يأمل المنتخب الوطني لكرة القدم، مخالفة التوقعات والمنطق، عندما يلعب في الساعة الخامسة من مساء اليوم في ستاد الجنوب، أمام المنتخب المصري، ضمن منافسات ربع نهائي بطولة كأس العرب 2021 المقامة في قطر.
توقعات النقاد والمراقبين، تعترف بأفضلية المنتخب المصري في مباراة اليوم، بيد أن المنتخب الوطني بقيادة المدرب العراقي عدنان حمد، يسعى للإثبات بأنه منافس صعب المراس، رغم تذبذب الأداء من مباراة إلى أخرى، في مشوار الفريق بالدور الأول.
في المباريات الثلاث الأولى، مر المنتخب الوطني بظروف صعبة متعلقة بالإصابات والغيابات الناجمة عن فيروس "كورونا”، ما ساهم في بعثرة أوراق الفريق الذي يمر أساسا بفترة انتقالية، عقب رحيل المدرب البلجيكي السابق فيتال بوركلمانز، وتسلم حمد المهمة للمرة الثانية في مسيرته.
يحاول حمد إعادة الروح لمنتخب "النشامى” من خلال تكوين هوية فنية واضحة، ورغم التحسن الذي طرأ على النتائج خلال المباريات الإعدادية، فإن المشهد الفني بقي مبعثرا، مع تجريب عدد كبير من اللاعبين، واستبعاد عدد آخر من الحسابات رغم تألقهم مع أنديتهم.
وحقق المنتخب الوطني الفوز في مباراته الأولى على المنتخب السعودي الذي شارك في البطولة بتشكيلة رديفة، بهدف نظيف أحرزه محمد مرضي، قبل أن يتعرض لهزيمة ثقيلة (0-4) أمام المنتخب المغربي الذي بدوره يخوض المنافسات بدون جيش المحترفين في أوروبا، في مباراة ظهر فيها اللاعبون بشكل متواضع.
وعوض "النشامى” من خلال الفوز على المنتخب الفلسطيني 5-1، لترتفع معنويات اللاعبين الذين عاشوا ضغوطا شديدة في الأيام القليلة الماضية، علما بأن حمد أعلن في وقت سابق، أن بلوغ دور الثمانية، هو الهدف الرئيس للمنتخب الوطني من هذه المشاركة.
وكان المنتخب الوطني قد بلغ نصف النهائي في مناسبتين سابقتين، الأولى على أرضه في عمّان العام 1988، عندما خسر أمام المنتخب العراقي بثلاثية نظيفة، والثانية في الكويت العام 2002، عندما سقط أمام المنتخب البحريني 1-2.
وسيتأهل الفائز من اللقاء، إلى نصف النهائي، لملاقاة المنتخب التونسي الذي تخطى نظيره العماني 2-1 أمس.
عودة الأمور إلى نصابها
الفوز الكبير على فلسطين، أعاد الأمور إلى نصابها بالنسبة للاعبي المنتخب الوطني الذين يحلمون بمواصلة المشوار، من خلال تخطي مصر التي بدورها، تخوض المنافسات بتشكيلة شبه كاملة، يغيب عنها فقط اللاعبون المتواجدون مع أنديتهم الأوروبية مثل محمد صلاح ومحمد النني وغيرهما.
لكن شبح الإصابات ما يزال مخيما على معسكر” النشامى”، في ظل تعرض قائد الدفاع يزن العرب لإصابة في العضلة الضامة خلال المباراة الأخيرة أمام فلسطين، ما يضع مشاركته أمام مصر محل شك، علما بان المنتخب معرض في الأساس لخسارة خدمات الظهير الخبير محمد الدميري بسبب الإصابة أيضا، وهو الذي يحاول جاهدا اللحاق بالمباراة، فيما يواصل مهند خير الله حجرا صحيا بعد إصابته بفيروس كورونا.
مشاركة العرب من عدمها، ستحدد التشكيل والطريقة التي سيخوض فيها المنتخب الوطني اللقاء، ففي حال مشاركته، فمن المتوقع أن تتواصل شراكته مع عبدالله نصيب في عمق الخط الخلفي، وإذا تقرر غيابه، فإن الفرص ستكون متاحة أمام هادي الحوراني لخوض اللقاء أساسيا، أمام حارس المرمى صاحب المستوى الثابت يزيد أبو ليلى.
عودة الظهير الأيمن إحسان حداد إلى صفوف الفريق بعد انتهاء فترة إيقافه، ستعيد شيئا من التوازن في هذه المنطقة التي شهدت مشاركة أكثر من لاعب لسد الفجوة في المباراتين الأخيرتين، فيما يتوقع أن يحتفظ محمد أبو حشيش بمركزه كظهير أيسر.
