أخبار البلد- كتب أسامه الراميني
قلعة الشميساني عاشت يوم أمس الجمعة زلزالاً ضرب مجمع النقابات المهنية وتحديداً نقابة المحامين التي شهدت يوماً اعتبره البعض انه بمثابة انقلاب بما اعتبر البعض الآخر أنه نتيجة متوقعة لا يستطيع أحد ان يتخطاها وبصرف النظر عن التحليلات او الآراء فإن القراءة تشير الى أن المحامي يحيى ابو عبود قد تمكن بذكاء ودهاء من اللعب على التناقضات وأحياناً استثمار التحالفات وقلب المزاج من النتائج الاولية للانتخابات التي كانت غير متوقعة بعد ان حسم المحامي رامي الشواورة الجولة الاولى متفوقاً عن اقرب منافسيه بثلاثمائة صوتاً ونقصد هنا مرشح التيار الاسلامي او القريب منهم ابو عبود فيما كانت نتيجة النقيب الحالي مازن ارشيدات مخيبة للآمال او انها غير متوقعة فمن هناك بدأ الصراع بعد ان تاهت البوصلة لدى الكثيرين واختلف الهدف وضاع فيما تعالت الاصوات بعد منتصف الليل ضمن فرز جرى تقسيمه او توزيعه باعتبار ان هنالك من خان او من باع ، فبقيت الحلبة خالية الا من اثنين الشواورة الذي تراخت عزيمته وتكالبت الاصوات ضده وتحالف تيار الليل عن خبث امامه وهروب الكثير من الاصوات التي منحته في الجولة الاولى فيما انها تركته في معركة "الليل وآخره" فهناك تم نسج تحالفات وتم التلاعب على التناقضات وسارت الخصوم والتناحرات في ظل وجود دعاية اعلامية تعتمد على الثقافة السماعية مفادها ان مصلحة النقابة هي مع يحيى ابو عبود وليس مع رامي الشواورة مع وجود أدلة منطقية وشواهد عملية وسوابق فنية تدعم رواية ضرورة تحويل الاصوات الطيارة او المحتارة الى وجهتها الصحيحة ، فمعظم الاصوات التي كانت مساندة او مناصرة للمرشح ارشيدات طارت بدون وعي وبنسبة كبيرة الى ابو عبود الذي قدم نفسه بأنه ممثل للنقابة والزملاء بعكس الدعاية المزيفة او من حاول ان يروج لها بأن البرنامج الانتخابي للشواورة لا يخدم النقابة ومنجزاتها ومكتسباتها وحتى صناديقها وهذا سر في ان اكثر من 600 صوتاً كان مع الشواورة في الجولة الاولى تخلت عنه في الجولة الحاسمة الشواورة حصل على 2900 صوت في الجولة الاولى فيما لم يحصل الا على 2300 صوتاً في الجولة الثانية ويبدو ان الوعود الكثيرة او الامل الزائد والذي يسمى ببرنامج حالم لم يساعده في كسر خصم كبير استهان بقوته وفشل في رسم صورة عنه فكانت النتيجة انهيار منظومته وتآكل قوته وتباطؤ حركته وانهيار حساباته التي كانت جزء منها دعماً من الخارج وبعضها كان مجرد عدد وليس عدة لتحسم المعركة لصالح يحيى ابو عبود الذي تمكن من حسم كل الجولات بذكاء او بقلة دهاء الاخرين فأبو عبود خاض معركته بشكل مهني مع غزل ضمني باتجاه معركة الالوان التي غابت كثيراً عن حساباته حتى كان الرد من الهيئة العامة واضحاً مفاده انتصار ابو عبود يعني انتصار للمهنة والنقابة فمعظم المخلصين من النقابة او الذين لم يتمكنوا من المحافظة على ارشيدات قرروا ولاسباب عدة بعضها مفهوم وبعضها مجرد حقد او شيء اخر اي انحياز فوراً وبدون تفكير الى ابو عبود الذي هندس معركته وتمكن من اعادة الاسلاميين مرة اخرى الى قلعة الشميساني من جديد هذه القلعة التي اختفى عنها ومنها اللون الابيض في نقابة المحامين التي كانت ذات يوم عريناً ذهبياً في عهد طيب الذكر النقيب الملتزم صالح العرموطي الذي بعده لم تقم للاسلاميين قائمة حتى انتعشت آمالهم مرة اخرى بأبو عبود الذي انعش الذاكرة باللون الابيض مؤكدين بأن جيشهم سوف يعود مرة اخرى ويبقى الامر معلقاً على نتائج مجلس النقابة حيث لا يزال الفرز مستمر.