ظاهرة في غزة لحى طويلة...وعقول صغيرة...وشيوخ يمارسون الابتزاز والشذوذ

ظاهرة في غزة لحى طويلة...وعقول صغيرة...وشيوخ يمارسون الابتزاز والشذوذ
أخبار البلد -  
اخبار البلد_بعض الأمور لا تحتاج لطويل مقدمات لتكون واضحة وظاهرة ومفهومة .. تماما كظاهرة اللحى الطويلة التي بات الجميع يعرف أنها ليست مؤشرا دقيقا على الصلاح والتدين والعفة.. للأسف زمن الماديات الطاغي على كل شيء فرد ظلاله واستغل الفيء فيها لخدمات شخصية ميكافليية تبرر غايتها الوسيلة دوما.. أو لربما كانت الغاية فيها فرض عين والتبرير مكروه شرعا..
 
ورغم أن الدين صار تجارة وسلعة وللأسف افتقد معناه الروحي السامي الطاهر إلا أن هذا التناقض مازال عصيا على الفهم والتقبل .. ومازال كثيرون يقعون في فخاخه كل يوم.. تماما كـ سارة صديقتي الجميلة، رغم قبح كل شيء في غزة، والتي كانت مفتاحي لسبر أغوار هذه الظاهرة.
 
أعرفها جيدا منذ سنوات طويلة .. رائعة في كل شيء.. وتفوقها في دراستها وعملها أَهَلَها للعمل في منصب مميز وحيوي في إحدى الوزارات السيادية في قطاع غزة..
 
ولا مجال لكثرة اللوم في قبولها للعمل فشدة الحال أحيانا تفرض علينا ما لا نرغبه وقت الرخاء.. وأحوال قطاع غزة في شدة متواصلة.. فضلا عن أنها كانت في بادئ الأمر ممن وصفتهم أنهم اغتروا باللحية والمسبحة التي فُرِطَ عقدها من أول تهليله..
 
 
مِسبحة الوالي
 
باختصار سارة تتعرض لمضايقات من رب عملها (الدكتور قديس الرباني) في الحكومة المؤمنة.. لم تمنعه مسبحته الخضراء.. ولا لحيته السنية الطويلة، أو الشيعية ربما، ولا لوحة اذكروا الله المعلقة خلفه من إطلاق العنان لشهوات محرمة..
 
رغم أن سارة لم تتجاوز الثامنة والعشرين وجميلة وذكية وخلوقة إلا أنها مطلقة.. ومطلقة بالنسبة لرجل مشوه فكريا - ككل أرباب العمل في مؤسسات حماس في قطاع غزة - تعني أنها لقمة سهلة مغمسة بعسل مر.. وهو ما جعله يحاول شتى الطرق لاستمالتها لتلين معه.. لم تصدق في البداية تحذيراتي من جميع تصرفاته المريبة من إغلاقه باب المكتب حال وجودها .. وادعاءاته المتكررة بوجود أخطاء في عملها ليوجد فرص متكررة لجلبها لمكتبه لنقاش ما لا يستدعي النقاش، وينتهي الأمر دوما بأسئلته الشخصية وخاصة منه لها.. ناهيك عن غزله الصريح بها حينا وسطوة غضبه حينا آخر حينما لا يجد منها تجاوبا أو تفاعلا.. (غزل صريح!!).. نعم.. السيد القديس معجب بجمال عينيها ولا يتوانى عن التعبير صراحة.. ولا يكف عن (البحلقة) المتواصلة فيها بشكل إيحائي مقزز.. جاءتني أخيرا تستشيرني في أنها 'بصدد تقديم استقالتها لأنها تشعر بالقرف والاشمئزاز لكنها تحتاج هذا العمل كثيرا.. فماذا تفعل..؟!!' ماذا تفعل يا ترى؟!!
 