ويفضل حمد الاعتماد على لاعبين اثنين في منتصف الملعب، بهدف تقديم الحماية للخط الخلفي، ويبقى نور الدين الروابدة، الركيزة الأساسية التي تبدو وكأنها غير قابلة للمساس، خصوصا في حال حظي بمساندة لاعب من أصحاب الخبرة، وهو الدور الذي يقوم به المخضرم بهاء عبدالرحمن.
تشكيلة الفريق خلال المباريات الماضية، تعطي انطباعا بأن حمد ينتهج طريقة اللعب 4-2-3-1، بسبب إشراك العديد من اللاعبين أصحاب النزعة الهجومية في الثلث الأخير من الملعب، لكن ما أن تبدأ المباريات، حتى يتبين لنا أن أوامر المدرب لهؤلاء اللاعبين، مرتكزة على عدم المبالغة في التقدم نحو المواقع الأمامية.
ويعد علي علوان بمثابة "الجوكر” في يد حمد، حيث يغير المدرب موقع اللاعب خلال فترات المباراة وفقا لمجرياتها، فتارة تجده مساندا لثنائي الوسط، وتارة أخرى مشاركا في الهجوم الخاطف.
وبعد تألقه في المباراة الأخيرة أمام فلسطين، من المقرر أن يحتفظ محمد أبو زريق "شرارة” بمركزه كجناح أيمن، مع إجراء مفاضلة بين محمود مرضي وياسين البخيت في مركز الجناح الأيسر، وفي حال انتهج حمد أسلوبا أكثر تحفظا بهدف منع المصريين من السيطرة على منطقة المناورة، فإن الزج بابراهيم سعادة أو رجائي عايد كلاعب وسط إضافي يسقط أحد الجناحين من حساباته، مع ترجيح احتفاظ علوان بمكانه في التشكيلة.
ومع إصابة بهاء فيصل بالرباط الصليبي، يعود الهداف التاريخي للمنتخب الوطني حمزة الدردور إلى التشكيلة الأساسية، لكن مركزه مهددا من قبل يزن النعيمات الذي بدوره، سجل هدفين أمام فلسطين بعد نزوله بديلا، علم بأن حمد قد يفاجئ المراقبين بإشراك الأخير كمهاجم ثان أو جناح، في حال استعان بطريقة اللعب 4-4-1-1.
ثقة مصرية مشروعة
في الطرف المقابل، يبدو المنتخب المصري واثقا من إمكانية عبوره إلى نصف النهائي، رغم معاناته هو الآخر من الإصابات، بحكم فارق الخبرة والإمكانيات الفردية بين الفريقين.
ويهدف مدرب المنتخب المصري، البرتغالي كارلوس كيروش، الحصول من خلال هذه البطولة، على فكرة أوضح بشأن الأدوار التي يمكن للاعبيه القيام بها في نهائيات كأس افريقيا المقرر بداية العام المقبل في الكاميرون.
بداية المنتخب المصري في البطولة جاءت شائكة بعض الشيء، من خلال فوز صعب على المنتخب اللبناني بهدف نظيف، قبل أن يحقق انتصارا كاسحا على السودان بخماسية نظيفة، ثم أنهى الدور الأول متصدرا لمجموعته بفارق اللعب النظيف، بعد تعادله في المباراة الأخيرة مع المنتخب الجزائري المرشح الأبرز لنيل اللقب (1-1).
وليس واضحا بعد ما إذا كان قائد الدفاع المصري أحمد حجازي سيستعيد كامل عافيته قبل مواجهة اليوم، فيما يغيب أكرم توفيق للإيقاف، لتبقى الآمال معلقة على أداء صلب دفاعيا من محمود حمدي الونش.
ويعتبر قائد الفريق عمرو السولية، النقطة الرئيسية لتحركات المنتخب المصري، لكنه قد يفتقد لوجود أيمن أشرف إلى جانبه في وسط الملعب بسبب الإصابة، فيما يأمل المصريون أداء أفضل من موهبة الأهلي محمد الشريف، وزميله لاعب الوسط حمدي فتحي، خصوصا وأن كيروش لم يستدع نجم الزمالك طارق حامد.
