في كل مرة ينزل فيها نيل برنس، المصمم الداخلي لفندق "إنتركونتيننتال"، من طائرة "بان أمريكان" في وجهة جديدة، يتجه مباشرة إلى وسط المدينة للحصول على الإلهام.
وكان برنس يزور المعارض، والمتاجر، والأسواق المحلية، ويصادق جامعي التحف والفنانين المحليين، باحثًا عن الأفكار والإلهام لموقع فندق "إنتركونتيننتال".
وعمل برنس كمدير للتصميم الداخلي والتصميم الغرافيكي في الإنتركونتيننتال من عام 1961 إلى عام 1985. وتم تكليفه بتصميمات داخلية لأكثر من 135 فندقًا في جميع أنحاء العالم، وأراد برنس أن يتميز كل فندق، في كل وجهة، بجماله الخاص.
وقبل أن تبدأ العلامات التجارية الفندقية، مثل "هيلتون" و"شيراتون"، في افتتاح أفرعها خارج الولايات المتحدة، كان فندق إنتركونتيننتال "أول سلسلة فنادق عالمية"، بحسب قول إم سي هوني، وهو مؤلف كتاب "بان آم: التاريخ والتصميم والهوية"، لـCNN.
وتم إنشاء العلامة التجارية لفندق "إنتركونتيننتال" قبل 75 عامًا من قبل جوان تريبي، مؤسس خطوط "بان أمريكان"، بناءً على طلب من الرئيس الأمريكي فرانكلين دي روزفلت.
وفي كتابه، أوضح هوني أن روزفلت أراد زيادة الأعمال التجارية مع دول أمريكا اللاتينية بعد الحرب.
وفي غضون ذلك، أراد تريبي التأكد من أن أطقمه الجوية وركابه لديهم فندق فاخر في انتظارهم أينما ذهبوا، خاصة أن خطوط "بان أمريكان" قد أدخلت وجهات جديدة في جدول رحلاتها العالمي.
ولم يكن هناك مخطط عالمي للتصميمات الداخلية لفندق "إنتركونتيننتال". وبدلاً من ذلك، تختلف غرف وحانات الفنادق اعتمادًا على المناطق المحيطة بها.
ويقول هوني إن رفض برينس توحيد التصاميم الداخلية للفنادق هو ما جعل "إنتركونتيننتال" يبرز مع انطلاق عصر الطائرات النفاثة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
وتمزج التصميمات الداخلية للفندق بين الثقافة المحلية والفخامة الأمريكية.
ويُقال إن برنس لم يكن بحاجة إلى إنفاق ملايين الدولارات لجعل غرف الفنادق تبدو مذهلة. لكنه استخدم المرايا وألوان الطلاء بعناية لخلق المساحة والعمق.
وعُرضت هذه الغرف الأنيقة في المجلات وكتيبات السفر، ما شجع الركاب على حجز تذكرة على متن خطوط "بان أمريكان" إلى مكان مثير.
ورصد المصور المقيم في مدينة نيويورك الأمريكية، آري ديزنجر، العديد من هذه الصور التسويقية.
ويُذكر أن ديزنجر هو مصور أزياء عمل مع أشهر بيوت الأزياء الراقية في باريس، كما عمل أيضًا مع زوجته ويلما، التي درست تصميم الأزياء.
وأخبرت ويلما CNN أنها سافرت مع زوجها في مهامه الخاصة بـ"إنتركونتيننتال"، حيث نسقت عمليات الإنتاج، والملابس، وتحديد المصادر، والوقوف أحيانًا كعارضة أزياء.
وبسبب العمل، سافر الثنائي إلى وجهات في جميع أنحاء العالم لعدة أشهر في كل مرة، من مونروفيا إلى بالي.
وتقول ويلما اليوم: "كنا نصور ثلاثة فنادق مختلفة على الأقل أثناء تواجدنا بعيدًا".
وتصف ويلما زوجها آري بكونه "خبيرًا في الإضاءة".
وعلى سبيل المثال، سلط الضوء في إحدى المرات على الأثاث الأزرق الغني في الداخل والسماء الزرقاء والمحيط الذي يمكن مشاهدته من الشرفة، في فندق "تاهارا إنتركونتيننتال"، ببولينيزيا الفرنسية.
وتم بناء فندق "تاهارا إنتركونتيننتال"، الذي تم افتتاحه في عام 1968، على جانب الجرف.
وكان يُعرف باسم الفندق "المقلوب"، على حد قول ويلما، بسبب تصميمه غير العادي.
وكان تصوير الجزء الخارجي من هذا الفندق يمثل تحديًا لآري، كما تستذكر ويلما. وأوضحت أن زوجها التقط إحدى الصور من طائرة صغيرة وبابها مفتوحًا وبدون حزام أمان.
ويقول هوني إن فندق "تاهارا إنتركونتيننتال"، وهو مغلق في الوقت الحالي، يعكس وجهة مثالية للعطلات الرومانسية في فترة الستينيات.
ويلاحظ هوني أيضًا أنه بينما يدمج برنس الثقافة المحلية في تصميمه الداخلي، فإن فريقه يعكس أيضًا ما يأمل الأمريكيون رؤيته بإجازاتهم في الخارج.
وكان آري وويلما ديزنجر يصلان دائمًا إلى فندق "إنتركونتيننتال" وهما يعلمان ما يريدان رصده من الصور.
وتقول ويلما إنها كانت تتعجب دومًا من تصميمات برنس لكل فندق: "كان إحساسه بالألوان، وإحساسه بالمواد المستخدمة، والاختيارات مذهلة".
وبعد ترتيب المشاهد التي يريد الثنائي رصدها في الفندق، يقرر آري وويلما العدد المطلوب لعارضات الأزياء.
وبالتالي، تخبر ويلما عارضات الأزياء ما يرتدينه من ملابس، سواء كانت ملابس للسباحة أو ملابس مناسبة للخروج ليلًا.
وبالنسبة إلى ويلما، فكانت الوظيفة ممتعة، خاصة لأنها سمحت للثنائي بالسفر على نطاق واسع.
وتقول: "كنت دائمًا مفتونة بثقافات البلدان والشعوب".
"إنتركونتيننتال" اليوم
ورغم توقف "بان أمريكان" عن الطيران منذ 30 عامًا، إلا أن علامة "إنتركونتيننتال" التجارية ما تزال مستمرة.
وتقول علامة "إنتركونتيننتال" التجارية إنها تركز بشكل كبير على المستقبل، بينما لا تزال تستغرق وقتًا للاحتفال بتاريخها الطويل مع بلوغها 75 عامًا.
وأوضح توم راوندتري، نائب رئيس العلامات التجارية العالمية الفاخرة في "إنتركونتيننتال"، أن العلامة التجارية تواصل السعي لإيجاد وجهات جديدة وأسواق جديدة، كما فعلت في القرن العشرين، مضيفًا أن "أسس إنتركونتيننتال تظل جوهر العلامة التجارية اليوم".