 
حسبنا الله
 
لم تختلف عنها كثيرا السيدة أم علي وهي أرملة لعامل بناء كان رأس ماله أجرة يومه فقط.. وباغتهم قدر الله بسقوطه أثناء العمل فوافته المنية على الفور.. لتتوقف حياة عائلته المكونة من ستة أطفال وأمهم.. نصحها الجيران بإحدى الجمعيات الخيرية التي توفر مساعدات لمن هم في مثل حالتها.. والجميع ردد لها أن مسئول الجمعية رجل خير وصلاح وإصلاح وسيكفيها ما يكفيها وأولادها.. فعلا ذهبت وياليتها ما ذهبت!!
 
بكاؤها وانكسارها وضعفها وحاجتها لم يثير في نفسه الشفقة.. بل أثار الشبق.. وبدل أن ترى انعكاس صورة بيضاء بالألوان الطبيعية.. رأت عفريت الصورة بألوان قاتمة سوداء.. بدأ كثعلب ماهر وماكر.. لم تنتبه لمغزى أنه قام من مكتبه وناولها منديلا وجلس أمامها.. ظنته رد فعل عادي للتعاطف معها.. لكنها توجست خيفة حينما قام للمرة الثانية وجلس ملاصقا لها.. ووضع يده على كتفها بتصنع ليهدأ من روعها أو ربما ليهدئ شيئا من رغبته البهيمية.. ثوان جاوزت لمح البصر كان قد أحاطها بذراعية كاملة ولولا انتفاضها وقوتها التي منحها الله لها ليحميها من براثنه، وانزلاقه أرضا وتعثره بالكرسي وخروجها السريع وهي تردد حسبي الله ونعمالوكيل.. لكان ما كان..
 
 
نقطة ضعف
 
لكن لا تسلم الجرة كل مرة.. وليست جميع النساء بذات القوة.. ولست أدري هل ألوم ( ن. ع.) على ضعفها أم ألوم من استغلها أم أوجه اللوم لمن يعرف الله ولا يخافه.. ن. ع. هو رمز مستعار لقصة حقيقية.. مرت بنا بالصدفة أو ربما أن الله ساقها لنا قصدا.. رغم أنني مازلت لا أستوعبها لكن يتوجب عليَّ سردها كما هي..
 
عصفت ريح غير محمودة بحياة (ن. ع.) نسفت الصواريخ بيتها الجديد الذي دخلته عروسا قبل الحرب بستة أشهر.. أصيب زوجها وبترت ساقه.. وبالتالي فقد عمله.. ولأنه ليس من كوادر حركة حماس فلم يتلقى أي تعويض.. ورغم التكافل الاجتماعي إلا أن من قد يمنحهم غذاء يومهم لهو أحق منهم بمن يسعفه بطعام الغد.. الجميع يعرف أن الناس في غزة تعيش ولا أحد يعلم كيف تعيش.. معادلة مستحيلة الفهم..
 
 ورغم كل ما خسرته ن. ع. في الحرب إلا أن الله سلم جنينا دبت فيه الروح في أحشائها ليخرج إلى الدنيا محملا بِـ همّ ومحملا والدته بهم أكبر.. فالطفل لن يفهم معنى احتمال الجوع والألم والبرد.. صراخه المتواصل وعجز والده المتواصل جعلها تندفع دون شعور لكل من تعرف ومن لا تعرف لتحصل على أقل ما قد يسد الرمق..
 
 أوقعتها قدماها على أعتاب شاب متدين المظهر فهو مؤذن معروف في منطقته وحتى أنه سمى ابنه الأكبر على اسم احد الصحابة تيمنا به.. وزوجته من السيدات الفضليات الحافظات للقرآن وابتسامته البريئة أراحت نفسها وطيبت خاطرها.. وبدأ الشيخ الطيب في الإنفاق عليها ومساعدتها بجمع ما استطاع من سكان المنطقة على حد زعمه..
 
