أخبار البلد ــ مواجهة فصل الشتاء ومعه المتحور "اوميكرون" دون زيادة توتر الأميركيين الذيالن سئموا من الجائحة وباتوا أقل اقتناعًا بإدارته للازمة الصحية، هي المعادلة الصعبة التي يحاول جو بايدن حلها من خلال تقديم خطة جديدة اليوم الخميس لمكافحة كوفيد-19.
وكشف البيت الأبيض عن سلسلة مبادرات في وثيقة لا تتضمن مع ذلك أي إعلان استثنائي وفوق كل شيء أي إجراءات جديدة ملزمة للمواطنين الأميركيين.
وتعتمد إدارة بايدن أكثر على تعزيز الترتيبات القائمة.
ولعل أبرز نقطة في الإجراءات التي تم الإعلان عنها هي تشديد التدابير للمسافرين الدوليين: اعتبارا من "مطلع الأسبوع المقبل" سيكون عليهم تقديم فحص سلبي يتم إجراؤه قبل يوم من موعد السفر بالإضافة إلى شهادة التطعيم.
حتى الآن، كان يمكن إجراء الفحص قبل ثلاثة أيام من موعد الرحلة.
ومع ذلك، أوضح مسؤول كبير في البيت الأبيض أنه في الوقت الحاضر لا حجر صحيا على الوافدين، وهي معلومات تم تداولها في الصحافة.
تظل الرحلات الداخلية معفاة من هذه الاجراءات الصحية حاليا.
داخل الحدود، تمدد إدارة بايدن حتى 18 آذار (مارس) قرار الزامية وضع الكمامة في وسائل النقل العام والذي كان ينتهي العمل به في 18 كانون الثاني (يناير).
ويعلن البيت الأبيض أيضًا عن إجراءات لزيادة فرص كشف الإصابات: ستتولى شركات التأمين الصحي الخاصة تسديد للمضمونين الفحوص التي يتم إجراؤها في المنزل كما سيتم مضاعفة عدد الفحوص الموزعة مجانًا إلى 50 مليونًا.
لكن الرهان الأكبر بالنسبة لجو بايدن يبقى في تسريع التطعيم بعد أن وعد قبل انتخابه بالقضاء على الوباء. ويتعرض بايدن لانتقادات لإعلانه النصر قبل أوانه مطلع تموز (يوليو)، ثم تفشي المتحور "دلتا" في البلاد.
بينما تم تلقيح أقل من 60% من الأميركيين من جميع الأعمار بشكل كامل، على البيت الأبيض إقناع أولئك الذين لم يتلقحوا القيام بذلك، وكذلك إقناع الملقحين الحصول على جرعة معززة مع تشجيع الأهل على تلقيح أطفالهم من سن الخامسة.
هذا في حين يتعرض التلقيح، وعلى نطاق أوسع جميع التدابير الصحية الملزمة المتخذة في مواجهة كوفيد-19، لانتقادات شديدة في المعسكر المحافظ.
"جميع السيناريوهات"
يريد جو بايدن اطلاق "مئات" عيادات التلقيح "العائلية" لتطعيم الأطفال بينما يتلقى أهلهم وأجدادهم جرعاتهم المعززة.
في حين أكدت الولايات المتحدة الأربعاء اكتشاف أول حالة للمتحور "اوميكرون" الجديد على الأراضي الأميركية، أعلن البيت الأبيض أنه تم اتخاذ إجراءات للتعامل مع "جميع السيناريوهات".
ووفقًا لإدارته، فإن "الرئيس ملتزم باستخدام جميع موارد الحكومة لضمان وصولنا بسرعة إلى اللقاحات والجرعات المعززة لتأمينها للمواطنين الأميركيين في حال سيكون من الضروري مكافحة المتحور اوميكرون".
الرهان السياسي كبير بالنسبة للرئيس الديموقراطي قبل عام تقريبا من الانتخابات التشريعية لمنتصف الولاية.
ويعجز جو بايدن الذي أظهرت استطلاعات الرأي تراجع الثقة به، عن الاستفادة من الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة، كما أنه لم ينجح في إثارة حماسة لخطط الاستثمار الضخمة التي عرضها.
يذكّره خصومه الجمهوريون باستمرار بأن فيروس كورونا لا يزال يفتك بمئات الأميركيين يوميا منذ انتخابه.
وتوفي أكثر من 780 ألف شخص بسبب كوفيد-19 في الولايات المتحدة، وفقًا لجامعة جونز هوبكنز.
في حين أن الغالبية العظمى من الأميركيين وثقت بالديموقراطي البالغ من العمر 79 عامًا لمواجهة الجائحة عندما تم انتخابه، استمرت هذه النسبة في التراجع منذ الصيف.
وفقًا لموقع "Fivethirtyeight" الذي يجمع استطلاعات الرأي، حتى الأول من كانون الأول (ديسمبر) أيد 48% فقط من الأميركيين معالجة إدارة بايدن للأزمة الصحية. وقبل تموز (يوليو) كانت نسبة التأييد لا تزال أكثر من 60%.