أخبار البلد - حالة من التخبط تضرب الفنان عقب فقدانه لشخص قريب منه، سواء كان أحد أفراد العائلة أو صديق، بعدها تبدأ تقلبات الفنان ما بين الحزن على المفقود واستكمال ارتباطاته الفنية المتعاقد عليها، كما حدث مع الزعيم عادل إمام. وقال الزعيم أنه عندما توفت والدته كان يقدم إحدى العروض المسرحية، وبعد انتهاءه منها قام بصلاة ركعتين عليها، وذهب إليها في المستشفى، ورفض كشف وجهها.
فقدت أكبر حب في حياتي وكانت هذه هي المرة الأولى التي يجد والده يبكي، فقام الزعيم بركوب سيارته متجهًا نحو منطقة وسط البلد، وأخذ يبكي بكاءًا شديد، مشددًا "فقدت أكبر حب في حياتي، ومفيش حد هيحبني أدّها". رثى والده بطريقة خاصة وروى خلال لقاءه في برنامج Yes i am famous أن الوضع كان مختلفًا مع والده، الذي عند وفاته كان في لبنان يقدم مسرحية، وأخبرته زوجته بهذا النبأ، وبعدما انتهى قرر أن يقوم برثاء والده بطريقة مختلفة، وعند ختام المسرحية قال للجمهور "اليوم مات أبي"، وحكى عن علاقته به، وكيف كان يهتم به وبجميع أفراد الأسرة، ووجد زملاءه على المسرح والجمهور أيضًا يبكي، والدموع تتساقط من عينيه أيضًا. وأوضح أنه عندما عاد إلى مصر استقبله شقيقه عصام، وأخبره إمام بأنه يرغب في زيارة والده، وأكد عليه بأن والده كان خفيف الظل، ولا يحب الحزن، لذا واصل إمام عمله باعتبار أن المسرح فن لا يعوقه القبر، وأن هناك اتفاق بينه وبين المشاهد بأن الأخير لا يجب أن يشعر بما يعشه الممثل. رحيل صهره الفنان مصطفى متولي وتعرض "الزعيم" لموقف صعب مرة أخرى وهو فقدانه لزوج شقيقته الفنان مصطفى متولي، والذي شاركه في أكثر من عمل، منها مسرحية "بودي جارد" التي حققت نجاحًا كبيرا وتجاوز مدة عرضها عام كامل، خلالها سارت الأمور على ما يُرام إلى أن توترت الأوضاع في الساعات الأولى من صباح يوم 6 أغسطس من عام 2000.
في الليلة السابقة لذلك التاريخ، أدى الفنان مصطفى متولي دوره دون أي مشاكل، وبنهاية العرض قضى سهرة رفقة الأبطال عادل إمام وسعيد عبد الغني، قبل أن يلحق بهما الفنان محمود الجندي، حتى انتهت جلستهم في الثالثة من صباح اليوم التالي. ظل "إمام" في المسرح حتى الرابعة فجرًا، وقبل رحيله فوجئ بنبأ وفاة مصطفى متولي بسكتة قلبية، ليتوجه رفقة العاملين بالمسرح إلى منزل الراحل، ولحق بهم الفنانين المشاركين في العرض، إلى المستشفى ومن ثم شيعوا جنازته. ووسط توقعات بتأجيل بقية العروض لأجل غير مُسمى، فاجأ "الزعيم" الجميع بإصراره على إقامة العرض في نفس يوم وفاة "متولي" مرسلاً السيناريو مباشرةً إلى الفنان محمد أبوداوود لتعويض النقص.