 
وسقط القناع
 
اتصل بها ذات يوم ليخبرها أنه مسافر وليس بقادر على أن يوصل لها مبلغ المال الشهري وطلب منها أن تمر على زوجته في المنزل لتأخذ ما يسره الله لها.. حدد لها يوما وزمنا محددا.. ذهبت في الموعد ليفتح الشيخ الباب لها بابتسامته ودهشتها.. سألته ألم تسافر؟!! فبرر أن إجراءات السفر تتأخر أحيانا.. أدخلها وأغلق الباب.. استغربت سكون المنزل فلا صوت لزوجته ولا لأبنائه..
 
ما أن تمكنت من تجميع الأفكار والالتفات نحوه لاستيضاح المكيدة، حتى باغتها بسقوط قناعه ورزمة من المال في يده وعبارة صريحة منه: 'أنتي مقابل هذا المال؟ إما حياة ولدك الذي يصرخ بانتظارك.. أو أن تخرجي دون عودة ودون مال.. تعجبينني جدا ومن أول لحظة وأنا أتمناكِ بين يدي وأنت متزوجة وأنا متزوج ولن يشك أحد بشيء.. لكِ مني أن أمنحك ما تريدين وأكثر مقابل وقت لطيف.. أما إن خرجتي وصرختي فلن يصدقك أحد فأن معروف بين الناس أما أنتِ فلست سوى محتالة وطماعة في المزيد ولن تزايدي عليَّ أبدا' ..
  
تلويحه بالمال أمامها في شدة حاجتها إليه وتذكيرها بنقطة ضعفها وهو ابنها جعلها تنهار أمامه وتستسلم وتفقد توازنها الروحي.. استسلمت واستلمت.. لكن إلى متى؟! قد تكون ضعيفة النفس أو غير محصنة دينيا.. قد تكون منحرفة أصلا.. لكن أين دينه وخلقه هو؟! أين حفاظه عليها وعلى بنات المسلمين.. أي آذان يقيمه بعدها وأي صلاة قد تكفيه من غضب رب العالمين.. وفي النهاية نستغرب لماذا يعذب الله غزة!..
 
لم يختلف فعل هذا المؤذن عن فعل إمام مسجد متزوج من اثنتين وله من الأولاد عشرة ويراود جارته المطلقة عن نفسها .. والتي لم ينقذها منه سوى أهل حيها الذين أوسعوه ضربا في حادثة معروفة حدثت من أشهر جنوب قطاع غزة..
 
من الحب ما قتل
 
وتتكرر الأحداث بصيغ مختلفة في كل زاوية من الزوايا.. فـ ناهد التي تدرس في الجامعة الإسلامية في غزة أخبرتنا: 'تفاجأت العام الماضي بعد انتهاء الامتحانات أنني قد رسبت في أحدى المواد.. لم أصدق في البداية وتوقعت أن الأمر لم يتعدى خللا إلكترونيا.. فهذه المادة تحديدا من أحب المواد على قلبي وأنا الأكثر تميزا في النقاش والتحليل فيها بشهادة أستاذ المادة وبشهادة زميلاتي.. حتى أنني كنت دائما ما أوضح لزميلاتي النقاط غير الواضحة فيها.. وبالتالي رسوبي فيها أمر غير منطقي'..
 
 
لكن الصدمة الحقيقية والأمر غير المنطقي لم يكن من علامة الرسوب.. بل كان رد أستاذها.. تكمل ناهد القصة وهي تضحك بسخرية ممزوجة شيء من لؤم: 'عندما ذهبت لأستاذ المادة لمراجعته في مكتبه تفاجأت به يستقبلني باهتمام مبالغ به وطلب من الجلوس وقال إنه كان يتوقع قدومي منذ يومين لمراجعته.. كان رده قد اختصر عليّ مقدمة الحديث.. لكن باقي كلامه أوقف لساني على النطق حينها'.. سألتها باهتمام: 'ماذا قال لكِ؟'.. 'لن تصدقي أقسم بالله لن تصدقي لأنني أيضا لست أصدق'.. أجابت ناهد.
 
