وجرى لقاء تحاوري مع الحضور قام خلاله العضو المؤسس في إرادة وزير العمل الأسبق نضال البطاينة بشرح المبادئ الأساسية للحزب بأسلوب جاذب ومقنع اتسم بالمصداقية والموضوعية والشفافية والتفاعل من قبل الحضور.
واستهل البطاينة حديثه بطرح عدة تساؤلات كان أبرزها: عل نعيش حالة من الإحباط وغياب الأمل ؟ وهل سنبدأالمئوية الثانية من عمر الدولة بنفس الوتيرة؟
وبهذه التساؤلات شخص البطاينة الحالة الراهنة التي يعيشها الشعب الأردني وأبدى اسفه بأن العالم كله يتجه نحو الأفضل بفضل البرامجية وتفعيل العقل الجمعي ونحن لا زلنا نراوح مكاننا بعدما كنا منارة للدول المجاورة في التعليم والمناهج والخدمات الطبية والادارة العامة وغيرها.
وأشار البطاينة الى عدد الخريجين العاطلين عن العمل في ظل ضعف قطاع خاص يستوعبهم وقطاع عام متخم وصلت نسبة رواتب موظفيه ٨٧٪ من الموازنة ، كما اشار البطاينةً الى ضعف المجالس النيابية المتعاقبة في دورها التشريعي والرقابي مع الاحترام للشخوص ، وان الحكومات هي لتسيير الاعمال في ظل غياب الخطط مؤكدا واننا بحاجة الى حل جذري ونقلة نوعية لتخرجنا مما نحن فيه ، ولن يكون هنالك حلول دون إعادة تفعيل العقل الجمعي من خلال الأحزاب، وتشكيل كتل وازنة من الشباب والتكنوقراط مسلحين ببرامج واهداف قادرة على ان تنقلنا من حال الى حال، مؤكدا ان السبب وراء عدم جدوى الأحزاب في الأردن سابقا هو أنها كثير من الأيديولوجيا والشخصنة وقليل من التنمية والبرامجية وتغييب لدور الشباب ، والا لكنا نتنعم الآن بخيرات ونعيم هذه الإنجازات.
ثم تحدث عن ارادة الذي جاء كمشروع حزب لتفادي اخطاء الماضي ولملمة النسيج الاجتماعي لجميع مكونات وفئات المجتمع لنكون قادرين على بناء وطن، وأشار ان الهيكل التنظيمي للحزب وهو في طور المسودات ليس مصمم لقيادة الرجل الواحد، ويتكون الهيكل التنظيمي من ٢٢ لجنةً في كافة مجالات الحياة، ويوجد في كل لجنة اعضاء الحزب من اكاديميين وطلاب في نفس التخصص والقطاع الخاص والموظف العام الحالي او المتقاعد وذلك لوضع سياسات وبرامج الحزب في مجال ما، ثم تتجمع مخرجات اللجان من سياسات وبرامج في جميع المجالات في المجلس الاستراتيجي للحزب لضمان التناسق والتكامل والقابلية للتنفيذ وبالتالي ضمان ان يكون البرنامج المتكامل للحزب، مضيفا ان الحزب الذي لا يملك في برنامجه حلولا في كافة المجالات لا يستحق ان يشكل حكومة حزبية، وان الحزب الذي لا يسعى لتشكيل حكومة حزبية هو عبء على الدولة وعبارة عن نادي او جمعية،
وقال البطاينة أننا بحاجة ماسة ان نعتمد على ذاتنا من خلال رفعة اقتصادنا وسياحتنا وزراعتنا وصناعتنا والأيدي حتى تكون قراراتنا بأيدينا دون ضغوطات ، فعندما وقف الأردن في وجه صفقة القرن وأصر على موقفه وقمنا بواجبنا المحتم تجاه فلسطين كنا في نفس الوقت نخشى ان توقف المنح ، لذلك علينا ترتيب خططنا واولوياتنا.