آمال مصر هجوميا، معلقة إلى حد كبير على محمد مجدي "أفشه” الذي يكتنف الغموض مشاركته بسبب الإصابة، وغيابه سيشكل ضربة لتطلعات كيروش، خصوصا في ظل عدم ظهور المهاجم الصريح مروان حمدي بالمستوى المأمول، وهو ما يضع مسؤولية كبيرة على الثنائي أحمد رفعت وحسين فيصل اللذين يعدان اكتشاف كيروش في البطولة الحالية إلى جانب المدافع عمر كمال.
حمد: نمتلك شبابا أثبتوا أنفسهم
وفي المؤتمر الصحفي الذي أقيم أمس، أكد حمد أن مواجهة مصر اليوم، تطالب إدارة مختلفة لمجرياتها، كونها تأتي ضمن أدوار خروج المغلوب.
ورغم ظروف الإصابات، بين حمد أن الفريق سيخوض اللقاء بمعنويات عالية، وأوضح: "كان هدفنا التأهل لربع النهائي وحققنا ذلك. نطمح في مواصلة المشوار، ونأمل أن نكون حاضرين غدا على المستوى الذهني والفني”.
ورفض حمد الكشف عما إذا كان يزن العرب سيغيب عن مواجهة اليوم، لكنه اعترف بعدم جاهزية محمد الدميري وأحمد سريوة، في وقت يستمر فيه غياب مهند خير الله لإصابته بكورونا، وصرح: "نمتلك لاعبين شبابا أثبتوا أنفسهم، وأعتقد أننا نمر بفترة جيدة على المستوى الذهني والمعنوي قبل مواجهة مصر”.
وألمح حمد إلى انتهاج طريقة لعب دفاعية بسبب إصابات الخط الخلفي، وواصل: "استلمت المهمة منذ 4 أشهر، وضعنا أهدافا واضحة للعودة إلى المسار الصحيح. هناك صعوبات على مستوى الأندية والمسابقات، ونقوم بعمل منظم بهدف الوصول إلى كأس آسيا 2023”.
وأضاف: "وجود الأردن بين الثمانية الكبار بكأس العرب يعد إنجازا جيدا، يعطينا دافعا كبيرا”.
ولم يعر حمد اهتماما للانتقادات التي نالت من لاعبيه في البطولة، خصوصا بعد الخسارة من المغرب، وقال: "الانتقادات من فئة قليلة توجهها معروف، عبر وسائل الهدم الاجتماعي، التي أصبحت وسيلة للظهور واستعراض العضلات، منتخب الأردن يحظى باحترام الغالبية الكبرى، وقمتُ بإبعاد اللاعبين عن مواقع التواصل والإعلام، وشخصيا لا أتابع ما يكتب”.
من ناحية ثانية، صرح الحارس أبو ليلى في المؤتمر الصحفي قائلا: "نتطلع للتأهل لنصف النهائي، ونحترم المنتخب المصري وتاريخه وإنجازاته، لكننا نؤمن بأنفسنا وحظوظنا، الانتقادات ستدفعنا أكثر لإسعاد الشعب الأردني. سنقاتل من أجل التأهل”.
في الجانب الآخر، أكد كيروش على صعوبة مواجهة المنتخب الوطني اليوم قائلا: "مباريات الأدوار الإقصائية تختلف تماما عن المجموعات ومباراة اليوم مهمة، علينا التركيز طوال وقت المباراة، خصوصا أن اللقاءات الإقصائية لا يوجد بها مجال للتعويض، ولا مجال فيها للأخطاء أو الأعذار أو التبريرات”.
وتابع المدرب البرتغالي: "ليس لنا أفضلية على منتخب الأردن، لكني أثق في قدرات لاعبي منتخب مصر. حظوظ الفوز بالمباراة متساوية بين المنتخبين، الأردن منتخب قوي ومتحفز ويقدم عملا جيدا”.
وحول إصابات لاعبيه، قال كيروش "لن يشارك أحمد حجازي وأيمن أشرف في المباراة، وبالنسبة لأفشه لا أريد المغامرة به”.
أما قائد المنتخب المصري عمرو السولية فقال: "سنواجه منتخبا قويا وحظوظ الفوز متساوية مع الأردن. نريد الفوز من أجل الاستمرار في البطولة”.
وأضاف "مصر والأردن اسمان كبيران في كرة القدم، سنواجه منتخبا منظما سيقاتل للنهاية مثلنا تماما، وستكون مباراة صعبة على المنتخبين”.
وتقرر خلال الاجتماع الفني، أن يلعب المنتخب الوطني بالزي الأبيض، فيما سيخوض المنتخب المصري اللقاء بالزي الأحمر.
