بدأ منظمو وسائل الإعلام الألمانية إجراءات رسمية ضد قناة (آر تي) "روسيا اليوم" الحكومية الروسية بسبب بدء برنامج بث مباشر باللغة الألمانية ويأتي ذلك على خلفية عدم منح هذه السلطات ترخيصا لها للبث المباشر باللغة الألمانية.
وقالت مديرة هيئة برلين-براندنبورغ الإعلامية، إيا فليكن، لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الجمعة (17 ديسمبر/كانون أول 2021): "ما من شك في أن المسألة تتعلق بمحطة إذاعية". وذكرت فليكن أن هذه القناة لم تتقدم بطلب للهيئة من أجل الحصول على ترخيص بالبث ولم يتم إصداره. وأضافت: "لذلك بدأنا اليوم إجراءات رسمية، أما المنظم لهذا البث فلديه مهلة حتى نهاية العام للتعليق على هذا الأمر".
وبدأت القناة الروسية أمس الخميس برنامجا تلفزيونيا مباشرا جديدا باللغة الألمانية عبر عدة قنوات توزيع. وبعد بضع ساعات حظر موقع "يوتيوب" القناة على نظامه الأساسي معتمدا على دليل الشركة التي تملكه.
من جهتها طالبت روسيا موقع يوتيوب بإلغاء حظر القناة الناطقة بالألمانية، واصفة الأمر بالرقابة "المدمرة". وقالت "آر تي" التي كانت تعرف سابقا باسم "روسيا اليوم" إن قناتها "اوف زندونغ" (على الهواء) التي تم إطلاقها حديثا تم حظرها بدون تقديم تفسير.
وقالت الهيئة الناظمة لوسائل الإعلام الروسية "روسكومنادزور" الجمعة إنها بعثت برسالة الى موقع يوتيوب تطالب بإعادة بث القناة وشرح أسباب حظرها. وأضافت الهيئة أن "الرسالة أشارت الى أن الإجراءات المدمرة لخدمة استضافة الفيديو غير مسبوقة وتنتهك المبادئ الأساسية للنشر المجاني للمعلومات والوصول اليها من دون عائق". وأكدت أنها تعتبر الخطوة "عملا رقابيا محظورا بموجب الدستور الروسي".
لكن موقع يوتيوب، الذي تملكه شركة غوغل، أفادت وكالة فرانس برس أن حظر القناة جاء بسبب محاولة "ار تي" التحايل على حجب قناتي "ار تي دي" و"دير فالندي بارت" بإطلاق "اوف زندونغ".
وأصدر موقع يوتيوب في أيلول/سبتمبر تحذيرا لقناة "ار تي دي" لانتهاكها إرشادات التضليل بشأن فيروس كورونا، ثم أغلق قناتين أخريين ناطقتين بالألمانية وتابعتين للشبكة الروسية هما "ار تي دي" و"دير فالندي بارت"، لخرقهما شروط الاستخدام.
وأثارت الخطوة غضب موسكو التي اتهمت يوتيوب بممارسة "الرقابة"، وقالت إن الحظر جاء على الأرجح بدعم من السلطات الألمانية في وقت كانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تشهد توتراً ، لكن برلين نفت الاتهامات الروسية
لماذا ينتقد الغرب قناة "آر تي"؟
وتسعى قناة "روسيا اليوم" التي أصبح اسمها منذ فترة "آر تي"إلى توسيع عروضها في ألمانيا وتعمل منذ فترة طويلة على برنامج تلفزيوني باللغة الألمانية.
ويقع فرع قناة روسيا اليوم في ألمانيا بالعاصمة برلين، ويحتاج مقدمو التلفزيون إلى الحصول على رخصة بث للبرنامج الذي يبث في جميع أنحاء ألمانيا. ويعتبر أحد شروط القبول بالبث هو عدم انتهاك مبدأ أن البث ليس من الدولة أي لا يجوز لدولة أو حزب ما ممارسة أي تأثير على محتوى البرنامج.
وتعرضت قناة آر تي مرار ا وتكرارا لانتقادات في الغرب باعتبارها أداة دعائية للكرملين. ويعتبر الاتهام الأساسي هو أن القناة تروج نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة نيابة عن الدولة الروسية. وترفض القناة هذا الاتهام.
وتمتلك القناة العديد من البرامج باللغات الأجنبية في محفظتها، وتقدم في فرعها بألمانيا تقارير عبر الإنترنت باللغة الألمانية لفترة طويلة، ويتم نشر المحتوى عبر الموقع الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي.
فشلت محاولة الحصول على ترخيص بث للبرنامج المباشر الجديد من خلال وساطة سلطات لوكسمبورج، التي أشارت إلى أن ألمانيا مسؤولة عن هذا الفشل. وتعتمد قناة روسيا اليوم وفقا لمعلوماتها الخاصة، الآن على ترخيص البث الصربي للكابلات والأقمار الصناعية.