صرح وزير المالية د. أمية طوقان بأن مجلس الوزراء أقر مشروع قانون الموازنة العامة في جلسته المنعقدة أمس الاول والتي سيتم تقديمها الى مجلس الأمة في الموعد الدستوري.
واشار وزير المالية الى ان معظم المؤشرات الاقتصادية تدل على ان الاقتصاد الأردني يمر حاليا بمرحلة استثناية يقتضي التعامل معها بكل حكمة ومسؤولية حيث قال ان معدلات النمو الاقتصادي قد إنخفضت، وان العجوزات المالية في الموازنة العامة للدولة وفي الحساب الجاري لميزان المدفوعات قد تزايدت، مما رفع من مستويات المديونية المحلية الاجنبية، هذا فضلا عن هبوط الاستثمارات الاجنبية المباشرة وتحويلات العاملين في الخارج والدخل السياحي.
واضاف طوقان إن مشروع قانون الموازنة العامة لعام2012 قد اخذ بعين اعتبار التطورات غير المواتية في البيئة الاقتصادية المحلية والدولية، وسيباشر بجدية تامة بعملية الاصلاح المالي من خلال تطبيق برنامج متوسط الأجل يغطي السنوات من 2012 الى 2014 .
ومن أبرز مرتكزات الاصلاح المالي التي صرح عنها طوقان قد جاءت على النحو التالي:
اولا : تخفيض العجز في الموازنة العامة قبل المنح كنسبة من الناتج المحلي الاجمالي بحوالي 3ر5 نقطة مئوية لتصل في عام2012 الى ما نسبته6ر8% اي حوالي1897 مليون دينار مقارنة بـ 1ر12% من الناتج لعام 2011 اي حوالي 2461 مليون دينار، وسيتم اجراء تخفيض اضافي على هذه النسبة لعامي 2013 و2014 لتصل الى حوالي 6ر6% مع نهاية عام 2014 .
اما بالنسبة للعجز في الموازنة بعد المنح، فقد تم تخفيضه بواقع 6ر1نقطة مئوية كنسبة من الناتج المحلي الاجمالي ليصل في عام2012 الى مانسبته 6ر4 % اي حوالي1027 مليون دينار مقارنة مع ما نسبته 2ر6 % عام2011 اي حوالي 1265 مليون دينار، وسيتم اجراء تخفيض اضافي على هذه النسبة لعامي2013 و2014 لتصل الى 5ر3 % مع نهاية عام2014 .
ثانيا :
ان تحقيق هذه التوجهات يأتي من خلال اتباع الاجراءات التالية:
1- تثبيت مستوى الانفاق الجاري لعام 2012 على نفس مستواه في عام 2011 ليصبح في حدود 5839 مليون دينار، غير ان نسبة النفقات الجارية الى الناتج المحلي الاجمالي ستهبط تدريجيا من 6ر28 % عام 2011 الى 4ر26% عام 2012 ثم الى حوالي 25 % في عام2014 ، وسيأتي ذلك من خلال ضبط النفقات التشغيلية والنفقات الأخرى للقطاع العام، كما سيأتي ذلك من خلال اصلاح نظام الدعم الخاص بالمحروقات والكهرباء والمياه ليتم توجيه هذا الدعم الى مستحقيه من الشرائح متدنية ومتوسطة الدخل.
2- تخصيص حوالي1000 مليون دينار للانفاق الرأسمالي عام 2012 مقارنة بحوالي4ر1012 مليون دينار عام 2011 ، على ان تعود هذه التخصيصات الى الارتفاع الى حوالي1216 مليون دينار عام 2014، وقد راعت هذه التخصيصات التوازن بين حاجة الاقتصاد الوطني الى النمو الذي مازال ضعيفا وبين حاجة الموازنة الى الاصلاح حتى لا يتم تمويل ذلك من خلال المزيد من المديونية.
3- استمرار تدعيم الايرادات المحلية لتصبح حوالي4940 مليون دينار عام 2012 مقارنة مع 4389 مليون دينار عام2011، لتنمو بذلك حوالي6ر12%، ومن المنتظر ان تأتي هذه الزيادة في الايرادات من خلال تطوير وتحسين اليات تحصيل الضرائب المباشرة وغير المباشرة، وتحفيز الامتثال الضريبي الطوعي لدى المكلفين، هذا الى جانب زيادة الضرائب على بعض السلع الكمالية، والغاء بعض الاعفاءات. ويذكر ان الزيادة في الضرائب لن تأتي على حساب ذوي الدخل المتدني او المتوسط، واعتمادا على ذلك سترتفع نسبة تغطية الايرادات المحلية للنفقات الجارية التي تقيس نسبة الاعتماد على الذات من 75 % عام 2011 الى6ر84% عام 2012 ثم الى حوالي92 % في عام2014. وفي ذات الاطار سيتم رفع نسبة الايرادات المحلية الى الناتج المحلي الاجمال من5ر21% عام 2011 الى3ر22% عام 2014 لتبقى في حدود هذه النسبة لعامي2013 و2014 .
ثالثا:
الحفاظ على قابلية الدين الى الاستمرار، ذلك ان مفهوم القابلية للاستمرار يقتضي اما تثبيت نسبة الدين الى الناتج المحلي الاجمالي او تخفيضها خلال الامد المتوسط ووفقا لذلك سيتم خفض نسبة اجمالي صافي الدين الى الناتج المحلي الاجمالي بحوالي نقطة مئوية واحدة كل سنة بدءا من حوالي65 % عام 2011 الى حوالي 62% عام 2014، وبالطبع سيأتي ذلك كما أفاد طوقان من خلال تخفيض حاجة الموازنة الى التمويل من خلال خفض العجز وعدم رصد اي انفاق لمشاريع راسمالية جديدة غير تلك المرتبطة بالمساعدات والمنح الخارجية. واختتم طوقان حديثه بأن تقديم الحكومة لهذه الموازنة وبالاصلاحات المالية المنتظرة يعرب عن جدية الحكومة المطلق بالمحافظة على الاستقرار الاقتصادي بشقيه المالي والنقدي وبالتعامل مع الاستحقاقات المرحلية للتطورات الاقليمية والدولية.