ماهر ابو طير يكتب : من الذي أساء للعشيرة الاردنية ؟!!

ماهر ابو طير يكتب : من الذي أساء للعشيرة الاردنية ؟!!
أخبار البلد -  

اخبار البلد_ يتم تشويه سمعة العشيرة في الاردن،باعتبارها تدافع عن الفاسدين الذين ينتمون لذات العشائر، وفي حالات يقطعون الطريق باعتبارهم قطاع طرق احتجاجاً على اي قضية،ويتم رسم صورة لهم باعتبارهم بدائيين متوحشين لايؤمنون بدولة ولا قانون!.

هذا التحطيم لسمعة العشيرة تحت وطأة هذه الصور الانطباعية التي تصل حد التراشق بالحجارة واطلاق النار في المشادات ومعارك الجامعات نتاج لسياسات الدولة وبعض العبقريات التي مرت علينا.

سياسات رعناء مراهقة ،قسّمت العرب الى عربين، قامت بتفتيت الوحدة الاجتماعية الى وحدات صغيرة متنازعة متحاربة.

لم تكن العشيرة هكذا طوال عمرها، كانت في احسن حالاتها،وبرغم ان الوحدة الاجتماعية ضحية للسياسات العامة،الا انه في ذات الوقت يتم جلدها ورشق وجهها بالماء،بسبب تصرفات هنا وهناك،دون ان يعترف احد بمسؤوليته عن تحطيم المؤسسة الاجتماعية.

اذ يتم تزوير الانتخابات النيابية والبلدية،ونأتي الى قرية او بادية،فيها عميد متقاعد من الجيش،ومقابله عميد متقاعد من الامن العام،وكلاهما مخلص،فيتم اسقاط احدهما،وانجاح الاخر،دون اي سبب،سوى المزاجية،ودون اي تهم سوداء في ملف الذي تم ترسيبه،فعلينا ان نعرف ان كلفة شق البلد والمجتمع والعائلة،ستكون مرتفعة جداً في وقت لاحق.

ادت هذه الممارسات الى بذر بذور الكراهية والاحقاد بين الناس،وزرع الكراهية تجاه الدولة،التي تدخلت في قضايا كان الاصل ان لا يتم التدخل بها، وادت هذه العملية الى صراعات ومنافسات ومكاسرات.

تم تحطيم الوحدة الاجتماعية،وتحويلها الى وحدات تتقاتل وتتنافس،وتشك في موقف الدولة المتساوي من كل ابنائها، تحت "رؤية سرية" تقول انه من اجل الاستمرار لابد من تحطيم بنية العشيرة،حتى لا يجتمع عشرة رجال على قلب رجل واحد.

المضحك المبكي ان السياسات العامة التي حطمّت الوحدة العائلية،تأتي اليوم لتندد بمن تتم تسميتهم زرواً قطاع الطرق،اي ابناء العشائر الذين تحولوا بنظر "المتنورين" الى قطاع طرق،يكسرون ويخربون،يغضبون ويحرقون.

بدلا من التنديد بالعائلة والعشيرة،كان الاصل ان نسأل عن السر الذي اوصل الناس الى هذه الحدة من الغضب والممارسات.

المؤسف ان السياسات العامة هي التي ردت الناس الى حاضنتها الاجتماعية الاساسية بحثا عن الحماية،ولذلك لاتستغربوا ابدا ان يغضب اهل مدينة او منطقة او ابناء عشيرة او عائلة،على احالة فاسد للقضاء،لان الناس لم يعودوا يعرفون من يصدقون؟!.

لم يكن الناس ليقطعوا الطريق العام،على ادانتنا لهذا السلوك،لو شعروا ان هناك دولة ترد حقوقهم اليهم،ولم يكن ليتظاهروا او ليتضامنوا مع فاسد،لو شعروا ان الناس كأسنان المشط،وان الحساب على الجميع وليس انتقائيا.

لم يكن الناس ليرفعوا السلاح على بعضهم البعض،لولا الارضية التي بنتها السياسات العامة بين الناس،من اذكاء للوجاهات،وزرع للعداوات،ولو شعروا ان حقوقهم يتم تأمينها عبر القانون،فمن هو الانسان الذي يبحث عن الدم والمشاكل والرصاص برضاه؟!.

