اخبار البلد -
الشهرة.. أضواء.. وحب.. وإعجاب..ضوضاء لذيذة حول صاحبها..لكنها تفقده التوازن أحياناً! هي قيمة لصاحبها..تقدير..انجذاب من الكثيرين.. لكن أن تتحول هذه الشهرة إلى «هوس» أي مشكلة نفسية واجتماعية فهنا يصير حب الشهرة ظاهرة مرضية نجدها قد تفشت في مجتمعاتنا.. حيث المبالغة في كل شيء.. وعرض كل شيء على الملأ، من التنزه بالخارج إلى غرف النوم والتعامل بين أفراد الاسرة الواحدة بل التعامل مع الزوج أو الزوجة!
حب الشهرة ظاهرة مرضية تفشت في مجتمعنا
بداية تجيب الدكتورة عبد الباري عن السؤال الاساسي في المشكلة: من أين يأتي هوس الشهرة..نفسياً واجتماعياً؟ فتقول:
يؤكد علم النفس أن لفت الانتباه حاجة نفسية غريزية لا تختلف عن الحاجات البيولوجية الجسدية والحاجات العاطفية والاجتماعية، ولكن إذا أصبحت الرغبة جامحة في حب الظهور أخذت منحى مرضياً يميل صاحبها المهووس للكبر والاستعلاء واحتقار من هم دونه.
وتوضح الظاهرة بشكل أكثر وتقول: إن النفس المريضة تتوق إلى أن يُشار إليها بالبنان وتكون حديث المجالس ويكتب عنها إشباعًا لعقدها النفسية..وتأتي الأسباب لهذا الخلل أحيانا نتيجة إهمال وإحباطات العائلة للابن، فيحاول بشتى الطرق إثبات نفسه، فقد يكون انعكاساً نفسياً على نفسه وعلى مجتمعه بأنه إنسان غير مهمش، وأنه يمتلك القدرة ولديه طاقة كبيرة وباستطاعته جني المال بأسهل وأيسر السبل! لقد تعددت أشكال الهوس ولكن الاضطراب واحد! وقد اتخذت أشكالاً خطيرة بين مجاهر بالمعصية وبين مزايد!
محيط اجتماعي يهمه الفوز بالمكاسب على حساب القيم وحب الظهور! لهوس الشهرة أسباب نفسية مثل التعرض لحالات فشل وصراعات نابع من عقدة نفسية اجتماعية سلوكية تغذت بتربية خاطئة ومحيط اجتماعي يهمه الفوز بالمكاسب على حساب القيم، وأصبح حب الظهور رغبة جامحة يحملها صاحبها المهووس بالكبر والاستعلاء واحتقار من هم دونه غير ملتفت للنصيحة بل مجاهر بهذا الهوس!
هوس الشباب بالشهرة الطارئة!
وحول اهتمام الشباب تحديداً بمسألة الشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي وتفسيرها لهذه الظاهرة تقول: أصبحت الظاهرة اليوم واضحة للعيان وهي هوس الشباب بالشهرة مهما كلفهم الامر من ضريبة تُدفع من سمعتهم وأشخاصهم، فقط من أجل الظهور! مع انها تُعتبر شهرة طارئة! لكنهم في ذلك يبقون متجاوزين كل الحدود المرغوب وغير المرغوب فيها فقط للوصول إلى هذه الشهرة!
عادات وسلوكيات غريبة في مجتمعاتنا
تواصل الدكتورة عبد الباري تحليلها للظاهرة، فتقول: لقد صار الهوس بالشهرة يتم بمساعدة بعض الشبكات الاجتماعية بمختلف أنواعها على فرض أفكار وأنماط سلوكية غريبة على مجتمعاتنا، وقد اقتحمت مصطلحاتهم وعاداتهم السلوكية غير المحببة حياتنا إلى درجة ان تلك الحسابات الشخصية توجت – ومع الأسف الشديد – كمراكز إعلامية ناجحة رغم كل الاعتراضات والملاحظات المعاكسة لها من المجتمع! إن هوس التميز الاجتماعي نابع من عقدة نفسية سلوكية اجتماعية، وهي ظاهرة متأصلة جذورها في التكوين النفسي للفرد وقد تغذت بالتربية والمحيط الاجتماعي.
