لعبت الصدفة دورًا إيجابيًا كبيرًا في حياة عائلتين أمريكيتين، حيث تحول لقاء عابر في دورة مياه بمكان العمل بين زميلتين، إلى فرصة لإنقاذ حياة زوج كل منهما، بعد عمليتي نقل كلى ناجحتين، وثقه فيديو نشره مركز الرعاية الصحية للأطفال في أتلانتا بولاية جورجيا الأميركية.
ووفقًا لما نشرته شبكة «سكاي نيوز» عربية عملت سوزان إليس، وتيا ويمبوش معًا في المركز لأكثر من عقد زمني، وكانتا على علم بأن زوج كل منهما بحاجة إلى عملية زرع كلية، لكنهما لم تتعرفا على تفاصيل المشاكل الصحية في العائلتين إلا عندما التقتا في «حمّام» المؤسسة، الخريف الماضي
حوار سريع
وفي هذه اللحظات توقفتا السيدتان للسؤال عن صحة زوج كل منهما، في حوار سريع أثبت فيما بعد أنه سبب إنقاذ حياة الرجلين، فبعد بضعة أسئلة روتينة أدركت الزوجتان أن فصيلة دم ويمبوش، كانت مطابقة تمامًا لفصيلة زوج إليس، واسمه لانس، وأن فصيلة دم إليس كانت متوافقة مع فصيلة زوج تيا ويمبوش، واسمه رودني
وتقول ويمبوش: «فكرت على الفور بأنه يمكننا مساعدة بعضنا البعض ووقف معاناة عائلتين؛ لذا اتصلت برودني على الفور وكنا ملتزمين فقط بالمضي قدما ومحاولة مساعدة عائلتينا»
إنقاذ الزوجين
وذكرت شبكة «سكاي نيوز» أن معاناة رودني بدأت في أغسطس 2019م عندما شخص إصابته بالفشل الكلوي، بعد نقله في سيارة إسعاف إلى المستشفى بسبب ارتفاع ضغط الدم، ثم بدأ يخضع لعمليات غسيل الكلى الدورية، في حين تم إدراج اسمه على قائمة انتظار زراعة الكلى في ربيع عام 2020، حين كانت الولايات المتحدة في ذروة معركتها ضد جائحة (كوفيد-19)، مما أدى إلى إبطاء العملية
أما لانس، زوج إليس، فكان قد خضع لعملية زرع كلية، تبرعت بها والدته منذ عدة سنوات، لكنه أصيب بفشل كلوي حاد في أغسطس 2019، عندما رفض جسده الكلية، فجرى وضعه فورًا على جهاز غسيل الكلى
وبعد اكتشاف إمكانية إنقاذ حياة زوجيهما، خضعت سوزان إليس، وتيا ويمبوش، للاختبارات المطلوبة، وتمت الموافقة عليهما كمتبرعتين بالكلى لكل من رودني ولانس، في أكتوبر الماضي
وكانت عمليتا النقل مقررتين في ديسمبر، لكن جرى تأجيلهما عندما نـُقل لانس إلى المستشفى بسبب مضاعفات الفشل الكلوي الحاد، ثم أجألت العمليتين في يناير مرة ثانية، وبالتحديد في 19 مارس، بعد ثبوت إصابة سوزان بكوفيد-19
وفي ذلك اليوم، تبرعت ويمبوش، بكليتها للانس إليس، وتبرعت سوزان إليس، بكليتها لرودني ويمبوش في مستشفى «بيدمونت أتلانتا» بولاية جورجيا الأميركية، حيث تعمل السيدتان
حياة جديدة
وبعد عمليتي زرع ناجحتين امتدتا على مدار ساعات خلال يوم واحد، تعافى الزوجان في غرف متجاورة في طابق واحد بالمستشفى
وعن تلك اللحظات توضح ويمبوش، في حديث لشبكة «إيه بي سي» الأميركية: «لا أستطيع وصف شعوري بعد الجراحة، شعور بالأمل والفرح بمعرفة أن كليتي يمكن أن تكون جزءا من العملية التي ساعدت شخصين على التمتع بنوعية حياة أفضل، بعد رؤية ما مرا به في رحلتهما مع مرض الكلى»
ويشير لانس إليس، إنه وبمجرد نهوضه من سريره بعد الجراحة: «اصطحبتني سوزان في نزهة على الأقدام وسرنا ذهابا وإيابا في القاعات، وكان الأمر أشبه بالخروج من قصة خيالية، كما أنه بعد الاستيقاظ من العملية شعر أنك قادر على أي شيء، إنه أمر يغير الحياة»
مودة وتعاون
ومن جانبه، يعتبر رودني عائلة إليس جزءا من عائلته، ويضيف أنه يشعر بالقلق بشأن لانس أكثر مما أشعر به على نفسي، وسأكون دائما ممتنا لسوزان لما فعلتها من أجلي
ويأمل الأزواج أن تكون قصتهم تذكيرا للناس بأهمية سؤال بعضهم بعضا عن أحوالهم، سواء كانوا زملاء في العمل أو من أفراد الأسرة وحتى الغرباء
وتختتم أليس أن تجربة العائلتين والجراحة قصة جميلة انتهت بتبادل كليتين، وكان ذلك مجرد نتيجة لاطمئنان بشر عاديين عن بعضهم البعض.