وتضيف: 'الأستاذ الوقور ذو اللحية الرمادية الذي يربط كل معلومة من المادة بمنهج إسلامي أبرقني برد صاعق بالنسبة لي على الأقل حينها'.. نهرتها أن كفاكِ تشويقا واحكي لي ماذا حصل؟!.. عاودت الابتسام من جديد وقالت: 'ليس تشويقا، رده باختصار أنه قال لي أنه راجع ورقتي مرارا ووجد أنني أستحق على إجابتي علامة 80 لكن بصراحة – والكلام له هنا - إنني أحبك جدا وأرغب أن تعيدي المادة مره أخرى معي وأعدك أن أضع لك علامة 90.. لكنك إن نجحت في هذه المادة لن أراكِ مجددا'.. بعد تنهيدة قصيرة استطردت بقولها: 'ما فعلته حينها أنني انسحبت من مكتبه فورا لأنني بصراحة خفت.. وسجلت المادة هذا العام مع أستاذ آخر.. وأحاول طوال الوقت تجنب الالتقاء به لأن شيئا بداخلي يشعر بالقلق.. ولا يمكنني الشكوى لأن بالطبع أحدا لن يصدق وأخشى أن يضرني في دراستي..
 
للأسف الأمر ليس قاصرا على هذه النماذج التي ذكرنا.. ولأصحاب العقول محدودة الأفق الذين يظنون أن الأمر هكذا وفقط.. أنبههم أن الظاهرة أوسع من حالاتنا هذه.. وما أوردناه ليس سوى غيض من فيض.. عل بعض العقول تستيقظ وبعد الضمائر تصحو.. ولعل عصابات الشرطة التي تتصرف بمبدأ حاميها حراميها وأفرادها الواقفون على شتى المفارق يكفون قليلا عن إلقاء التعليقات المراهقة أمام كل فتاة تمر من أمامهم.. ويهرعون بصدق لحماية النساء من أصحاب اللحى الطويلة والعقول الصغيرة..
شريط الأخبار الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة جنديين بانفجار عبوة ناسفة جنوبي غزة الأردن يدين مصادقة الحكومة الإسرائيلية على إقامة 19 مستوطنة غير شرعية في الضفة نقابة الصحفيين تدعو المؤسسات الإعلامية لإنهاء التسويات المالية المطلوبة قبل نهاية العام الأمن العام: وفاة جديدة لشاب في عمّان جرّاء الاختناق بسبب مدفأة... والتحفظ على على 5 آلاف مدفأة وزارة الاقتصاد الرقمي: براءة الذمة المالية أصبحت إلكترونية في عدة بلديات هل تعود الاجواء الماطرة على الأردن ؟ - تفاصيل شركس: "المركزي الأردني" استطاع ان يزيد احتياطياته لـ أكثر من 24.6 مليار دولار حريق حافلة شركة العقبة للنقل والخدمات اللوجستية.. اذا عرف السبب بطل العجب ! الشموسة تثير الجدل وتحذير أمني عاجل بعد حوادث مميته زخة شهب "التوأميات" تضيء سماء الوطن العربي الضمان الاجتماعي: الدراسة الاكتوارية تؤكد متانة الوضع المالي واستقراره الأمن العام: ندعو كل من يمتلك مدفأة من المتعارف عليها باسم الشموسة وبكافة أنواعها بإيقاف استخدامها بمشاركة مدراء مستشفيات وخبراء ..جامعة العلوم التطبيقية بالتعاون مع مستشفى ابن الهيثم يقيمان ندوة هامة عن السياحة العلاجية 4 ملاحظات خطيرة تتعلق بديوان المحاسبة امام دولة الرئيس علي السنيد يكتب: كبار الشخصيات العامة يفشلون المبادرات الرسمية مصادر: أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن الملكة: أمنياتنا لكم بعام جديد يحمل السلام وتمتد فيه أغصان الأمل بين الأجيال الأردنية الفرنسية للتأمين تعقد إجتماعها العمومي العادي وتصادق على بياناتها 1.237 مليار دينار صادرات تجارة عمان خلال 11 شهرا تقرير نقابة ملاحة الأردن الحادي عشر.. نمو واضح ومؤشرات إيجابية عززت مكانة ميناء العقبة