ويضم الحزب الصيني الحاكم 92 مليون عضو، وعلى الرغم من ذلك فهو ليس الحزب الأكبر في العالم، بل الثاني بعد الحزب القومي الهندوسي "بهاراتيا جاناتا"، الذي يضم 180 مليون عضو. وهو حزب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي
أما لائحة أسماء أعضاء الحزب الشيوعي الصيني فغير معروفة. وقد نُشر بعضها في 2018، حين كشفت الصحافة الرسمية أن جاك ما، الملياردير الأشهر في الصين، هو عضو فيه
ويصف الخبير في شؤون الصين، جان بيار كابيستان، الحزب بأنه "أكبر جمعية سرية في العالم" وهي تتعايش بوحدة مع الدولة. ومن الصعب في ظل هذه الظروف تقييم قبضته على البلاد بمعزل عن سيطرته على الإدارة، فعدد من المباني الرسمية يضم هيئات الدولة والحزب في آن، وكثير من الموظفين رسمياً هم في الوقت نفسه أعضاء دائمون في الحزب الشيوعي الصيني
موازنة سرية
وليست لائحة أسماء الحزب الشيوعي الصيني وحدها ما لا يُنشر، ميزانيته أيضاً من الأسرار الكبرى
"الوطنية" في هونغ كونغ تعني الولاء للحزب الشيوعي
وللحزب موارده الخاصة من مساهمات أعضائه (0.5 في المئة إلى 2 في المئة من عائداتهم). في 2016 تطرقت صحيفة رسمية إلى الرقم 7.08 مليار يوان (920 مليون يورو بحسب سعر الصرف الحالي) عن إجمالي مساهمات السنة السابقة
إذا قسم هذا المبلغ على عدد الأعضاء فيكون كل شخص دفع أقل من 80 يوان (عشرة يوروهات) سنوياً
أصوله غامضة أيضاً. لكن الحزب الذي يرأس إمبراطورية مالية يدير بشكل مباشر شركات وفنادق ومصانع، كما يقول كابيستان من الجامعة المعمدانية في هونغ كونغ
أجور الكوادر
أما رواتب قادته فيلفها الغموض التام، حتى لو أن أجور كوادر الحزب متوائمة مبدئياً مع سلم رواتب موظفي الدولة. لكن عدداً منهم يملك امتيازات (مساكن وسيارة مهمة وعاملات منزليات) لا تظهر في راتبهم الأساسي
مسألة ثروة كبار مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني حساسة جداً ووسائل الإعلام الأجنبية التي جازفت بفتح هذا الموضوع عام 2012 تعرضت لعقوبة من قبل النظام
في الصين نفسها، حكم على الناشط في مكافحة الفساد شو تشي يونغ الذي دعا إلى الشفافية بشأن أصول القادة، بالسجن أربع سنوات عام 2014
اجتماعات مغلقة
الاجتماعات الكبرى العامة للحزب، مثل مؤتمره الخمسي، تنتهي بشكل منهجي بتبني قرارات بالإجماع تقريباً
لكن اجتماعات اللجنة المركزية (200 عضو) والمكتب السياسي (25 عضواً) تعقد بشكل مغلق، ويكتفي التلفزيون الوطني بنقل صوتي لخطابات الأمين العام شي جينبينغ. والمناقشات، إن حصلت، لا تُنشر ولا حتى نتائج أي تصويت محتمل
التوتر داخل هيئات الحزب قد يكون أحياناً حاداً، كما بدا في 2012 عند إقصاء بو تشيلاي النجم الصاعد للنظام منافس شي جينبينغ
خلافاً للانقسامات في الديمقراطيات الغربية، فإن "إخفاء التوترات الداخلية يتيح للحزب الشيوعي الصيني أن يظهر بواجهة من فولاذ أمام أعدائه وأعداء الصين"، كما يقول كابيستان
في الخارج، يقدر غالبية المتخصصين في تاريخ الصين بـ40 مليوناً إلى 70 مليوناً عدد الأشخاص الذين توفوا بفعل سياسة الحزب منذ وصوله إلى السلطة في 1949
رداً على أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية، لم تشأ دائرة التنظيم في الحزب الشيوعي الصيني تحديد التقييم الرسمي للحزب