اخبار البلد -
تتزايد الأخطاء في عالم كرة القدم الأردنية حتى وصلت إلى حدود لم نعتد عليها، وحتى لا نظلم أحد فإن الأخطاء متواصلة وفي شتى مفاصل اللعبة التي تُعاني الأمرين على جميع المستويات، فغالبية الأندية البارزة بلا إدارات حقيقية وتحولت مجالس إداراتها إلى لجان مؤقتة لا تملك حرية القرار، وفي بيت اللعبة ضعف واضح في إتخاذ القرار، حتى بدأت الأندية تتجرأ على خصوصية الإتحاد وأجهزته الفنية، وفي البنية التحتية خلل بارز حتى أصبحت الملاعب ماركة مسجلة بسوئها، وتراجع التحكيم بصورة غريبة ليؤثر على المحصلة النهائية للبطولات، فيما الجمهور لا زال يُبدع في اختلاق الهتافات غير الأخلاقية ليهجر حُراس الأخلاق والسيدات المدرجات التي أصبح الذهاب إليها مُعيب عند الكثيرين.
وللإنصاف فإن المستوى الفني ضعيف، واللاعبون لا يستحقون ما يحصلون عليه لنشعر أن بعض العقود توجب تدخل مكافحة الفساد للحد من هدر المال العام، وهذا ينطبق على بعض القرارات للإدارات المُنتخبة والمؤقتة، وفي ذات الوقت تغيب الهيئات العامة عن دورها الرقابي لنشعر أن الأندية لا بواكي لها، فيما المدربون يتلاعبون بالأندية الهشة بإشاعة الأخبار بتلقيهم عروض ضخمة من الداخل والخارج، لرفع قيمة العقد في الموسم القادم، أما السلطة الرابعة فقد تراجع دورها خوفاً من قانون الجرائم الإلكترونية الذي قصر من يدها ولسانها، ليكون النقد بمثابة المسير في حقل ألغام للعبة تحتل ترتيب متأخر في الترتيب العالمي، وتكتمل الصورة الموجعة بوجود فريق واحد يحمل الترخيص الآسيوي للمشاركة في بطولات الأندية القارية.
ورغم ذلك طالب البعض المنتخب بالابداع في بطولة العرب، حيث وقع منتخب النشامى في مجموعة صعبة تضم السعودية والمغرب اللذين لم يتعرضا للخسارة على مدار عام كامل بالاضافة لمنتخب فلسطين، لتكون الخسارة أمام المغرب أمر متوقع كما هو الفوز على رديف السعودية، وتسابق الكثيرون لتوجيه النقد مبكراً للمدير الفني وجهازه وللاعبين، وكأنهم لا يعلمون ان كرة القدم لعبة جماعية داخل وخارج الملعب، وقرار الإبداع والتألق هو قرار شمولي لا ينتج من لاعبي النشامى وحدهم، وهذا يعني ان الابداع ان تحقق سيكون بجهودهم، فيما الجميع من أندية بإداراتها وأجهزتها الفنية ولاعبيها وحكام الكرة والاتحاد ووزارة الشباب والجمهور شركاء بالفشل، وعلى كل طرف أن يتحمل وزره المناسب لعمله.
إن معالجة الأخطاء لا يتم بحالة فردية، بل بعمل جماعي من خلال خطة واضحة المعالم ونقاط للتقييم تبين أين وصلنا، وما هي الأخطاء التي تجاوزناها، فالمطلوب من الوزارة ملاعب ذات أرضية مناسبة، ومن الاتحاد وضوح في برامج المسابقات وقانون ضابط للعمل الكروي يتصدى لكل مسيء، وبالذات أذرع اللعبة من أندية وإداراتها ولاعبين وحكام وجمهور ، وبسبب عدم وضوح الرؤيا أو ضعف لجان الإتحاد فقد أعلنت الأندية برائتها من أخطائها وحملتها للاتحاد الذي يسمع ويشاهد ولا يقوم بفعل بحكم النظام وحتى ان رد الفعل غاب، وعلى اللاعبين الادراك بأنهم يتقاضون رواتب تفوق ما يحصل عليه الأطباء والمهندسين ورجال الأعمال، وبالتالي يجب عليهم الإخلاص في عملهم للارتقاء باللعبة.
ويبدوا ان الاتحاد الذي يجمع جميع الأذرع أصبح بحاجة إلى لجنة عليا لدراسة الوضع بشكل شمولي، ومراقبة عمل اللجان المناط بها تنفيذ الخطط، وهذه اللجنة تتكون من الخبراء في مجالات الملاعب وأمنها والإعلام والتحكيم والخبراء الفنيين، على ان تكون توصياتهم ملزمة للجان والأندية حتى نتخلص من أكوام الأخطاء، عدا ذلك سنعود مع نهاية الموسم القادم ونبكي على اللبن المسكوب وخروج المنتخب من تصنيف البطولات وغياب الأندية عن المنافسات الآسيوية وسنبقى مكانك سر دون أن نتطور.