خبار البلد ــ في الوقت الذي يعزز فيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من جيوشه على الحدود مع أوكرانيا، إلا أن تحركاته قد ترتد عليه بنتائج عكسية، وفق تحليل نشرته صحيفة "ذا أتلانتيك".
ويشير التحليل إلى أن ما يقوم به بوتين يعزز من وحدة الأوكرانيين، ويقرب الناتو منهم.
وأضاف أنه رغم أن أوكرانيا ربما غير قادرة حقا على حماية نفسها، إلا أن هناك حقيقة قد تحد من الغزو الروسي لأوكرانيا، أنه حتى في دونباس لم ينجح بوتين في إخضاع المقاومة الأوكرانية، بل على العكس عززت روسيا الهوية الوطنية الأوكرانية.
وأوضح التحليل أن دول الناتو قد لا تقاتل من أجل أوكرانيا لكنها من المحتمل ان تقوم بتسليح وتدريب الأوكرانيين للقتال، وقد يفتح هذا الأمر أبواب الدعم الغربي لأوكرانيا، ناهيك عن موجة من وسائل الضغط الجيوسياسي التي يمكن أن تواجهها موسكها وفي مقدمتها مشروع خط نورد ستريم 2.
ودفعت المحاولات الروسية السابقة لترهيب أوكرانيا إلى الدفع بتطوير الأوكرانيين إحساسا أكبر بالهوية الوطنية، ومجتمعا أكثر مرونة، وفق التحليل.
وتحذر وكالات استخبارات غربية من أن روسيا تفكر في غزو أوكرانيا، بمشاركة ما قد يصل إلى 175 ألف جندي، حيث يوجد حاليا على الحدود الأوكرانية ما يقرب من 100 ألف جندي روسي.
ويلقي مسؤولون روس اللوم مؤخرا على "الناتو" في عودة "سيناريو المواجهة العسكرية"، وقال وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغر إن الولايات المتحدة "تهرب دبابات بها مكونات كيميائية مجهولة" إلى دونتيسك الأوكرانية.
ويشير التحليل إلى تقرير أعده معهد أميركان إنتربرايز، يؤكد أنه رغم الانتشار الكثيف وخطاب التهديد إلا أن "روسيا لا تخطط لغزو أوكرانيا"، خاصة وأن التكاليف السياسية والاقتصادية أعلى من أن تتحمله روسيا.
وحتى من دون غزو أوكرانيا، تشكل التحركات العسكرية الروسية تهديدا خطيرا لحلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك دول البلطيق، وكثمن لخفض حشدها العسكري تريد روسيا من الناتو أن يتخلى عن التعاون العسكري مع أي دولة من خارج الناتو.
ورغم أن عمليات الانتشار العسكرية الروسية كانت سريعة، إلا أن الولايات المتحدة وحلفاؤها استطاعوا رصدها مبكرا، بما أتاح الاتفاق على رد مشترك محتمل، وهو ما جاء متلائما مع ارتفاع الانفاق الدفاعي من قبل أعضاء الناتو منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 2014
وفي محاولة لتهدئة الأزمة التي خلقها بوتين، استبعدت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، نشر قوات أميركية للدفاع عن أوكرانيا، حيث يأمل بايدن في منع الحرب.
وحشدت روسيا عشرات آلاف العسكريين على الحدود مع أوكرانيا، وفق مسؤولين غربيين يخشون تكرار ما حدث عام 2014 عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم واندلع تمرد انفصالي في شرق أوكرانيا خلف أكثر من 13 ألف قتيل.
وتخضع روسيا لعقوبات منذ عام 2014 على خلفية تدخلها في أوكرانيا الذي جاء ردا على الإطاحة بحكومة كانت ترفض دعوات التقرب من الغرب في كييف.