احتفل مستشفى الأمير حمزة اليوم السبت، بإنجاز 300 عملية لزراعة الكلى داخل المستشفى.
وقال وزير الصحة رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور فراس الهواري خلال رعايته الحفل، إن الأردن يشهد اليوم مسيرة تطوير وتحديث تتعلق بتحسين مستوى الخدمات والارتقاء بها، ولاسيما الصحية منها، مؤكدا أن هذا التحسين والارتقاء يمثل إنجازا طبيا رائدا، وهو ثمر زرع روي بعرق كوادر طبية سخرت جهودها كافة لخدمة الإنسانية لرفع سوية الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمرضى الذين خذلتهم بعض أعضاء أجسامهم مثل الكلى.
وأضاف أن مستشفى الأمير حمزة أضفى تميزا بضم برنامج زراعة الكلى الذي شكلت انطلاقته سنة 2009 نقلة نوعية في خدمة مصابي الفشل الكلوي والتخفيف من معاناتهم، مثمنا انجاز الكادر الطبي وتفانيه في تقديم الرعاية الطبية الفضلى للمرضى، وخدمتهم واجراء مختلف العمليات الجراحية لهم، وأبرزها تلك المختصة بزراعة الكلى التي يحتفل فيها المستشفى بإنجاز العملية 300 بأيد أردنية.
وأكد الهواري أن الإنجاز يحمل مفهوم العطاء ومعناه، والذي يبدأ بعطاء الطبيب الذي يداوي ويجري تداخلاته الجراحية لزراعة الأعضاء البشرية بأجسام هي في أمس الحاجة إليها، إلى عطاء الإنسان والأهل والعشيرة الذين يعظمون نعمة الحياة ويشكرون الله عليها من خلال ما يهبون به الانسانية عبر تبرعهم بأعضاء من يفقدون.
وقال إن الأيام المقبلة ستشهد وشهدت أيامنا السابقة إضافات نوعية في الخدمات الصحية المقدمة من وزارة الصحة، وستستمر في الارتقاء لتكون وزارة الصحة دائما عنصرا أساسيا ورئيسا وشريكا رافدا ومظلة تظل جميع المؤسسات الطبية في الأردن.
وأضاف وزير الصحة وهو رئيس مجلس إدارة المستشفى أن "وجودنا اليوم حقيقة هو دليل رئيسي وأساسي على خروجنا من جائحة كورونا والاستمرار بالعطاء والتركيز على رفع مستوى الخدمات في جميع مستشفياتنا ومؤسساتنا وأخص بالذكر العاملين والمستشفيات العاملة في وزارة الصحة”.
وثمن الحاج إلياس الشريف، صاحب العملية رقم 1، جهود الوزارة والمستشفى بكوادره الطبية وفريق زراعة الكلى الذي لم يوفر جهدا أو يدخر تعبا في تقديم شتى الخدمات الصحية له ولابنته التي تبرعت له بكليتها قبل وبعد الزراعة.
وأكد أنه وابنته لا يشعرون بأية مضاعفات جانبية ويتمتعان بكامل الصحة والعافية، مهيبا بمرضى زراعة الكلى اتباع جميع التعليمات والإرشادات التي تقدمها الطواقم الطبية.
بدوره، أوضح عضو فريق زراعة الكلى في المستشفى الدكتور محمد اللوزي أنه يعمل في القسم منذ 16 سنة، وشهد وشارك في عمليات زراعة الكلى منذ أول عملية ضمن فريق متكامل متفان على قدر عال من الكفاءة والمهارة العلمية والعملية، مؤكدا أن غرف العمليات في المستشفى مجهزة بالكامل لعمليات زراعة الكلى.
وأضاف أن جميع تلك العمليات -بفضل الله- تكللت بالنجاح، مشددا على متابعة المتبرع والمريض حثيثا حتى الاطمئنان على صحتهما، مهيبا بالجميع النظر للمرضى بعين العطف والرأفة، وعدم التردد في تقديم أية مساعدة لهم، ولاسيما التبرع بالأعضاء بعد الوفاة.
وفي السياق، أعرب محمد مريان والد الطفلة اخلاص التي عانت من ضمور الكليتين، وازدادت معاناتها عند عمر 10 سنوات نتيجة غسيل الكلى، عن شكره وامتنانه لجلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو الأمير رعد الذي أطلق حملة ” من بعدك حياة”؛ وسجلت في وزارة الصحة، واجرت الزراعة قبل شهر حين قرر ذوو متوفى بحادث سير التبرع بأعضائه، ومن ضمنها الكلى، التي حظيت ابنته بإحداها.
وبين أن عملية زراعة الكلى أنهت معاناة سبع سنوات لابنته؛ عندما سجلت كأول عملية نقل أعضاء بمستشفى الأمير حمزة من متوفى إلى حي، مؤكدا أن صحة ابنته في تحسن مستمر.
وفي ختام الحفل، الذي حضره ثلة من كوادر المستشفى وأعضاء فريق زراعة الكلى وعدد من المرضى المتعافين والمتبرعين وذوي المتبرعين، كرم الدكتور الهواري نادر الحوراني شقيق المرحوم ياسر الذي تبرع بأعضائه بعد الوفاة وأنهت معاناة سبعة مرضى.