بهذا المعنى،ودون ان ندافع عن اي ممارسة خاطئة،فإن التشخيص العميق لازمتنا السياسية والاجتماعية،يوجب رد الاشياء الى مسبباتها،وليس من المنطقي ان نسلق عائلاتنا وعشائرنا بأسوأ الكلام،دون ان نتذكر انهم ضحايا لهذه السياسات.

قوى سياسية واعلامية تستمتع بهذه الصورة التي يراد رسمها للبلد،عبر ترويج صورة العشيرة بأعتبارها نسخة من نسخ قطاع الطرق ونسخة من نسخ التضامن مع الفاسدين،وهذه صور يراد عبرها تشويه البنيان الداخلي.

لم يتخل الناس عن صبرهم النبيل،ولا عن كل هذا التاريخ،لولا ان تم مسهم في اعز شوؤنهم،ولولا شعورهم بغياب المؤسسة عنهم،وسرقة الغني للفقير،فأنفجرت كل ردود الفعل الغاضبة،السلمية وغير السلمية،المقبولة وغير المقبولة.

ايا كان مانراه من ممارسات مرفوضة،مثل قطع الطريق او حرق سيارة،او مشادة في جامعة، او التضامن مع مشبوه او فاسد،فإن كل هذا لم يأت من فراغ،هذا من صنع السياسات العامة،التي عبثت بالوحدة الاجتماعية وحطمتها،واعادت انتاجها.

الناس في هذا البلد،عشائر وعائلات،خزان الدم،والكفاءات في كل مكان،وهؤلاء اهلنا في بوادينا ومدننا ومخيماتنا وقرانا،ولايحق لاحد مسهم،عبر ادانة سلوك ما،وتناسي المسبب الاصلي.

الناس اجل واعظم من الصورة التي يحاولون رسمها بخبث،اي صورة قطاع الطرق والفاسدين والقتلة،لان مقابل الاختلالات الاف الصور الايجابية،من كرم ومروءة ووفاء وتعليم وتدين.

قبل ان نلوم الذي قطع الطريق او تضامن مع فاسد او رفع سلاحه،لنسأله اولا لماذا وصلت الى هذه الحدة في التعبير عن غضبك؟!!.
شريط الأخبار الجنائية الدولية ترفض طعنا إسرائيليا ضد أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت ولي العهد يهنئ النشامى بالتأهل لنهائي بطولة كأس العرب الجماهير الأردنية تخرج للشوارع احتفالا بتأهل "النشامى" إلى نهائي كأس العرب "النشامى" إلى نهائي كأس العرب رئيس الوزراء: "النشامى دايما رافعين الراس" الأمطار الغزيرة تغرق خيام النازحين وتُصيب عدداً منهم في غزة الملك يعقد مباحثات مع رئيس الوزراء الهندي في قصر الحسينية إطلاق الاستراتيجية الوطنية الثانية لنشر الدراية الإعلامية والمعلوماتية انخفاض أسعار الذهب محليا في التسعيرة الثانية الاثنين الزرقاء في المرتبة الأولى... دراسة: 81.3 كيلوغراما معدل هدر الغذاء السنوي للفرد في الأردن الأردن يسير قافلة مساعدات جديدة إلى سوريا فتح باب تقديم طلبات القبول الموحد للطلبة الوافدين للفصل الثاني 2025-2026 لماذا اشترى حسين المجالي الف سهم في شركة الامل؟ إعلان الفائزين بجائزة التميز لقيادة الأعمال الحكومة: اسعار النفط عالميا تنخفض توقيف زوج شوه وجه زوجته أثناء نومها التربية: فصل 92 طالبا من الجامعات بسبب عدم صحة شهاداتهم وزير التربية: 404 شهادات ثانوية تركية ورد رد بعدم صحتها منذ 2023 مذكرة تفاهم بين هيئة الأوراق المالية ومديرية الأمن العام الجيش يدعو مواليد 2007 للدخول إلى منصة خدمة العلم تجنبا للمساءلة القانونية