ضمن تغطيتها لأبرز لاعبي الدوري الممتاز الانكليزي من غير البريطانيين اهتمت إحدى المجلات الكروية الانكليزية بالمصري احمد المحمدي ظهير ايمن فريق ساندرلاند الذي تصفه بأحد اسرع ظهراء المنطقة اليمنى في الملاعب.
وتقول إن المحمدي جاء الى ساندرلاند مباشرة من ناديه المصري "انبي" احد اغنى اندية بلاده لانه يتبع إدارة النفط الثرية في مصر ولم يمر بالخطوات العادية قبل قدوم اللاعبين الى الدوري الانكليزي الممتاز من احتراف في احد الاندية باليونان او قبرص او تركيا.
أما سبب قدومه فهو ستيف بروس مدرب ساندرلاند السابق والذي يبدو معجباً للغاية باللاعبين المصريين وهو الذي قال من قبل إنهم لاعبون جيدون لكن تنقصهم الاحترافية، ويبدو انه عانى من المهاجم المصري عمرو زكي الذي لعب فترة لويجان حينما كان يدربه بروس قبل انتقاله الى ساندرلاند من عدم التزام سواء بالعودة بعد المباريات الوطنية او معاناته الشديدة فيما بعد من درجات البرودة العالية خاصة في منطقة شمال غرب بريطانيا وبالتحديد منطقة مانشستر الكبرى التي يقع بها حي ويجان.
أما المحمدي فالامر يختلف معه فقد جاء صغير السن الى انكلترا وكله تصميم على النجاح من خلال المثابرة والاستمرار، ويقول المحمدي للمجلة انه اساساً من مدينة ريفية اسمها المحلة وكان يومياً يقفز الى النيل في الصباح الباكر ليكسب جسده الحيوية اللازمة، ومن هنا اكتسب البشرة البرونزية وعندما جاء الى ساندرلاند كما يضيف رأى نفس المشاهد لكن مع الفارق الضخم ففي قريته هناك "شبورة" كما يصفها اي الضباب الخفيف بينما في ساندرلاند كان الضباب يحجب كل ما هو أمامه ولهذا كان يخشى من ان ينزل الى الماء إضافة الى انه لو نزل ليعوم بلا تصريح فسيتعرض للغرامات بينما في مصر ليس هناك هذا النظام.
ويصف المحمدي البرودة في ساندرلاند (تقع في اقصى الجانب الشرق لبريطانيا قريبة من المحيط المتجمد الشمالي) بأنها لا تصدق لكنه يحاول تناسيها وأنه اتى من مصر معه بكمية من الشاي والاعشاب الاخرى التي تقي من البرد الشديد ويحرص على ان يشرب كوباً واحداً فقط من الشاي في الصباح حتى لا يفقد كثيراً من الحديد في جسمه ثم العديد من المشروبات الساخنة بعدها، وأوضح انه عرض كل المشروبات التي جلبها معه على طبيب النادي خوفاً من ان تكون بها منشطات او مقويات ولكن الطبيب طمأنه بأنه يستحيل ان تكون هذه الاعشاب الطبيعية تحتوي على اشياء محظورة لأن تلك الاشياء هي من صنع الانسان اما الاعشاب الطبيعية فهي هبة من الله عز و جل، حسب تعبيره.
وتقول المجلة إن المحمدي يمارس عاداته الدينية بحرية تامة وهو ملتزم تماماً فعندما يدخل الى شقته السكنية في المساء بعد العودة من التدريب او المباريات لا يخرج منها الا اليوم التالي، وتضيف أن الجانب العاطفي عنده محسوم تماماً فهو قد خطب احدى قريباته من محافظة الغربية، وعندما يعود بعد نهاية مشوار الاحتراف سيعيش بنفس المدينة بعد زواجه ولن ينتقل الى القاهرة العاصمة الا اذا كان هناك عقد باللعب لأحد الاندية القاهرية.
ويضيف ان الحياة في ساندرلاند اسهل بكثير من لندن ويكشف انه زار احمد حسام "ميدو" عندما لعب لفترة مع فريق ويستهام ولم يستطع قيادة سيارته الى منطقة سكن ميدو فقرر أن يأخذ القطار الى اقصى شرق لندن حيث اخذه ميدو من المحطة بسيارته الى شقته ومن السيارة شاهد الازدحام الشديد في الشوارع ولكنه عزا هذا الى انه كان يوم اثنين بداية اسبوع العمل في البلاد.
وقال ايضا انه اصلاً مدافع ايمن لكنه يلعب في ساندرلاند كخانة لعب من الناحية اليمنى، وإن الوضع لم يختلف مع الايرلندي مارتين اونيل المدرب الجديد للفريق عن سلفه بروس الذي جلبه من القاهرة مباشرة.
وعن الفارق بين اسلوب الاثنين قال المحمدي ان بروس كان يبدو غاضباً وحزيناً في آخر ايامه مع الفريق، بينما اونيل عندما جاء الى اول تدريب قال للجميع انه سيكون بجانب كل لاعب في مركزه، وأعاد بعض اللاعبين الى مراكزهم الاصلية.
وعن اللغة الانكليزية قال إنه يتكلمها الآن لكن ليس مثل سكان المدينة لان لديهم "لكنة" تختلف عن سكان لندن، ويضيف انه يدرس حالياً اللغة الانكليزية لكن في وقت فراغه.