خاص كتب عمر شاهين - ضربة أخلاقية وقيمية، هزت حكومة الخصاونة، بحيث بدأت الشكوك تلوح، حوله، بأنه متعصب لأيامه الجميلة، وأحلامه الماضية، فيما تتداعى مجزرة الإعلام الأردني في القضاء على أهم صحيفتين تمتلكان سعة في الحرية وهما العرب اليوم والغد.
فاهم تغيران فيهما وصل إلى رأسي الحربة بحيث ابعد أولا مصطفى صالح رئيس تحرير الغد، ومر الأمر بأنها استقالة فردية، مع أن المعلومات المتسربة من الغد كانت تقول أن صالح مجرد واجهة في الغد، بعد أن أبعدت الأجهزة الأمنية موسى برهومة ، فقد شكل محمد عليان دوما الزوجة المطيعة للمخابرات العامة التي لا تعرف كلمة لا .ولا يقدر صالح على بيان سبب الاستقالة مع أن أي رئيس تحرير لا يتخذ مثل هكذا خطوة من تلقاء نفسه، لما تقدمه هذه الوظيفة من دخل مادي مرتفع وقيمة إعلامية كبيرة.
ومن المتوقع أن يتوجه فهد الخطيان لرئاسة تحرير الغد ، حيث كانت هذه الصحيفة منذ تأسيسها، تعاني من تكرار رؤساء التحرير ، وكان الواضح أنها بحاجة إلى رئيس تحرير جهبذ بمستوى الخيطان، وقبل إقالة صالح بيومين نشرنا في موقع أخبار البلد بان الكاتب فهد الخيطان سوف يتوجه ككاتب يومي إلى صحيفة الغد إلا أن أخر الأمور المستجدة ، تقول انه سيرأس تحرير الغد.إي بعد عطلة الأعياد.بينما هناك راي ضعيف بان رئاسة التحرير قد تكون من حصة سميح المعايطة. والقوى هنا قوى كل فرد منهم وإرادة الدولة.
و اعتبر الخيطان من أكثر الكتاب متابعة، من قبل النخب السياسية والقراء، وتميز ككاتب ليبرالي، صاحب رؤية مفتوحة وملتزمة، وحيادي الطرح، وشغل مدير التحرير في صحيفة العرب اليوم، حيث كان من ابرز صحفيها وكتابها منذ تأسيسها، حتى مغادرته لها في الشهر الماضي.حيث كان يصنف الكاتب الأول في الاردن.
وتسعى الدولة إلى استيعاب ثلاثي العرب اليوم فهد الخيطان، وصاحب المفاجآت الاقتصادية سلامة الدرعاوي، والعميد الإعلامي طاهر العدوان، فهم قوى إعلامية ضخمة، يخشى توجههم إلى مكان لا ترغب فيه الحكومة، أو إنشائهم موقعا الكترونيا حيث لا يوجد سقف إعلامي محدد.
في الرأي تفجرت مفاجأة إقالة سميح المعايطة، الكاتب الإسلامي سابقا القادم من صحيفة السبيل فالعرب اليوم إلى الغد ككاتب يومي، لم تغب مقالاته نهائيا، حتى تم تعيينه مستشارا إعلاميا برئاسة الوزراء حتى رئيس تحرير الرأي، ومن ثم إقالته كأسرع رئيس تحرير عرفته الرأي في تاريخها فلم يمض عليه سوى أربعة أشهر.
إقالة المعايطة لم تأخذ تأويلات واسعة، فمجرد إعلان تعيين ابن صحيفة الرأي مجيد عصفور وضحت الرؤية فهو صديق الطفولة، لدولة رئيس الوزراء عون الخصاونة . ولا ندري إن هدف إبعاد المعايطة للتعين عصفور، أم إن هناك سبب خفي آخر.ولكن ما حدث طعن واضح في نزاهة الخصاونة، الذي يقف اليوم في مواجهة حيتان الفساد الأردني، وأمام مثل هكذا خطوة فستكون أولى السهام الموجهة على صدره.
المعايطة خسر كثيرا من شعبيته عندما، قبل أن يكون مستشارا لرئيس وزراء مكروه من الشارع الأردني وهو سمير الرفاعي فقد تنازل عن كتابة مقاله اليومي ونقد الحكومة، التزاما بمدونة السلوك، وفيما يرجح البعض أن إقالة المعايطة تمهيدا، لاستلامه منصب رفيع جدا قد يكون ضمن حقائب حكومة الخصاونة التي يتوقع ان يجرى عليها تغيرا، مبكرا، الا ان حالة الغضب التي بدت على المعايطة ورفضه بتقديم استقالته، بل ومقاضاة الحكومة، تشير بعدم تلق المعايطة وعودا خفية.
ويبقى رأي خفي بان هناك تصفية حسابات أمنية نحو المعايطة المقرب جدا من الباشا فوزي المعايطة أبو هاشم احد كبار ضباط المخابرات العامة في عهد الباشا محمد الذهبي.
وفي جميع الأحوال فان ما حدث يسيء للحكومة والإعلام الورقي سيما مع سكوت مبكر لنقيب الصحافيين. وعدم تعليقه كالعادة، مع أول اعتداء على منصب صحفي. ولا ندري هل هي لعبة داخلية من الرأي ألزمت حتى نقيب الصحافيين طارق المومني، على السكوت؟؟