أخبار البلد ــ محرر المحليات ــ باتت "التنكات" الملاذ لإيجاد المياه في "خزانات" البيوت في محافظات المملكة، إذ يلجأ الأردنيون لحلول تزيد من العبء المالي عليهم تحوطًا ضد نفاذ المياه، التي قطعت عنهم منذ شهر في بعض المناطق جراء أزمة المصادر وشحها.
الحكومة أشارت في مناسبات عديدة إلى أن المواطن سيعيش في أزمة مائية خلال صيف 2022، وأصبحت تقلص الامدادات المائية على المناطق، وتنفذ حملات ضد التجاوزات على الخطوط، ومخالفة من يتمعدون هدر المياه.
لكن لغابة اللحظة لم تكشف الحكومة عن أي تحركات للفكاك من هذه الأزمة، وتكتفي بإظهار عجزها من خلال تصريحات متكررة أن الأزمة ممتدة وحلولها باتت ضيقة ومحدودة، سيما بعدما خرج وزير المياه والري منذ مدة وقال إن سوريا رفضت بيع الأردن الماء، وذلك استدعى من الجانب السوري توضيح سبب الرفض الذي تبين أنه ليس بذات السياق الذي نقله الوزير.
لا شك أن أزمة المياه في الأردن طفت على السطح خلال السنة المنطوية والحالية بشكل ملحوظ، ويستطيع المتابع أن يربط إلى أن ترمي تصريحات العجز الحكومي عند رصد الفضاء الإلكتروني، خاصة بعد إعلان دراسة جدوى مع الاحتلال بما يعرف باتفاقية "الماء مقابل الكهرباء".
وكلما اقتربت مدة الإعلان عن جدوى الشراكة تزيد الحكومة من التصريحات التي تضع خيار الاحتلال في مكان محتوم ولا مفر منه وفق آراء أصحاب الاختصاص.
بعيدًا عن جزيئة الاتفاقية، بات يصل عدد شكاوى المواطنين حول انقطاع المياه إلى 120 ألف شكاوى اسبوعيًا، فيما لم تتعد 10 ألاف شكوى في سنوات قريبة ماضية، ويسغرب خبراء في قطاع المياه توقف الحكومة دون حراك خلال وضع اقتصادي صعب يعيشه الشارع.
ويرى وزير المياه الأسبق الدكتور حازم الناصر خلال تصريحات متلفزة أن الحكومة لا تملك حلًا سحريًا لعلاج الأزمة، مؤكدًا على ضرورة عملها ضمن خطط متنوعة وعدم حد خيارها بشراء المياه من جهة معينه، حيث هناك مجموعة من البرامج يمكنها تخفيف حدة الأزمة على الأردنيين.
يكمل الناصر "من هذه الاجراءات والبرامج والمشاريع التي ستوفر مزيدًا من المياه إما من خلال جلب مياه إضافية أو بأن نصبح أكثر كفاءة في إدارة تزويد المياه".
وبالتأكيد، لا يكمن دور الشارع في اجتراح الحلول لوزارة المياه، فأقصى ما يمكنه المساعدة فيه هو شراء "تنكات المياه" لحين قدرة الأولى على اقتناص حل يخفف وطأة هذه الأزمة.
كما يجب أن تراع وزارة المياه الضائقة الاقتصادية التي يعيشها الأردنيون وأن لا تستنزفهم حد الانفجار، لذلك إظهار العجز دائمًا دون بيان العمل على الحل ونفاذ جيمع الخيارت من خلال تجربها، يعني بالضرورة أن هناك تقصدًا لإدامة هذه الأزمة في بيوت الأردنيين.