تامر الصمادي
يتلقى القيادي بالحركة الإسلامية الدكتور عماد صالح (53 عاما) العلاج في مستشفى الجامعة الأردنية بعد تفجر حجرة عينه اليمنى، خلال مشاركته بمسيرة المفرق، التي هاجمها الجمعة الماضية موالون للحكومة.
وعلى الرغم من تأكيد الأطباء فقدان عينه المصابة، إلا أن صالح يقفز من على سريره مستقبلا الزوار، ومؤكدا "استعداده للتضحية بدمه وماله وأولاده، مقابل أن يتحقق الإصلاح المنشود".
يقول في حديث لـ"السبيل": "الدولة تواطأت مع الزعران والبلطجية الذين انتهكوا حرمة مسجد المفرق الكبير، حينما كسروا محتوياته ودخلوا بأحذيتهم يشتمون الذات الإلهية، لضرب المصلين دون أن يتدخل الأمن".
وأضاف: "خرجنا من المسجد للمشاركة بالمسيرة، وسرعان ما عدنا إلى الداخل، بعد أن قام الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع باتجاهنا".
ويمضي صالح بسرد ما تعرض له من اعتداء، قائلا: "فوجئت بحجر كبير يلقيه أحد البلطجية على عيني، عندها سقطت على الأرض مغشيا علي".
ويحاول القيادي الإسلامي استعادة شريط الذاكرة إلى الوراء، حينما شاهد أحد المهاجمين "يعتدي على المتظاهرين ويلوذ بالفرار، بمساندة رجال الأمن".
ويقول: "كانوا يضربون الطوب والحجارة من أسطح العمارات، وكانوا يستهدفون الرؤوس والعيون. ضرباتهم كانت قاتلة".
ويتابع: "حاولنا الاحتماء برجال الدرك الذين كانوا بالمئات، وطلبنا منهم اعتقال المعتدين. كانوا يتفرجون علينا ونحن نضرب دون أن يتدخلوا".
ويقول أيضا: "الأطباء أكدوا فقداني لعيني اليمنى. سأصبر وأحتسب فالأردن يستحق منا الكثير".
ويرى صالح أنه "خرج لله، وأرادها لله، ولم يطالب بالإصلاح إلا لله". وزاد: "لو فقئت عيوننا، ولو كسرت رؤوسنا، ولو سحلنا بالشوارع، سنبقى ندعوا للإصلاح".
وأكد أن من وصفهم بأعداء التغيير "أرادوا أن يبقى الحال على ما هو عليه"، متسائلا عن "الذنب والجريمة التي ارتكبتها الحركة الإسلامية، حينما خرجت للمطالبة بحقوق المواطنين".
واعتبر صالح أن من وصفهم بـ"حثالة البلطجية" مدفوعين من جهات رسمية، واعتبر أنهم "دخلاء على أهل المفرق وعشائر بني حسن".
وأكد أنه سيتقدم بشكوى رسمية بحق محافظ المفرق، ومدير المخابرات، ووزير الداخلية، ورئيس الوزراء. وقال: "لو أرادوا حماية المتظاهرين لفعلوا".
وكان العشرات ممن وصفتهم قيادات في العمل الإسلامي بـ"المدعومين من الحكومة" قاموا الجمعة بمحاصرة مقر الإخوان بالمفرق ورشقه بالحجارة، قبل أن يتطور الأمر لإحراق أجزاء منه، ومحاصرة 20 من قيادات وأفراد الحركة الإسلامية بداخله.
وأظهرت صور بالفيديو بثها ناشطون على موقع "يوتيوب"، قيام مهاجمين باقتحام مقر الحركة الإسلامية، وتمزيق إحدى يافطاته، وإلقاء ملفات وأوراق من داخله في الشارع، وإشعال النار فيها.