اخبار البلد_ أصدرت المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت مؤخرا كتاب "خيانة الصمت / عن الواقع العربي الراهن" للكاتبة والروائية الأردنية طبيبة الأسنان الدكتورة آية الأسمر.
يضم الكتاب في معظمه مقالات سياسية جريئة، تهاجم بشراسة الواقع العربي بشكل عام والأردني على وجه الخصوص، وبالرغم من مواكبة الكتاب للعديد من الأحداث والقضايا الدولية والعربية والمحلية، في قوالب تحليل سياسي تارة، وعلى شكل أدب سياسي تارة أخرى، إلا أن هذا لم يشفع للكتاب أمام سيف الرقيب ومقصلة الرقابة، الخائفين دائما من وجه الحقيقة المجرد، مما حرم الكتاب فرصة العرض في الكويت والسعودية.
كما تفسح الكاتبة مساحة كبيرة للأسرة العربية والمنظومة القيمية الأخلاقية للمجتمع العربي المسلم، مسهبة في حديثها حول الطفولة والنشء والأجيال التي نعتمد عليها في بناء الحضارات ونهضة الأمة، معرجة أثناء ذلك على نظم التربية والتعليم في تركيز متعمد على المؤسسة التربوية التعليمية ودورها المركزي في صياغة مفاهيم الأمة.
لا يخلو الكتاب من مساحات كبيرة أفردتها الكاتبة لتعبر من خلالها عن وجدان مرهف، وحس متوهج، ومشاعر جياشة برزت بوضوح في القطع الأدبية التي رسمتها الكاتبة على شكل لوحات أدبية أتقنت صياغتها الأدبية، لتذكرنا بأنها أديبة روائية قبل أن تكون محللة سياسية أو باحثة اجتماعية أو كاتبة مقال.
خيانة الصمت صرخة مجلجلة من حنجرة أنثى تحاول جاهدة الدفاع عن بنات جنسها، والنهوض بهن على كافة الأصعدة، فنرى الأسمر تخاطب المرأة الأنثى والمرأة الزوجة والمرأة الأم والمرأة العاملة والمرأة المبدعة، إلا أنها تبحر على متن الخطاب التوجيهي الإرشادي للمرأة الأم من منطلق أمومتها وحرصها على الطفولة، وكذلك وعيها لأهمية دور الأم المحوري في أي مشروع نهضوي إصلاحي تقدمي.
على خلاف روايتها السابقة "أحلام الياسمين في زمن الرخام" الصادرة عام 2007، والتي انسابت على صفحاتها أحلام بطلة الرواية الرومانسية بشفافية ورقة وعذوبة عالية، تنبش الأسمر في كتابها الثاني بعنف وجرأة في كواليس الواقع العربي السياسي والاجتماعي والفكري والثقافي وحتى الأخلاقي.
أطلق البعض على الطريقة الفريدة التي تتناول فيها الأسمر الأحداث السياسية "بالأدب السياسي"، ذلك أنها تكتب المقال السياسي على شكل قصة حينا، وبأسلوب أدبي حينا آخر، وتلجأ إلى رسمه على هيئة كاريكاتير بكلمات ساخرة لاذعة أحيانا كثيرة.
من الجدير بالذكر أن الكتاب متوفر حاليا في كوزمو / الدوار السابع بعد أن أجازته الأردن بعد حذف بعض فقراته وتعديل البعض الآخر.
المصدر: الناشر