اخبار البلد -
يبدو أن المسرحية البائسة التي جرت في مدينة "بوتشا" الأوكرانية ونسبت للجيش الروسي لم تقنع القارئ العربي، الذي أظهر وعيا كبيرا لما يحصل اليوم من تزوير للحقائق وتلفيق دنيء.
الأكذوبة التي قدمتها السلطات الأوكرانية للعالم من خلال بث مقاطع فيديو زعمت أنها صورت في مدينة "بوتشا" الواقعة في مقاطعة كييف، وظهرت فيها جثث قتلى تناثرت على الطريق، كانت غير مصاغة بشكل جيد، حيث سخر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي العرب مما شاهدوه.
خاصة بعد الفيديو الذي يظهر أحد "الموتى" الملقاة جثته على قارعة الطريق وهو يحرك يده قبل مرور السيارات بجانبه لحمايتها من الدهس على ما يبدو، حيث قال مغردون إن بعض الجثث تم وضعها من أجل خلق صورة أكثر دراماتيكية لما حدث، وأشار آخرون إلى أن الرئيس الأوكراني مخرج سيء، لأنه لم يستطع ضبط المسرحية.
وتساءل مغردون عن سبب انتظار الأوكران 4 أيام بعد مغادرة الروس المدينة ليعلنوا عن "المجزرة المزيفة"، ويظهروا كل تلك الصور والفيديوهات المتداولة التي سارع الإعلام الغربي لنشرها على نطاق واسع، وأيدها العالم دون البحث أو التدقيق، وكأنهم بانتظار شيء من هذا القبيل، لينصبوا مشنقة لروسيا دون محاكمة، ويضيفوا أثقالا عليها أقسى من تلك التي ما انفكوا يلقونها عليها منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وسبق لوزارة الدفاع الروسية أن قالت إن وحداتها غادرت "بوتشا" يوم 30 مارس، غداة المفاوضات الروسية الأوكرانية في تركيا، فيما أكد رئيس بلدية "بوتشا"، أناتولي فيدوروك في 31 مارس في رسالة بالفيديو عدم وجود جنود روس في المدينة، وهو في تلك المناسبة لم يشر من قريب أو بعيد إلى حوادث إطلاق نار على سكان محليين في الشوارع وأيديهم مقيدة.
وتساءل أحد المغردين العرب عن سبب الحديث عما حدث في "بوتشا" الآن، مشيرا إلى أن أحد الفيديوهات المنشورة يعود تاريخه لـ3 أسابيع بحسب ما أعلنته سابقا السلطات الأوكرانية، ويظهر عملية دفن جماعي لـ67 مدنيا قتلوا في المدينة. وقال: "لماذا الحديث عن بوتشا الآن؟ من شكل الأكياس أنها كبيرة ومتجانسة. لماذا لم يتحدث أحد عن قتلى من الجيش الأوكراني؟".
وربط مغرد آخر ما يحدث في بوتشا بما حدث حين ألقى الجيش الأمريكي القبض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، مشيرا إلى أن "أمريكا كذبت وقالت إنها أخرجت الرئيس العراقي السابق من حفرة، لكن ومع مرور الزمن تأكد بأنهم ألقوا القبض عليه من خلال مصدر في أحد المنازل. ولم يكن مختبئا في حفرة، لذلك قد تكون عمليات قتل بوتشا في أوكرانيا مدبرة من قبل استخبارات غربية لتوظيفها ضد روسيا".
وتطرق أحد المغردين إلى مسألة المستفيدين من الواقعة، مشيرا إلى أنه "يجب دائما البحث عن المستفيد، فزيلينسكي وجيشه النازي هم المستفيدون من دعاية الجثث في الشوارع في "بوتشا"، على عكس روسيا التي لا تستفيد شيئا من قتل مدنيين، لا من ناحية عسكرية، ولا معنوية، ولا بأي وجه من أوجه الاستفادة"، مؤكدا على أن "الحرب الروسية الأوكرانية أظهرت قبح وقذارة الغرب وحلفائه".
وكانت السلطات ووسائل الإعلام الأوكرانية قد نشرت في وقت سابق مقطع فيديو يزعم أنه تم تصويره في مدينة "بوتشا" بمنطقة كييف، حيث تنتشر جثث القتلى على الطريق. وقد شكك عدد من المستخدمين في مصداقية اتهامات كييف ضد موسكو، مشيرين إلا أنه لم تكن هناك دماء بالقرب من الجثث على الأرض، وأن بعض القتلى كانوا يرتدون شارات بيضاء على أكمامهم (تعني أنهم من أنصار روسيا)، ويمكن أن يكونوا قد قتلوا على أيدي قوات الأمن الأوكرانية أو لجان الدفاع الإقليمي. كما لاحظ المستخدمون كذلك أن بعض "الموتى" يحركون أيديهم، وعند النظر في مرآة الرؤية الخلفية لسيارة ملتقط الفيديو، يبدو أن أحد "الموتى" يغير موقعه بمجرد مرور السيارة. وهذا دلالة على المسرحية المعدة سلفا.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن جميع الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو التي نشرها النظام في كييف، والتي يزعم أنها تشهد على نوع من "الجرائم" التي ارتكبها عسكريون روس في مدينة "بوتشا" بمنطقة كييف، هي "استفزاز آخر". كما أكدت الإدارة العسكرية الروسية أنه، خلال الوقت الذي كانت فيه هذه المدينة تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية، لم يتعرض أي أحد من سكانها لأي أذى أو أي أعمال عنف.
وأشارت الوزارة إلى أن جميع الوحدات الروسية غادرت "بوتشا" بالكامل في 30 مارس، ولم يتم إغلاق مخارج المدينة في الاتجاه الشمالي، بينما قصفت القوات الأوكرانية، على مدار الساعة، الأطراف الجنوبية للمدينة، بما في ذلك المناطق السكنية، من المدفعية الثقيلة للدبابات وأنظمة إطلاق صواريخ متعددة.