وهذا لن يحدث دون يرامجية وادوات تنفيذ ومسائلة.
واكد البطاينة في ختام حديثه ان هذا الحزب ولد طبيعيا من المخيمات والبوادي والمحافظات ، حزب المواطن الطالب والاكاديمي والطبيب والتاجر والمزارع والمعلم والمتقاعد العسكري والنقابي وليس حزب النخب.
هذا وتحدث خلال اللقاء الشاب قدر الرواشده، أحد مؤسسي ارادة بأن تاريخ العمل الحزبي في الأردن، والذي جاء ضمن رده على احد الأسئلة حول ما يميز إرادة عن بقية الأحزاب.
وقال أن تجربة الأحزاب في الأردن ليست جديدة بل بدأت منذ عام 1921 حين كان هناك حزب الاستقلال المعارض للاستعماريين الفرنسيين والذي كان نسخة من حزب الاستقلال السوري وكان يرأسه رشيد طليع أول رئيس للحكومة في زمن الامارة، فالتجربة بنيت منذ عقود، لكن من يمعن النظر الى الماضي يدرك أن الأحزاب عندما كانت ممنوعة من العمل السياسي العلني كان عملها أكثر قوة وتأثيرا من فترة الانفراج الديمقراطي التي حدثت في الأردن في عام 1989 حيث أدى العمل العلني للأحزاب الى وضعها في مواجهة السلطة والدولة والشعب في آن واحد مما أدى الى كشف عجزها عن تأدية الدور المطلوب والمتوقع منها، لذلك منذ عام ١٩٩٣ تحولت هذه الأحزاب الى مجرد ديكور وموجودات شكلية فقط لاستكمال الصورة الخارجية للديمقراطية متناسيين الجوهر.
وأضاف الرواشده بأننا اليوم في مشروع حزب ارادة لا ندغدغ العقول، لأننا نريد ان نبني وان لك يكون لنا اساسا صحيحا ومتينا وبدونه لن نستطيع الاستمرار، فالديمقراطية يجب ان تبنى بجميع مبادئها من الداخل الى الخارج، فالأحزاب القديمة لم تكن تبني قراراتها بشكل ديمقراطي بل بناء على وزن الشخص في هذا الحزب، وما يميز إرادة انه لغاية الآن مستمع ويبحث عن عقول وادمغة تقوم هي ببناء برامج وسياسات متفقين عليها جميعا، ومن رأى بإرادة انه حزب يوافق فكره وحزب قادر على مواكبة ما يمر به الأردن من تغييرات فانه سيدرك ان إرادة فعلا ينادي بالتغيير الحقيقي وتمكين الشباب والمرأة، وليس من الديمقراطية ان يقوم بوضع برامج ويعرضها للشعب ليبصم عليها، بل يجب ان يكون الشعب جزء من هذا البناء.
وأضاف ان جميع الأعضاء المؤسسين في إرادة يسعون لبناء مستقبل جديد للجيل القادم وان كل شخص يسعى ويكدح ويتعب ليزرع شجرا اليوم نستظل به غدا، وهكذا فقط نصنع التغيير.
وطرح الحضور الكثير من الأسئلة المختلفة عكست واقع المجتمع الأردني حيال الفقر والبطالة وازمة الثقة الأمر الذي لقي الاجابة على كل سؤال طرح دون استثناء بكل شفافية واريحيه انعكس ذلك على رضا الكثير من الحضور.
واعرب الحضور عن أمنياته لمشروع ارادة تحت التأسيس بالتوفيق وقيادة المرحلة القادمة وترجمة مبادئ الحزب على أرض الواقع وقد أقدم معظم الحضور على التسجيل رسميا بالمشروع بعد حوار دام لأكثر من 3ساعات كانت مقنعة وملبية لطموح الحاضرين على حد وصفهم، واعادت اليهم الثقة بالعمل الحزبي والامل بمستقبل أفضل.