أخبار البلد - أي حالة تصيب الطفل تتسبب للأهل بقلق شديد. وبخاصة عندما يخضع الطفل لعملية، أياً كان نوعها، يعتبر تخدير الطفل من الخطوات التي تتحوّل هاجساً لدى كثيرين، وإن كانت العملية التي يخضع لها الطفل بسيطة ولا تدعو للقلق بذاتها. كما تنتشر أفكار حول آثار التخدير البعيدة المدى حول تخدير الطفل على الدماغ. حول مدى صحة كل ما يتم تداوله من أفكار حول تخدير الأطفال، تحدثت الطبيبة الاختصاصية في التخدير والإنعاش للأطفال في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس كريستين داغر.
كيف يختلف التخدير الخاص بالأطفال عن ذاك الذي للكبار؟
من الطبيعي أن يختلف التخدير الخاص بالأطفال إلى حد كبير عن ذاك الذي للراشدين، لاعتبار أن تركيبة جسم الطفل مختلفة ومستوى نموّه ولا يمكن أن يعتمد له التخدير ذاته. كما توضح داغر أن التخدير يختلف بين طفل وآخر بحسب سنّه ووزنه، ومن الطبيعي أن تكون عملية التخدير في غاية الدقة وتحدد وفق معايير معينة وحسابات. ويكون ذلك أكثر دقة بعد عندما يكون الطفل أصغر سناً لأنه يكون في مرحلة تزيد فيها مستويات النمو. انطلاقاً من ذلك، تختلف الجرعة التي تعطى للطفل بالمقارنة مع الكبير، كما تختلف بحسب عمر الطفل ووزنه لأن الوزن يعتمد
كمعيار أساسي في تحديد جرعة التخدير ومستوى تركيز الدواء فيه.
يضاف إلى ذلك أن ثمة أدوية تعتمد في تخدير الكبار وهي لا تعتمد مع الأطفال ولا حاجة إليها معهم. لذلك عموماً تكون الأدوية المعتمدة في تخدير الأطفال أقل بكثير من تلك التي تعتمد للكبار.
أما المستلزمات المعتمدة في التخدير، فتختلف أيضاً بين الأطفال والراشدين من حيث المقاسات خاصة بما يتناسب مع الفئة العمرية.
كيف يعطى التخدير للطفل؟
يعطى التخدير للطفل، بحسب داغر، إما في القناع حتى ينام ثم يوضع بعدها له المصل، وإما في العرق من البداية ويوضع في المصل أيضاً بعدها. مع الإشارة إلى أن عمليات الأطفال تكون غالباً مدتها قصيرة ولا تستمر طويلاً ويعود الطفل إلى منزله في اليوم نفسه، وهذا محبذ لأن الطفل لا يشعر بالارتياح بعيداً من محيطه المعتاد. وعموماً لا يعاني الطفل أعراضاً جراء التخير بعد العملية. أما التقيؤ أو الغثيان فإذا أظهر الفحص العيادي أنه عرضة لهما، فيمكن إعطاؤه دواءً لمقاومة هذا النوع من الأعراض وتجنبها. في الوقت نفسه تشدد أبي داغر على أهمية مصارحة الطفل بما سيخضع له، خصوصاً إذا كان عمره يسمح بذلك. فيجب أن يعرف تفاصيل المراحل التي سيمر بها حتى لا يواجه التداعيات النفسية للعملية خلال فترة بعدها في حال إخفاء الأمور عنه أو إعطائه معلومات خاطئة.
هذا، ويمكن أن يستيقظ الطفل مضطرباً بعد تخديره ومتوتراً ربما، إلا أنه سرعان ما يهدأ عندما يجد أهله بقربه.
ماذا عن التداعيات البعيدة المدى وتأثير التخدير على دماغ الطفل؟
صحيح أن بعض الأهل قد يقلقون بشأن تأثير التخدير على دماغ الطفل. في الواقع، أظهرت دراسات أجريت على الحيوان وبجرعات أكبر بكثير من تلك التي تعطى للأطفال، أن التخدير لا يؤثر على الدماغ، وفق ما تبين حتى اللحظة. خصوصاً أن الجرعات التي تعطى للأطفال صغيرة.
هل يواجه الطفل خطر التعرض للحساسية؟
عموماً لا يجرى فحص أو تجربة للتخدير للطفل قبل العملية، ويمكن اللجوء إلى هذه الطريقة أحياناً بالنسبة للكبار ممن هم عرضة للحساسية. بالنسبة للأطفال، يمكن ألا يعاني الطفل أي نوع من الحساسية لكن يتعرض لنوبة أو ردة فعل حساسية بسبب التخدير. وقد يكون الطفل أكثر عرضة في حال وجود حالات حساسية أو ربو في العائلة. لكن عموماً، كون الأدوية المستخدمة في تخدير الأطفال قليلة، فمن المفترض ألا تحصل أي مشكلة. وفي حال حصولها، يمكن اللجوء إلى الأدوية الخاصة المضادة للحساسية سريعاً.
في كل الحالات، وأياً كانت المشكلة التي يمكن مواجهتها من المهم أن يتصرف الطبيب سريعاً لمعالجتها في حينها، وعندها تؤكد داغر أنه في حال التصرف السريع، سواء لدى الأطفال أو الراشدين، لن يحصل ما يدعو للقلق.