يعقب الهوس بالشهرة حالات اكتئاب! المتزوجون أصبحوا يعرضون خصوصياتهم سواء واقعية أو بتمثيل و«ضحك على عقول» المتابعين!
وحول النتائج النفسية والاجتماعية لهوس الشهرة على صاحبها أو صاحبتها تقول:
ما يجب ان نعرفه انّه حين تتحول الشهرة الى هوس حقيقي ويصبح حياة الانسان مرتبطا بها فقط، وفي حال الفشل يدخل الشخص في حالة من الاكتئاب الشديد لأنه في أغلب الحالات يعقب الهوس حالات اكتئاب، وهذا ما يسمى باضطراب ثنائى القطب عندها من المفضل استشارة اخصائي نفسي للتخفيف من حدة هوس الشهرة، والذي يمكن بسببه الشخص ان يبني الكثير من الاحلام الواهمة ولا يعود متصلاً بالواقع. فهو داءٌ يفتك بأصحابه قبل أن يفتك بغيره!
كونه ينطلق من مبدأ حب الذات وتقديم كل ما قد يعتبره جيداً بالنسبة له دون التفكير بشخص آخر أو متطلبات أخرى، ما قد يؤدي الى خسارة الكثير من الحياة من الناحيتين الاجتماعية والنفسية لأن هؤلاء يسعون لجذب الانتباه بكل
الطرق، فلقد تحكم هوس الشهرة فيهم وتضخمت معها الأنانية وخلقوا لأنفسهم صورة غير واقعية وحياة مزيفة! كما اخترقوا بأنفسهم خصوصية حياتهم وعرضوا أنفسهم وعائلتهم وكل خصوصية بما تعنيها الكلمة للجميع ولعيون الآخرين، بل حتى غرفهم الخاصة لم تسلم من التصوير! وخلق مواقف وحوارات مفبركة بحجة أن يكونوا أكثر تقرباً للمتابعين وكسب أكبر عدد من المشاهدين! وحتى المتزوجون أصبحوا معاً يعرضون خصوصياتهم، سواء كانت واقعية أو بتمثيل و«ضحك على عقول» المتابعين! فقط ليصبحوا حديث المدينة خلال تلك الفترة! محاولين بشتى الطرق لاستمرار شهرتهم بأي وسيلة كانت كحب الظهور والتدفق المادي الهائل وصناعة ثروة من خلال وسائل السوشيال ميديا.
وترى الدكتورة عبدالباري أن نتائج ذلك كله بكل تأكيد تغطية العيوب الداخلية وتعويض النقص وسبيل يدر منه المال بأسهل الوسائل وبلوغ بريق الأضواء والنظرة للآخرة بغرور لدي البعض كأنهم دون المستوى وكأنه صنع لنفسه هالة كبيرة بشقاء وتعب فيصبح انساناً عاشقاً المدح والثناء.
التوجيه والإرشاد للشباب من خلال أشخاص مختصين من خلال وسائل الإعلام حتى يزيد الوعي والفهم وإدراك ما يجري حولنا.
التوضيح لهوس الشهرة أنه مشروع له سلبياته وأضراره وأنه لا مستقبل له، ويتخذ له قناعًا اجتماعيًا يتستر به على ذاته أمام الآخرين ويصل به الأمر إلى التستر على ذاته أمام ذاته، في نوع من التجنب.
الفراغ الاجتماعي.. والتقليد الأعمى
أيضا توجه الدكتورة عبد الباري إلى أن حب تلك الشهرة وازديادها يساعد عليه كثيراً المتابعون والمحيطون من حول المشهور أو المشهورة! أي ان المحيط الاجتماعي يساعد أيضا على إشعال هوس الشهرة لدى المشاهير. وقد نتج ذلك عن الفراغ، سواء فراغ اجتماعي أو روحي أو نفسي.
