تهدف مراجعات البنتاغون إلى زيادة دقة الصلات بين القدرات العسكرية الهائلة للولايات المتحدة والأولويات الاستراتيجية لإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن
في "عالم أقل استقرارا مما كان عليه قبل ستة أشهر" بحسب خبراء استراتيجيين تحدثوا لصحيفة وال ستريت جورنال الأميركية، يعتزم البنتاغون مراجعة الموارد العسكرية في جميع أنحاء العالم لإدخال تحسينات على القواعد في غوام وأستراليا لمواجهة الصين، بحسب ما نقلته الصحيفة ذاتها.
وتهدف المراجعة، التي من المقرر أن تصدر نسخة غير سرية منها في وقت لاحق، إلى زيادة دقة الصلات بين القدرات العسكرية الهائلة للولايات المتحدة والأولويات الاستراتيجية لإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في مواجهة الحشد العسكري الصيني.
"مواجهة الصين"
وتقول الصحيفة إن المراجعة لا تتضمن أي تعديل كبير في القوات في الوقت الذي تتحرك فيه الولايات المتحدة لـ"للوقوف أمام بكين مع ردع روسيا والقيام بجهود مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وأفريقيا".
وقال مسؤولون في وزارة الدفاع إن التقييم- المعروف باسم مراجعة الوضع العالمي - الذي لم يتم الإبلاغ عن نتائجه من قبل - يخطط لإدخال تحسينات على المطارات والبنية التحتية الأخرى في القواعد الأميركية في غوام وأستراليا.
قوات أميركية في غوام
وستبدأ تحسينات البنية التحتية بحسب النسخة غير السرية في العام المقبل في غوام، التي تستضيف وحدة كبيرة من القوات البحرية والجوية وآلاف القوات الأميركية، وفي أستراليا، حيث ينتشر مشاة البحرية، وقال مسؤولون إن كليهما أساسي في استراتيجية واشنطن لمواجهة الصين.
وقال المسؤولون إن إدخال تحسينات على المطارات فى غوام وأستراليا سيوسع قدرة الولايات المتحدة على نقل القوات من وإلى المنطقة لنشرها أو فى حالة نشوب صراع.
ورفض المسؤولون تقديم تفاصيل إضافية حول التحسينات قائلين إنها سرية.
وتشمل بعض التغييرات نشر طائرات وتعزيز القدرات اللوجستية في أستراليا ونشر سرب من طائرات الهليكوبتر الهجومية ومقر فرقة مدفعية في كوريا الجنوبية.
وقالت مسؤولة كبيرة في وزارة الدفاع الأميركية لفرانس برس، الاثنين، إن بلادها ستكثف انتشارها العسكري في مواجهة الصين وروسيا، إضافة إلى مواصلة العمل على إبقاء ردع فعال ضد إيران و"الجماعات الجهادية" في الشرق الأوسط.
وقالت المسؤولة التي أعلنت استكمال تقرير وزارة الدفاع عن الوضع العسكري الأميركي حول العالم، "ندرس حاليا (...) مبادرات مع حلفائنا وشركائنا لتعزيز قوتنا الرادعة الموثوقة ضد روسيا".
وبما أن التقرير مصنّف بين أسرار الدفاع، فإنها لم تقدم أي تفاصيل حول كيفية تعزيز الولايات المتحدة لنظامها العسكري بهدف مواجهة طموحات موسكو وبكين.
وأوضحت أن تعديل الانتشار العسكري الأميركي في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ تجري مناقشتها "لكن هذه السنة الأولى للإدارة، وليس الوقت مناسبا لإدخال تغييرات استراتيجية رئيسية".
وأشارت إلى أن وزارة الدفاع أعلنت بالفعل عن استثمارات لتحديث القاعدة البحرية الأميركية في جزيرة غوام في المحيط الهادئ، وتعزيز وجودها في أستراليا حيث ينشر سنويا حوالى 2500 عسكري من مشاة البحرية بالتناوب لإجراء تدريبات.
عالم غير مستقر
وقالت، ماكنزي إيغلن، الزميل الأقدم المتخصصة في الاستراتيجية الدفاعية في معهد أميركان إنتربرايز لصحيفة وال ستريت جورنال إن "العالم غير مستقر أكثر مما كان عليه قبل ستة أشهر".
وقالت إيغلن إن الانسحاب من أفغانستان على وجه الخصوص يعني أنه يجب على الولايات المتحدة مراقبة التهديدات الإرهابية وجمع المعلومات الاستخبارية من أماكن أبعد، مما يجعل من الصعب تحويل الموارد.
وقالت إن "هذا جزء من السبب فى عدم تمكننا من تغيير موقف القوة بشكل كبير في الشرق الأوسط وأوروبا لأننا فقدنا أعيننا في أفغانستان".
وقد بدأت مراجعة البنتاغون في عهد وزير الدفاع، لويد أوستن، في وقت سابق من هذا العام، وهي واحدة من عدة مخططات للأمن القومي والسياسة الدفاعية من المتوقع أن تصدرها إدارة بايدن في الأشهر المقبلة.
وقال مسؤول في البنتاغون للصحيفة إنه سيتم مواصلة تحليل وضع القوة فى الشرق الاوسط وأوروبا وأفريقيا.
وأضاف، بحسب الصحيفة، أن أفغانستان خضعت لمراجعة منفصلة بين الوكالات، كما يجري استعراض القدرات السيبرانية والنووية في إطار مبادرات منفصلة، وقد تم الانتهاء من مراجعة خاصة بالصين، تم تصنيف الكثير من النتائج منها في وقت سابق من هذا العام.
وقال مسؤول كبير آخر فى وزارة الدفاع إنه بالرغم من التوقعات بأن يؤدى ذلك إلى تغييرات استراتيجية، إلا أن مراجعة الموقف العالمي لم تجد حاجة إلى تعديلات كبيرة.
أوروبا والشرق الأوسط
وفي أوروبا، ألغى الرئيس بايدن قرار خفض عدد العسكريين الأميركيين المنتشرين في ألمانيا إلى 2500 عنصر، وأكد مجددا التزام الولايات المتحدة بحلف شمال الأطلسي بعدما شكك فيه سلفه دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة إن مسؤولي الدفاع أبلغوا بلجيكا وألمانيا بأن الولايات المتحدة ستحافظ على وجودها فى سبعة مواقع في البلدين المضيفين.
وبعد أن أزالت القوات الأميركية منظومات باتريوت من منطقة الخليج، قال العديد من المتخصصين في الدفاع وبعض المسؤولين العسكريين إن إزالة القدرات العسكرية في المنطقة أرسلت إشارة إلى الحلفاء في الخليج وغيرهم بأن الولايات المتحدة غير ملتزمة بالمنطقة.
وبدا الموقف العسكري الأميركي في الشرق الأوسط متقلبا بعد الانسحاب من أفغانستان.
لكن وزير الدفاع الأميركي أوستن، أعلن في البحرين في الأسبوع الماضي رغبته بطمأنة بلدان المنطقة. وقال في منتدى أمني في المملكة "إن التزام أميركا بالأمن في الشرق الأوسط قوي وثابت".
وفي العراق، أبرمت واشنطن في الصيف اتفاقا مع الحكومة العراقية ينص على رحيل جميع "القوات المقاتلة" بحلول نهاية العام، لكن نحو 2500 عسكري أميركي لا زالوا هناك. وقالت مسؤولة في البنتاغون لفرانس برس "التزامنا هو مواصلة دعم التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية".