مترجمة فاتنة وكلب مزعج ولعبة هوكي مذلة.. تلك بعض الحيل التي يستخدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببراعة لإرباك نظرائه.
هكذا قدم الكاتب مارك نيكسون لتقرير له بمجلة لوبوان Le Point الفرنسية جمع فيه بعض القصص التي قال إنها حدثت لبعض قادة العالم مع بوتين وكان هذا الأخير يريد من ورائها بعث رسائل كانت أحيانا مزعجة.
فلدى مقابلته للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بقمة أوساكا باليابان في 2019، كان بوتين يصطحب معه مترجمة فاتنة للغاية ذات شعر طويل ووجه جميل وشخصية جذابة وكانت ترتدي بذلة جلدية قصيرة، وهو ما جعل مستشارة الشؤون الروسية بالإدارة الأميركية فيونا هلن تعتقد أن القصد منه هو إغراء ترامب وإلهاؤه.
ويعلق الكاتب على ذلك بقوله "لا أحد يعرف ما إذا كان لوجود تلك الشابة الجميلة أي تأثير على مزاج الملياردير الأميركي، المعروف بافتتانه بالنساء" غير أن الشيء الوحيد المؤكد، حسب الكاتب، هو أن ترامب بدا سعيدا للغاية خلال حديثه وجها لوجه مع بوتين قائلا "حسنًا، سأكون قاسيا معك لبضع دقائق، لكن هذا فقط أمام الكاميرات، ثم سيغادرون وسنتحدث بعد ذلك"، وهو ما فهمه بوتين جيدا وكان محل تقدير منه.
وفي الخامس من مارس/آذار 2020، استقبل بوتين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد أسبوع من مقتل 34 جنديًا تركيا في قصف جوي بإدلب شمال غرب سوريا، وقد استشاط أردوغان غضبا، خصوصا أن بوتين أبقاه منتظراً، قبل أن يظهر ويطلب منه الجلوس تحت ساعة ذهبية، وُضِع فوق إطارها تمثال برونزي للإمبراطورة كاثرين الثانية المعروفة بغزو شبه جزيرة القرم وانتزاعها على أثر معركة مع الإمبراطورية العثمانية في عام 1783.
وقد تكللت مباحثات بوتين وأردوغان التي استمرت 7 ساعات من النقاش بإعلانهما وقف إطلاق النار في منطقة إدلب التي لا تزال تحت سيطرة أنقرة.
Erdogan - Putin meeting in Moscow- - MOSCOW, RUSSIA - MARCH 5: Turkish President Recep Tayyip Erdogan (L) meets Russian President Vladimir Putin (R) in Moscow, Russia on March 5, 2020.بوتين وأردوغان اجتمعا مرات عدة حول قضايا مشتركة (الأناضول)
وأهان بوتين كذلك الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي ضغطت عليه موسكو بانتظام لقبول اندماج بيلاروسيا في الاتحاد الروسي وهو ما ظل يمانعه، ويعرف بوتين أن لوكاشينكو يتبجح دائما بكونه لاعب هوكي متمرس، فاختار له فريقا من عمال الكرملين كان بوتين هو القائد ولوكاشينكو مجرد لاعب في ذلك الفريق، وقد تمكن بوتين من تسجيل 8 من أصل 16 هدفًا، تاركًا لشريكه ميزة بعض التمريرات الحاسمة.
ومنذ الاحتجاجات الكبيرة في بيلاروسيا العام الماضي والعزلة الدولية للوكاشينكو، لم يعد بوتين بحاجة للتغلب على لوكاشينكو، فالأخير أصبح تحت قدميه، وفقا للكاتب.
كما قام رجل الكرملين بإحراج بعض القادة الأوروبيين بسهولة، وهو ما دفعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ثمنه في عام 2007، فبينما كانت تتحدث مع بوتين في سوتشي حول قضايا الطاقة، إذ بكلب بوتين الأسود "كوني" يتمسح على ساقيها ويشمها، وهو ما تسبب في توتر المستشارة، التي تعاني من رهاب الكلاب منذ أن عضها كلب في عام 1995، وقد أزعجها ذلك، خاصة أنها قالت لاحقا إنها تعرف أن بوتين يعرف أنها لا تحب الكلاب.
German Chancellor Angela Merkel and Russian President Vladimir Putin give statements ahead of a meeting at the German government guest house Meseberg Palace in Gransee, Germany August 18, 2018. REUTERS/Axel Schmidtبوتين وميركل في أحد لقاءاتهما المتعددة (رويترز)
ويبدو، وفقا للكاتب، أن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي مر أيضًا بلحظة غير سارة أثناء لقائه الأول مع بوتين في يونيو/حزيران 2007 الذي ظهر بعده لاهثًا، ونظراته غامضة وصوته مبحوح، وهو ما أرجعه أحد المتابعين لمثل هذه القضايا إلى استخدام بوتين شتائم بعد عدة ملاحظات أدلى بها ساركوزي حول وضع حقوق الإنسان في روسيا، وبحسب ما ورد فقد قال بوتين لساركوزي "إن تابعت بهذه النبرة فسأسحقك".
وختم الكاتب مقاله: يبقى سؤال واحد: ما الذي يخبئه بوتين للرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون إذا قرر الذهاب إلى موسكو؟ ربما يضع له على زاوية الطاولة كتاب لليميني المتطرف المحب لروسيا أريك زمور.