حقائق وأرقام
-تاريخيا، يعد لقاء اليوم هو السابع الذي يجمع بين المنتخبين، حيث فاز المنتخب المصري في 4 مباريات سابقة، مقابل فوز وحيد للمنتخب الوطني وتعادل واحد أيضا، وسجل المنتخب المصري 14 هدفا مقابل 4 أهداف للمنتخب الوطني.

• التقى المنتخبان للمرة الأولى، ضمن منافسات بطولة كأس القنيطرة الودية في سورية يوم الثاني من تشرين الأول(أكتوبر) العام 1974، وحينها حققت مصر التي شاركت بالبطولة بتشكيلة رديفة، الفوز بخماسية نظيفة.
• في 23 كانون الأول (ديسمبر) العام 1983، التقى المنتخبان في مباراة ودية انتهت بفوز منتخب مصر على الأردن بنتيجة 3-1.
• المباراة الثالثة كانت ودية أيضا وأقيمت بعد المباراة الأخيرة بيومين في 25 كانون الأول (ديسمبر) 1983، وحقق منتخب مصر الفوز بالنتيجة ذاتها (3-1)، وسجل الأهداف المصرية كل من مجمود الخطيب وطاهر أبو زيد وعلاء نبيل، عضو الجهاز الفني للمنتخب الوطني سابقا بقيادة المصري الراحل محمود الجوهري.
• تجدد اللقاء بين المنتخبين في 21 تموز (يوليو) 1988، بمباراة تحديد صاحب المركز الثالث في بطولة كأس العرب بنسختها الخامسة في عمّان، وتفوقت مصر بثنائية نظيفة حملت توقيع علاء ميهوب وحسام حسن الذي أشرف قبل أعوام على تدريب المنتخب الوطني.
• في النسخة السادسة من بطولة كأس العرب العام 1992، تجدد اللقاء بين مصر والأردن خلال مرحلة دور المجموعات، وانتهى اللقاء بالتعادل (1-1)، حيث تقدم المنتخب الوطني أولا عبر جريس تادرس، قبل أن يعادل أيمن منصور الكفة للمصريين.
• المواجهة السادسة والأخيرة أقيمت يوم 27 كانون الثاني (يناير) 2016، وكانت ودية على ملعب أسوان في مصر، وحقق المنتخب الوطني فوزه الوحيد على مصر (1-0)، بهدف سجله أحمد سمير.
• هذه هي المواجهة الثالثة التي تجمع بين مدرب المنتخب الوطني عدنان حمد ومدرب المنتخب المصري، البرتغالي كارلوس كيروش، حيث تواجها سابقا مرتين خلال الفترة الأولى لحمد مع المنتخب الوطني، وحينها كان كيروش مدربا للمنتخب الإيراني، فتعادل المنتخبان 2-2 في مباراة ودية يوم الثالث والعشرين من شباط (فبراير) العام 2012، وتجدد اللقاء وديا أيضا في التاسع من أيار (مايو) العام ذاته، وانتهى بالتعادل السلبي.
• حل المنتخب الوطني في المركز الثاني بمجموعته بالمجموعة الثالثة برصيد 6 نقاط من انتصارين وخسارة، وسجل 6 أهداف ودخل مرماه 5.
• يأتي المنتخب الوطني في المركز الثالث الخامس في لائحة أكثر المنتخبات تسجيلا في البطولة مع نهاية الدور الأول، بالاشتراك مع منتخبي قطر وتونس، برصيد 6 أهداف.
• المنتخب الوطني رابع المنتخبات الأكثر تلقيا للأهداف في الدور الأول، بعدما تلقفت شباكه 5 أهداف.
• جاء المنتخب الوطني في المركز الحادي عشر بإجمالي التسديدات، برصيد 31 تسديدة فقط.
• بلغ عدد الالتحامات الناجحة للمنتخب الوطني في المباريات الثلاث الأولى 157 من 329 (54 التحامات هوائية ناجحة من 120).
• بلغت نسبة دقة التمرير في المباريات الثلاث للاعبي المنتخب الوطني 71.1 %، وسيطر الفريق على الكرة في المباريات الثلاث بنسبة متواضعة بلغت 44 %.
• يعتبر حارس مرمى المنتخب الوطني يزيد أبو ليلى، ثالث أفضل حارس بالبطولة من حيث عدد التصديات مع انتهاء الدور الأول، حيث تصدى لـ12 كرة.
• يحتل مدافع المنتخب الوطني عبدالله نصيب المركز الثاني في لائحة أثر اللاعبين تشتيتا للكرة برصيد 18 كرة، ويأتي زميله يزن العرب في المركز الخامس برصيد 13 كرة.