على طلب من إدارة المدينة، إثر زيارته مطلع العام 2010، انه "بالنسبة للعبة الدولاب في المدينة، فإن مستويات التآكل فيه عالية، ويحتاج إلى تقييم دقيق للوقوف على إمكانية استخدامه في المستقبل أم لا، وحتى ذلك الوقت فإنه لا ينصح باستخدامه".
وأضاف "على صعيد لعبة "السفينة"، فقد تبين وجود مستويات من التآكل في مناطق الربط، تحتاج إلى تقييم دقيق للوقوف على إمكانية صيانتها واستخدامها، وكذلك الأمر بالنسبة لألعاب (Twister)، و(Apollo)، و"الجبل الروسي"، و"الصاروخ"، إضافة إلى لعبة البرج، حيث تبين أن جسم البرج والأسلاك الناقلة للحركة ومناطق اللحام، تحتاج إلى تقييم على إمكانية صيانتها واستخدامها.
وقدر المركز في تقريره عن الزيارة الأولى، أن كلفة التقييم الأولي تبلغ 102 ألف دينار، وتشمل عمليات الصيانة للألعاب التي مضى على استخدامها نحو 20 عاما.
وعلى الرغم من الضعف الفني لهذه الألعاب السبع، وتحديدا لعبة "الدولاب" وما يشكله ذلك من خطورة على حياة الزائرين، الذين يصل عددهم إلى نحو 600 ألف زائر سنويا، معظمهم من فئة الأطفال، غير ان إدارة المدينة ما تزال تستخدم هذه الألعاب، بحسب مصادر فنية من داخل المدينة.
وفي آخر تقرير فني صدر عن مختصين في أمانة عمان بشأن تركيب لعبة الدولاب (الايطالي) الجديد بدلا من القديم، قبل أيام، تم التأكيد أنه "بالرجوع إلى قسم الصيانة، لم يتم العثور على أية كتالوجات او معلومات عن لعبة الدولاب، الامر الذي يتعذر فيه تحديد قواعد (ستدات/براغي) اللعبة، ما يؤدي إلى سوء تركيب اللعبة، كما حدث في الدولاب القديم وبالتالي خرابه وتلفه".
ويؤكد التقرير، أن الدولاب القديم لم يتم تركيبه بالشكل الصحيح، حيث تم لحام بعض أماكن في أجزائه، ما أدى إلى "فتلان في تيوباته"، ويعود السبب إلى تركيب الدولاب على قواعد لم يتم أخذ قياساتها وأبعاد المسننات المزروعة في القاعدة الإسمنتية بعين الاعتبار، الأمر الذي أدى إلى تلف وخراب في بعض أجزاء الدولاب نتيجة سوء التركيب.
ووفق التقرير، فإنه يتعذر إجراء فحص للقاعدة الإسمنتية التي يرتكز عليها الدولاب، حيث إن القاعدة الحالية قديمة جدا، ولا يعرف مدى تحملها للأحمال المؤثرة عليها من (شد وضغط) إلا بفحوصات وأجهزة خاصة غير متوفرة لدى الفريق المكلف بالعمل.
وبين التقرير، عدم جاهزية الدولاب المراد تركيبه، وذلك بسبب تعرض أجزاء منه للصدأ والتلف والفتال، وذلك نتيجة لرميه فترة طويلة جدا في ساحة المدينة المكشوفة وعدم تخزينه في المستودع، وتعرضه لفترات طويلة لعوامل جوية (رطوبة، حرارة وأمطار).
وأوضحت مصادر، أنه منذ أربع سنوات، أوقف مدير عام المدينة طرح عطاء سنوي تصل قيمته إلى 200 ألف دينار، لتزويد المدينة بقطع غيار من نفس المنشأ، كون جميع الألعاب الموجودة فيها ايطالية الصنع، باستثناء لعبة البرج فهي صناعة انجليزية، وذلك بغية توفير النفقات، علما بأن المديرين السابقين لمدينة الجبيهة كانوا يبدون اهتماما بشأن قطع الغيار، لأنها تحقق السلامة العامة للزوار.
بدوره، نفى مدير عام المدينة الدكتور موسى الشوبكي، أن يكون لديهم أية مشاكل بشأن صيانة الألعاب، موضحا ان الألعاب الموجودة تحمل صفة "الديمومة كونها أوروبية الصنع"، مؤكدا أنه قبل عامين سافر إلى ايطاليا وشاهد ألعابا قديمة ما تزال مستخدمة في المدن الترويحية.
وعن نوعية القطع أكد الشوبكي أنها من السوق المحلية، لكنها صناعة أوروبية، ولم يسبق أن حدثت أي مشاكل في المدينة.
وحول تقرير مركز التقنية والتصميم في الجمعية العلمية الملكية، قال الشوبكي إن كلفة زياراتهم وكشفهم بلغت 120 ألف دينار.
من جهته، قال مدير الوقاية والحماية الذاتية في المديرية العامة للدفاع المدني العقيد محمد الصبيحي، إن الدفاع المدني لديه جولات كشف متكررة على المدن الترفيهية، مؤكدا أن صلاحية الدفاع المدني هي التأكد من جاهزية المباني في مدينة الجبيهة، وطبيعة إنشائها وفقا لمتطلبات السلامة العامة الموجودة في كودات الوقاية من الحريق، نافيا أن يكون لدى الدفاع المدني أي صلاحية للكشف على الألعاب التي تستخدمها المدن الترويحية.
mufa.kamal@alghad.jo