سأل كثيرون على شبكات التواصل الاجتماعي عن معنى رمز Z (ليس حرفاً في الأبجدية الروسية) الذي ظهر على الدبابات الروسية، بعدما لوحظ وجود هذا الرمز على الدبابات والمركبات القتالية الروسية في أوكرانيا.
وطرح ناشطون احتمالات عدّة توضح دلالات هذه العلامة، بينها احتمالات غير متوقعة، بما في ذلك افتراض أنّ Z يمثل رقم 2، وهو الرقم المتكرر في تاريخ 02/22/2022، اليوم الذي صادقت فيه روسيا علىاتفاقيات الصداقة والتعاونمع جمهوريتي دونباس ولوغانسك.
وقال إريك تولير، مراسل موقع "بيلينغ كات"، وهو موقع إلكتروني للصحافة الاستقصائية، إنّه كان يراقب الرموز العسكرية الروسية على مدار السنوات الـ8 الماضية، لكن مع ذلك ليست لديه فكرة عن ماهية هذا الحرف ولم يره من قبل.
من جهته، رأى خبير السياسة الدفاعية الروسية روب لي أنّ كل وحدة روسية مخصصة للعمل في مكان معيّن في أوكرانيا سيكون لها رمز تتم كتابته بحرف معين.
وقال لي إنّ حرف Z قد يرمز إلى القوات الروسية المطلوب منها التواجد بالقرب من الحدود الأوكرانية.
وتوقّع آخرون أن يكون هدف الجيش الروسي من ذلك تجنّب الخلط بين دباباته والدبابات الأوكرانية، لأنّ معظم الدبابات الأوكرانية تعود إلى زمن الاتحاد السوفياتي وهذا ما يجعل التمييز بين وحدات الجيشين صعبة.
ورأى أحد محاوري صفحة "تسار غراد" أنّ الكشف عن السر أسهل بكثير، فالرمز "علامة ملائمة جداً لتحديد هوية الشخص الصديق، ولكن هذا التعرّف ليس للبشر بل لأدوات التعرّف التلقائي".
** الرموز العسكرية... وسيلة دقيقة
الخبير محمد أيوبي يقولإنّ هذه المركبات "لها أدوار معينة يجب أن تقوم بها، وتم وضع هذه العلامات أيضاً على المدافع الذاتية"، بحسب الميادين.
و أضاف: "تعطي هذه التوقعات علامات تؤكد أنّ روسيا لجأت إلى تكتيك أميركي بريطاني استخدمته الدولتان في حرب الخليج حيث تم وضع علامة معينة على المعدات لتجنب النيران الصديقة أثناء الحرب".
وعبر هذه الخطوة تستطيع القوات الروسية تحديد أي المركبات والأسلحة تابعة لها وأيها تابعة للجانب الآخر، بحسب الأيوبي.
وتابع: "لدى الأوكرانيون دبابات متشابهة جداً مع الروس، لذلك فإنّ الجيش الروسي يريد تفادي النيران الصديقة أو تقليل مخاطرها قدر المستطاع، بالإضافة إلى تحديد اكتمال التسليح الكامل للجيش على الحدود".
وأشار أيوبي إلى النداءات العسكرية التي تُخصص كمعرفات فريدة للاتصالات العسكرية، ففي زمن الحرب "تعتبر مراقبة اتصالات الخصم من المصادر المهمة لأي عمليات عسكرية، ويمكن أن تساعد رموز النداء المتسقة في هذا الرصد. لذا، في أوقات الحرب، تستخدم الوحدات العسكرية رموز النداء التكتيكية وتغيّرها غالباً خلال فترات منتظمة لكي تُصعب على العدو عملية التجسس"، وفق قوله.
ويختم أيوبي حديثه قائلاً: "الرموز العسكرية هي وسيلة دقيقة وواضحة تستعمل لتمييز أي وحدة عسكرية أو منشآت أو أي نشاطات أخرى، ويتم توضيحها إمّا على شكل رموز متكاملة أو بالأحرف أو بالأرقام أو بالمصطلحات أو بالكلمات أو بالألوان".