أخبار البلد ــ أحد أهم جوانب الصراع القصير والعنيف الذي وقع بين إسرائيل وحركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، كان أمرًا لم يحدث: مشاركة حماس.
دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل والجهاد الإسلامي حيز التنفيذ الساعة 11:30 مساءً بالتوقيت المحلي يوم الأحد، ويبدو صامدا حتى الآن. أدى الصراع إلى مقتل ما لا يقل عن 44 شخصًا في غزة بينهم 15 طفلا، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. بينما تصر إسرائيل على أن معظم القتلى كانوا من عناصر حركة الجهاد وأن عدة مدنيين قتلوا إثر إطلاق صواريخ فاشلة من غزة سقطت في القطاع.
عبرت حركة "حماس"، التي تدير قطاع غزة، عن دعمها لحركة "الجهاد الإسلامي". لكنها أبقت ترسانتها الصاروخية الأكبر والأكثر قوة خارج المعادلة، بينما أوضح الجيش الإسرائيلي منذ البداية أنه كان يركز فقط على أهداف تابعة للجهاد الإسلامي.
أدى ذلك إلى منع الصراع من التصاعد إلى مواجهة أكبر وأكثر خطورة، وأقرب إلى ما حدث خلال حرب الـ11 يومًا في مايو/ آيار 2021.
لماذا لم تتدخل حماس؟
وفقًا لمحللين وأيضًا مسؤولين إسرائيليين، فإن أحد الأسباب هو حقيقة أنه لم يمض سوى 15 شهرًا على صراع 2021 الذي أدى إلى أضرار كبيرة وموت الكثيرين في غزة. ولا يزال سكان القطاع يعيدون بناء منازلهم، وحماس تعيد بناء ترسانتها.
تعتقد الحكومة الإسرائيلية أيضًا أن حملتها بالحوافز الاقتصادية - زيادة عدد التصاريح الممنوحة لسكان غزة للعبور إلى إسرائيل للعمل - تنجح.
تفرض إسرائيل ومصر إغلاقًا على قطاع غزة منذ عام 2007، مما يحد من الوصول إلى القطاع عبر البر والجو والبحر، بما في ذلك القيود المشددة على حركة سكان القطاع وتدفق البضائع.
إذا تم إطلاق الصواريخ، فإن إسرائيل تغلق الحدود، والآلاف من سكان غزة الحاصلين على تصاريح لن يمكنهم العمل في إسرائيل أو الحصول على رواتبهم.
يوم الإثنين، قال مسؤول دبلوماسي إسرائيلي كبير إن حماس "عدو وليس شريكا... لكن هناك تعاون يمكننا القيام به، في الغالب من خلال مصر، لتحسين الوضع في غزة". على ضبط النفس، ستتوقع حماس أن تُكافأ.
أول اختبار أمني كبير أمام لابيد
كان الصراع مع الجهاد الإسلامي أيضًا أول اختبار عسكري كبير لرئيس الوزراء المؤقت يائير لابيد. على عكس سلفه نفتالي بينيت، لا يُعرف لابيد بخبرته القتالية العسكرية. لكن مثل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي، كانت لحظة أخرى أمام لابيد ليبدو كرئيس وزراء حقيقي، لحظات قد يأمل لابيد على الأرجح أن يتذكرها الإسرائيليون عندما يتوجهون إلى صناديق الاقتراع في نوفمبر.
كما أحدث الصراع انفراجة أخرى، وإن كان ذلك على نطاق أصغر إلى حد ما: التقى رئيس الوزراء الأسبق، وزعيم المعارضة الآن بنيامين نتنياهو مع لابيد، يوم الأحد، لتلقي إحاطة أمنية حول العملية. كانت هذه أول إحاطة أمنية له منذ تركه للسلطة، رغم أنه من المفترض بموجب القانون أن تكون ممارسة معتادة. لكن نتنياهو كان يقاطع هذه الاجتماعات.
بعد الاجتماع، قال نتنياهو إنه يدعم العملية وقدم "دعمه الكامل للحكومة والجيش الإسرائيلي وقوات الأمن".
تقع أجزاء من غزة مرة أخرى تحت الأنقاض ويستمر الحداد على الأرواح المفقودة، لكن لم يؤد الصراع إلى تغيير جوهري في الوضع السياسي على الأرض.