اخبار البلد - البحث عن منشأ الحياة في الكون زمانا ومكانا، هو من بين الشواغل البحثية لعلماء الفلك والفيزياء الفلكية الذين ما فتئوا يبحثون له عن إجابة. ووفقا لدراسة نشرتها مجلة أسترونومي آند أستروفيزيكس (Astronomy & Astrophysics)، قال علماء فلكيون إن أفضل وقت ومكان لظهور الحياة ليس الآن أو على الأرض، ولكن كان منذ أكثر من 6 مليارات سنة في المنطقة الخارجية لمجرة درب التبانة (أطراف المجرة).
وبحسب البيان الصحفي الصادر عن المعهد الوطني الإيطالي للفيزياء الفلكية (National Institute for Astrophysics) فقد شارك في هذه الدراسة أيضا علماء جامعة "إنسوبريا" (University of Insubria) الإيطالية.
أفضل مكان وزمان
درس الفريق المشترك التاريخ المبكر لمجرة درب التبانة التي تقع فيها كواكب المجموعة الشمسية، ومنها كوكب الأرض، وتأثيرات الانفجارات الكونية العنيفة مثل انفجارات أشعة غاما والمستعرات العظمى على مجرة درب التبانة وكوكب الأرض.
ووفقا لنتائج الدراسة، فقد كشف العلماء أنه منذ أكثر من 6 مليارات سنة، فإن مجرة درب التبانة التي كانت تضم عددا قليلا نسبيا من الكواكب، كانت المناطق الواقعة على مشارفها هي الأكثر أمانا لظهور الحياة.
من ناحية أخرى، تذكر الدراسة أنه بدءا من 4 مليارات سنة مضت وحتى الآن، أصبحت المناطق الوسطى من المجرة، التي تحتضن أيضا النظام الشمسي، هي أكثر الأماكن أمانا.
أفضل زمان ومكان لظهور الحياة منذ حوالي 6 مليارات سنة كان على أطراف درب التبانة (جون فولر-فليكر)
ووفقا للباحثين، فإن هذه المواقع في المكان والزمان كانت ستوفر "أفضل حماية ضد انفجارات أشعة غاما والمستعرات العظمى التي فجرت الفضاء بإشعاعات قاتلة".
حيث تطلق الانفجارات الكونية القوية -مثل انفجارات أشعة غاما والمستعرات العظمى- في الكون إشعاعات كونية هي عبارة عن كميات كبيرة من الطاقة تطير في الفضاء.
وفي هذا الصدد، يقول عالم الفلك ريكاردو سبينيلي من جامعة إنسوبريا والمعهد الوطني للفيزياء الفلكية "يُظهر عملنا أنه حتى ما قبل 6 مليارات سنة -باستثناء المناطق الطرفية من مجرة درب التبانة، والتي كان بها عدد قليل نسبيا من الكواكب- كانت الكواكب عرضة للعديد من الأحداث المتفجرة القادرة على إحداث انقراض جماعي"، ولم تكن الأرض محصنة من تلك الأحداث الكونية المتطرفة.
المستعرات والانفجارات
المُسْتَعِرُ الأعظم "سوبرنوفا" (Supernova) هو حدث فلكي يحدث خلال المراحل التطورية الأخيرة لحياة نجم ضخم، حيث يحدث انفجار نجمي هائل يقذف فيه النجم بغلافه في الفضاء عند نهاية عمره.
ويؤدي ذلك إلى تكون سحابة كروية حول النجم تكون براقة للغاية من البلازما، وسرعان ما تنتشر طاقة الانفجار في الفضاء وتتحول إلى أجسام غير مرئية في غضون أسابيع أو أشهر.
أما انفجارات أشعة غاما فهي ومضات مرتبطة بانفجارات نشطة وبعيدة للغاية في المجرات البعيدة، وهي أكثر الأحداث الكهرومغناطيسية المضيئة التي تحدث في الكون.
وبحسب ما أورده البيان الصحفي، فإنه يُعتقد أن انفجارات أشعة غاما تنطلق من النجوم المنهارة إلى نجوم نيوترونية أو ثقوب سوداء، ونعلم أنها يمكن أن تحدث عندما تندمج النجوم النيوترونية.
وحول تأثيرات الأحداث الكونية، يقول البيان الصحفي: لم تكن الأرض محصّنة أيضا من هذه الأحداث الكونية المتطرفة، حيث تدعم هذه الدراسة الفرضية القائلة إن انفجار أشعة غاما ربما تسبب في أول انقراض جماعي من أصل 5 على الأرض، وهو الانقراض الجماعي في العصر الأوردوفيشي المبكر (Early Ordovician)، والذي كان قبل عصر الديناصورات، منذ حوالي 445 مليون سنة.