اظهرت نتائج دراسة قامت بها شركة ابسوس للابحاث و الدراسات بانه وخلال الـ 11 شهرا الماضية «آب 2010 – تموز 2011» ان اقل من ثلث زوار المواقع الالكترونية الاردنية جاءوا من داخل الاردن بنسبة 28% فقط، مقابل 72% زوار تلك المواقع الالكترونية الاردنية من خارج الاردن. واظهرت الدراسة ان الفارق الشاسع بين عدد الزوار من خارج الاردن و عدد الزوار من داخل الاردن يعود على عدة اسباب وعوامل مجتمعة. اول وأهم هذه الاسباب هو طبيعة محتوى العديد من المواقع الالكترونية الاردنية بحيث انها تحوي مواضيع متعددة و متنوعة، اي لم تحصر زائريها بمحتوى محلي او اردني بحت، فحتى ان بعض الزوار لهذه المواقع لا يستطيعون تمييز جنسية الموقع الالكتروني او البلد الذي ينتمي اليها الموقع، فمعظم المواقع التي استقطبت زوارا من خارج الاردن هي اجتماعية، رياضة، اقتصادية، طبية، صحية او ذات طابع فن وتسلية، فتكون المواضيع والمحتويات تناسب جماهير متعددة اللغات والثقافات.
بالاضافة الى ما سبق, هناك سبب آخر يفسر النسبة المرتفعة للزوار من خارج الاردن الا وهو العدد الكبير للاردنيين المغتربين، فالاردن دولة رائدة في تصدير القوى العاملة و الخبرات الى المنطقة العربية والعالم، نتيجة لذلك هناك اعداد كبيرة من الافراد و العائلات الاردنية المغتربة تود البقاء على اتصال وعلى علم باحداث وتطورات واخبار الوطن، فلذلك يلجأون الى التردد على المواقع الالكترونية ذات محتوى اردني و موضوعات تهم الاردنيين.
بالنظر الى النتائج الاساسية نستطيع القول بان السوق الاردني لديه ميزة تنافسية في قنوات التسويق عبر الانترنت بالنظر الى الاداء المتميز للمواقع الالكترونية المحلية سواء كانت ذات محتوى اردني او دولي، فيكون الزائرون المغتربون للمواقع الاردنية ذات المحتوى الاردني مثلا هدفا لاعلانات السياحة والترفيه والاستثمار والعقارات وخدمات تحويل النقود وللخدمات الطبية.
ولنستطيع اعتبار الانترنت قناة تسويق ذات كفاءة وجودة عاليتين، لا بد ان تتوفر قاعدة بيانات ضخمة تحتوي على المعلومات الديموغرافية لجميع زوار المواقع الالكترونية، فيتم توظيف هذه القاعدة كاداة استهداف دقيقة للافراد من قبل المعلنين، ويجعل الاستثمار في الحملات الاعلانية على الانترنت أكثر فعالية.
وعند تقسيم زوار المواقع الالكترونية الاردنية من خارج الاردن حسب الاقطار العربية وغير العربية نجد ان 77.1% من زوار المواقع الالكترونية الاردنية من خارج الاردن جاؤوا من اقطار عربية وجاءت ال 22.9% المتبقية من اقطار اخرى.
واحتلت دول مجلس التعاون الخليجي بالاضافة الى اليمن المرتبة الاولى بمحصلة 36.2% من مجموع الزوار من خارج الاردن وتلاها على الترتيب التنازلي دول شمال افريقيا و قد حصلت على ما نسبته 30.4% و من ثم دول الهلال الخصيب على نسبة 10.5%.
وعلى مستوى الدول العربية احتلت السعودية المرتبة الاولى بمحصلة 24.6% من الزوار من خارج الاردن و تلاها على الترتيب التنازلي مصر ثم تونس ثم الامارات والجزائر فالمغرب وفلسطين والعراق والكويت ثم سوريا وعمان وقطر واليمن والبحرين ولبنان والسودان وليبيا وموريتانيا والصومال. ويعد هذا التنوع لمصادر زوار المواقع الالكترونية الاردنية امر يعزز من قوتها الاعلامية و فرصها الاعلانية في الاقطار العربية و العالم ككل.
ومنذ بضعة سنوات شهدت المواقع الالكترونية العربية والاردنية ازدهارا ونموا دعم البدء بتحويل نفقات المعلنين من وسائل الاعلام التقليدية الى الانترنت والمواقع الالكترونية. ولكن مازالت مواقع القطر العربي تحتاج الى الكثير من العمل والبحث والتطوير لتستطيع المنافسة على المستوى العالمي.
اهم المشاكل التي تواجه المواقع الالكترونية الاردنية تكمن في المسائل التقنية المتعلقة بآليات الاعلان المعقدة ذات الخصوصية العالية التي تتبعها المواقع العالمية الرائدة. بالاضافة الى عدم دقة قياس جودة الاداء من قبل المواقع والتي يجب ان تقاس على الأعداد (الغير مكررة) لزوار الموقع ومواصفاتهم، ونقصد بمواصفاتهم جميع التفاصيل الديموغرافية التي تتعلق بكل زائر غير مكرر، وكل هذه المعلومات تساعد القائمين على المواقع الالكترونية من معرفة قاعدة جمهورهم، ومعرفة منافسيهم وتمييز نقاط الضعف والقوة لمواقعهم ومن ثم مساعدة المعلن لتخطيط حملاته الاعلانية بطريقة أمثل عن طريق استهداف الفئات المحددة للحملات الاعلانية للشركات والمعلنين.