تنتج عائلة "ماهسول"، التي تقيم في منطقة "توسيا" بولاية قسطموني شمال تركيا، عسلًا عضويًا في خلية نحل سوداء على شكل غرفة، بالرغم من أن الأجداد قاموا ببنائها قبل 150 عاما، إلا أنها لا تزال محافظة على هيكلها، مما جعلها محطّ لفت الأنظار.
ينتج حسين ماهسول، بمساعدة ابنه عسلا عضويا في الخلية السوداء، التي تبدو للوهلة الأولى كأنها كوخ، إلا أنها ليس لها باب، فقد أنشأها الجد الأكبر لعائلة ماهسول، على شكل غرفة قبل 150 عاما، بنحت أشجار الصنوبر العريضة التي يبلغ طولها 5 أمتار.
وفي حديث لقناة TRT Haber، وصف حسين ماهسول هذه الخلية قائلا: "تم بناء هذه الخلية من أشجار الصنوبر، وهذا النوع من الخلايا غير متوفر في المنطقة، ولا توجد خلية مشابهة لها ننتج في داخلها العسل الطبيعي، ويصل ارتفاعها إلى مترين ونصف، ويمكن دخولها زحفا عبر فتحة يبلغ ارتفاعها 50 سنتيمترا، كما توجد 42 حفرة على جوانبها الأربعة، ليتمكن النحل من الدخول والخروج بكل سهولة".
من الجدير بالذكر بأن تركيا تحتل المرتبة الثانية عالميا بما تمتلك من خلايا النحل، والمرتبة الثالثة عالميا بالكمية التي تنتجها من العسل سنويا، وتعد موطنًا لـ22 سلالة نحل، وتسعى حاليا لأن تكون رائدة في الصادرات من خلال تربية سلالات النحل المحلية وتدريب النحالين.
وتعتبر أرض الأناضول من أهم مناطق تربية النحل في العالم، لما تمتاز به من مناخ ونباتات ملائمة، فهي تحتوي على آلاف الأنواع من الزهور والأشجار والأراضي الخصبة من شرقها إلى غربها.
وفي حين تحتل الصين المرتبة الأولى عالميا في عدد خلايا النحل، وتركيا الثانية عالميا بوجود 8 ملايين و100 ألف خلية نحل، أما في إنتاج النحل فهي الثالثة عالميا بعد الصين والهند، حيث تنتج 114 ألف طن نحل سنويا، كما تمتلك تركيا 22 سلالة نحل، وأهمها "غوكتشادا" و"يغيلجا" و"هاتاي" و"كيركلارلي".
وقد صرح محمد أكيجي، نائب رئيس جمعية النحالين الأتراك قائلًا: "توجد في بلادنا ثلث النباتات الموجودة في جميع أنحاء أوروبا، مما يتيح لنا فرصة كبيرة للإنتاج الوفير ذو الجودة، ويتوجب علينا استخدامها بشكل جيد، كي تنعكس هذه الإمكانيات على صادراتنا، لذلك نحتاج إلى إنتاج عسلنا وفقا للمعايير الأوروبية".
في هذا السياق، قامت جمعية النحالين الأتراك بتنظيم دورات تدريبية للمنتجين بهدف زيادة الكفاءة والجودة، لتصل إلى الهدف الجديد من تربية النحل وهو زيادة الصادرات.
كما يجري العمل على دراسات بدعم من وزارة الزراعة والغابات لتحسين سلالات النحل، وذلك بهدف زيادة صادرات العسل ومنتجات النحل.