أخبار البلد - شنت قوات الاحتلال حملات مداهمة واعتقالات، تخللها تخريب لممتلكات الفلسطينيين في العديد من مدن وبلدات الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وشارك مستوطنون في الاعتداء على الفلسطينيين في البلدات، خاصة بلدة السيلة الحارثية قضاء جنين، بعد يومين من عملية إطلاق النار التي قتل فيها مستوطن قرب مستوطنة حومش.
واعتقلت قوات الاحتلال، فجر اليوم الثلاثاء، الشاب عبد الرحمن محمود الطويل (20 عاما) من مدينة البيرة.
واقتحمت قوات الاحتلال عمارة سكنية تضم 24 شقة في المدينة، وحطمت أبواب العديد من الشقق، واحتجزت سكان العمارة في درج البناية، واستولت على تسجيلات الكاميرات المثبتة في البناية، وخربت العديد من محتويات الشقق.
وأطلق فلسطينيون النار بكثافة، مساء الاثنين، صوب البؤرة الاستيطانية المقامة على جبل صبيح في بلدة بيتا جنوبي نابلس.
وخلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، سجلت الضفة تصعيدا كبيرا ضد قوات الاحتلال والمستوطنين، وسجل مقتل مستوطن وإصابة 27 آخرين.
واقتحم مستوطنون، مساء الاثنين، منزلا في بلدة سيلة الظهر جنوبي جنين.
وقالت مصادر فلسطينية، إن عددا من المستوطنين المسلحين، اقتحموا منزل المواطن رباح حنتولي الواقع على أطراف البلدة واعتلوا سطحه، الأمر الذي تسبب في حالة من الرعب لسكانه.
وسجل في الضفة الغربية، إصابة ثلاثة مواطنين بالرصاص في رام الله وجنين، واعتقال تسعة مواطنين، وأخذت قياسات أربعة منازل تمهيدا لهدمها في جنين، وأصدرت قراراً بالاستيلاء على منزلين وقطعة أرض في حي الشيخ جراح.
وفي رام الله، أصابت قوات الاحتلال شابا وفتى، خلال مواجهات في قرية المزرعة الغربية، شمال غربي رام الله.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية، إن شابا يبلغ من العمر 19 عاما أصيب بالرصاص الحي في ظهره، نقل إلى المستشفى ووصفت حالته بالخطيرة، كما أنه أصيب فتى (17 عاما) بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في يده، خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام الاحتلال قرية المزرعة الغربية.
وفي جنين، أصيب شاب من بلدة السيلة الحارثية بالرصاص الحي في يده أثناء تواجده في قرية عانين، واعتدت عليه قوات الاحتلال بالضرب، قبل أن ينقل إلى مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في مدينة جنين.
وفي نابلس، اعتدت قوات الاحتلال على رئيس مجلس قروي اللبن الشرقية يعقوب عويس، وعدد من طلبة مدارس القرية.
وداهمت قوات الاحتلال عدة أحياء بمدينة الخليل، واحتجزت عددا من الأطفال أثناء ذهابهم إلى مدارسهم قرب الحرم الإبراهيمي، ونصبت حواجز عسكرية على مدخلي بلدتي سعير وحلحول، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها ودققت في بطاقات راكبيها الشخصية.
إلى ذلك أخطرت سلطات الاحتلال عائلة صالحية، بإخلاء منزليها في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، والاستيلاء على قطعة أرض تملكها العائلة.
ويتهدد خطر التهجير 500 مقدسي يقطنون في 28 منزلًا بالحي على أيدي جمعيات استيطانية مدعومة من حكومة وقضاء الاحتلال الذي أصدر مؤخرًا قرارًا بتهجير سبع عائلات.
بيتسيلم
إلى ذلك قالت منظمة حقوقية إسرائيلية، الاثنين، إن القوات الإسرائيلية لا تستخدم إطلاق النار في الضفة الغربية ضمن ظروف خاصة، وإنما "كإجراء روتيني"، حتى دون أن يشكل المستهدفون خطرا على تلك القوات.
جاء ذلك في تقرير لمنظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية يوثق شهادات أصدقاء وأقارب الطفل محمد دعدس (15 عاما)، الذي قتله الجيش الإسرائيلي في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، شرقي مدينة نابلس.
وأضافت المنظمة: "إطلاق النيران الفتاكة هو أحد أوجه سياسة إطلاق النار التي تطبقها القوات في الضفة الغربيّة، إذ يُستخدَم كإجراء شبه روتيني، لا في ظروف خاصة فقط، كخطر محقّق وداهم على الحياة ولا سبيل لتفاديه بوسائل أخرى".
وتنقل المنظمة عن شهود عيان على حادثة استشهاد دعدس: "أصيب أحد الجنود بحجر في وجهه فأخذ راشقو الحجارة يضحكون ويتهكّمون عليه. مباشرة بعد ذلك أطلق هذا الجندي رصاصة واحدة أصابت محمد دعدس في بطنه".
ويضيف الشهود: "لم يكن إطلاق النار تفادياً لخطر هدّد حياة الجنود جرّاء رشق الحجارة، وإنما ردا على إصابة الجندي مطلق النار بحجر وتهكّم الشبّان والفتية عليه، أو ربّما لهذين السّببين معاً".
وكمئات التحقيقات التي أجراها جيش الاحتلال، تقول المنظمة إن تحقيقا أعلَن عنه الجيش في حينه "لن يؤدي إلى إنصاف الفتى الضحية وعائلته، ولن يردع جنوداً آخرين عن ممارسة العنف الفتاك ضد الفلسطينيين".
وتقول منظمة "بتسيلم" إن "إجراءات التحقيق تهدف إلى طمس الحقائق، عوضاً عن كشفها، وتتيح بذلك لقوات الأمن مُواصلة استخدام العُنف الفتّاك ضد الفلسطينيين".