وأما النتائج الاجتماعية لهوس الشهرة على المجتمع نفسه والأجيال الجديدة، فتقول فيه:
من تلك النتائج الخطيرة اجتماعياً لهوس الشهرة التقليد الأعمى لهؤلاء المشاهير المصابين بهوس الشهرة وذلك من طرف الجيل الجديد تحديداً والذي يترتب عليه خلق جيل ضائع لا يفقه ما يقول أو يفعل.. جيل يفتقد الاجتهاد والعمل والطموح الحقيقي.. حيث تلوث أسماع وأبصار الجيل القادم بشباب طائش هوسهم حب الظهور ووصولهم لهوس مزيف. في حين لو نظرنا إلى الماضي نجد جيلاً من كل الرواد في جميع التخصصات، في المال والاعمال والعلم والفكر والأدب والاقتصاد والاعلام والقرآن، جيل احترم نفسه فاحترمه الآخرون وقلدوه فكانت شهرته لها اجتهاد شخصي وعمل متعوب عليه. بينما الآن فإن مهاويس الشهرة هم الذين يحبون الفنانين جدا وملابسهم وغيره من الأضواء، محاولين تقليدهم، وهو ما ينتج عنه أن مشاهير السوشيال ميديا يحاولون التقليد ولكن بوسائل مختلفة.
حُمى الشهرة تصيب المذيعات.. على حساب السلوكيات!
أصيبت الكثير من المذيعات العربيات بما يسمى «حمى الشهرة» على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد اجتاحت العديد منهن على حساب السلوكيات التي يجب مراعاتها كنماذج عليا للشباب وللجمهور بشكل عام، فقد باتت حساباتهن الشخصية على السوشيال ميديا تعكس تعطشاً كبيراً للنجومية والاختيار للأدوات والأساليب التي من شأنها أن ترفع نسب المشاهدة والمتابعة بغض النظر عن النتائج الاجتماعية والاخلاقية.. فهناك مذيعة تستعرض جمالها والملابس الفاخرة التي ترتديها تحت عباءتها، وأخرى تصور ما تملكه من مجوهرات وملابس وحقائب، وثالثة تروج لمطاعم وعيادات وصالونات.. وأخريات سمحن لكاميرا الهاتف أن تتجول في حياتهنّ!
المشاهير بشر مثلنا
المشاهير بشر مثلنا يعانون الاضطرابات الداخلية وعدم الاتزان أحيانا والمشكلات الأسرية في الطفولة، وقد اعترف العديد منهم بذلك، بل هناك من لجأ الى مركز علاجي للأمراض النفسية والعصبية مثل كاترين زيتا جونز جميلة السينما العالمية وليوناردو دي كابريو فتى هوليوود، وجيم كاري نجم الكوميديا الذي يضحك الملايين، وفان دام بطل أفلام الحركة الذي لايقهر، كما أعترف الفنان تامر حسني عام 2013 عبر إذاعة «جرس سكوب إف إم»، أنه عاش طفولة صعبة بعد انفصال والديه، وأكد أنه لم يتمكن من تحقيق حلمه بلعب كرة القدم، وهو ما أصابه باكتئاب لفترة طويلة.. كما اعترفت المطربة الشهيرة أنغام بأنها عانت من الاكتئاب لفترة طويلة حتى إنها اضطرت للذهاب إلى طبيب نفسي قبل عشر سنوات.
عادات غريبة للمشاهير.. بعضها لا يُصدق!
اعترفت نجمة هوليوود ميجان فوكس بأنها لا تشطف المرحاض بعد استخدامه، وقد اشتكى أصدقاؤها من هذه العادة المقززة والمزعجة! شاروخان نجم بوليوود مولع ومهووس بالأحذية الرياضية، ولا يخلعها إلا عند النوم، بل قد ينام بها! براد بيت لا يستخدم براد الصابون في غسل يديه، حيث يعتقد أنها تحتوي على سموم بداخلها. نجم بوليوود الأشهر أميتاب باتشان يرتدي ساعتين في يده، وقد بدأت هذه العادة حين كان ابنه يدرس في الخارج، فأراد أن يبقى متصلًا بتوقيت المنطقة الزمنية الأخرى.. ومنذ ذلك الحين، وهو يرتدي ساعتين.