أخبار البلد - رصد - لأول مرة تقريبا تعلن المؤسسة الأمنية الداخلية حربها الاشتباكية بهذا الوضوح مع وكلاء توزيع الحبوب المخدرة وتجار المخدرات بشكل عام من نشطاء الداخل، فيما سبق للقوات المسلحة أن أعلنت رسميا بأن هدف المخدرات التي تتسلل من حدود سوريا لم يعد فقط العبور والترانزيت بل الاستيطان والتوطين في الأردن مما يعني أن المملكة هي الهدف.
وفي سياق الموضوع، يعمل مدير الامن العام الجنرال حسين الحواتمة ورجاله اليوم علنا على أساس هذا الهدف وفي خلفية القرار توجيه ضربة قوية لا بل صاعقة إلى السماسرة والوكلاء الذين يعملون على تخزين المواد المخدرة في الأردن تمهيدا لتوزيعها أو المتاجرة فيها خلافا للقانون أو حتى نقلها إلى دول أخرى.
وتيرة التحدي لمتاجري المخدرات من الأردنيين داخليا واضحة عند مديرية الأمن العام والأمر قد يتعلق لاحقا بمروجي وموزعي ومخزني حبوب مخدرة يكتشف الجميع يوما بعد يوم أنهم جزء حيوي من شبكة إقليمية مجاورة.
ووجه الجنرال الحواتمة رسالة واضحة هو وكبار ضباط الأمن العام في هذا الاتجاه عندما زار المديرية المختصة بمكافحة المخدرات قبل يومين من مداهمة ما سمي بـ”مزرعة الكرك ” حيث شخصية تملك المزرعة وصفت بأنها نافذة وقريبة من بعض الشخصيات السياسية والوزارية السابقة.
بدورها رصدت "أخبـار البـلد"، ما يدور في الصالونات السياسية وعبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي تعقيبا على الحادثة التي اخذت صدى وضجة واسعة، حيث ذهبت الاحاديث نحو ذكر اسماء وازنة ورفيعة المستوى في المملكة تقلدت العديد من المناصب الحساسة التي من الممكن ان تخدم صاحبها بفعل النفوذ والحصانة الامنية والاجتماعية التي تطوق تواجدهم في اي مكان، إن ارادوا الانغماس في الممنوع، "على حد تعبيرهم"
واضافوا، "الإعلان رسميا عن مداهمة مزرعة الكرك هو إيذان بالحرب على تلك الأفرع وهي خطوة تحظى بالغطاء السياسي الأمني والمرجعي والأهم سياسيا أنها تؤسس لسحب الذرائع من الملاحظين بين الأردنيين وفي الجوار القائلين بأن المؤسسات تجتهد في مراقبة الحدود السورية وتتراخى عن الشركاء المحتملين داخل حدود الممكلة."
بدورها، كانت قد اصدرت مديرية الامن العام على لسان ناطقها توضيحا حول المداهمة على مزرعة الكرك، وتاليا نص البيان؛ ان الفرق العملياتية المشكلة في ادارة مكافحة المخدرات لمتابعة اية معلومات ترد حول الاتجار وترويج وتهريب المخدرات ومداهمة اي شخص يتورط بتلك النشاطات الجرمية قد تعاملت مع عدد من القضايا خلال الايام الماضية .
وبينوا، ان الان الهدف الاسمى من ضبط المزرعة والموجودات المحظورة داخلها، هو الاعلان عن صاحب المزرعة والتسهيلات التي جعلته يتاجر في ارواح الناس بهذه السلاسة، فهل سيتم الاعلان عن تفاصيل جديدة تخص الهارب الخطير في غضون ايام؟
وأكد الناطق الإعلامي ان ابرز تلك القضايا النوعية التي تمكنت احد الفرق قبل ايام من التعامل معها كانت متابعة معلومات حول قيام مجموعة من الاشخاص بتجهيز كمية كبيرة من الحبوب المخدرة تمهيداً لتهريبها خارج المملكة .
حيث جرى تحديد كيفية ومكان وطريقة التهريب عبر اخفاء المواد المخدرة داخل شاحنتين محملتين بمادة الكربون وتم تحديد توقيتات تحركات مركبتي الشحن وجرى ضبطهما ومن بداخلهما حيث جرى تفتيشهما وعثر بداخلهما على مليون حبة من حبوب الكبتاجون المخدرة أخفيت بداخل شوالات من مادة الكربون .
واكد الناطق الاعلامي أنه تم ضبط اربعة متورطين بالقضية من خلال مداهمات تمت لهم ، فيما أن العمل جارٍ لضبط باقي المتورطين بالقضية حيث جرت مداهمة مزرعة احد المشتبه بتورطهم في القضية في محافظة الكرك الا انه لم يعثر عليه داخلها وما زال البحث جاريا عنه وعن اخرين معه.
هذا وشدد الناطق الاعلامي ان ادارة مكافحة المخدرات ومن خلال مرحلة عملياتية جديدة تواصل التحقيق وعمليات المداهمة والقبض على تجار ومروجي المواد المخدرة وتمكنت خلال الايام القليلة الماضية من التعامل مع عدد من تلك القضايا النوعية والتي ما زالت قيد التحقيق وسيعلن عنها تباعا ووفق مجريات التحقيق.