قدمت قناة عربي بوست ومن خلال برنامج " ميزان " الذي تعده وتقدمه المحامية رندا غزالة حلقة خاصة بمطالب المحامين المتدربين ،فقد قام مجموعة من المتدربين بتنفيذ اعتصمام مفتوح في النقابات لغاية النظر في أمورهم وتحسين أوضاعهم .

بدأت الحلقة التي بثت يوم الجمعة الفائت بأبيات شعرية  مأخوذة من كتيب " في صميم المحاماة " للمحامي الأستاذ جمال مدغمش :

أتنساني وقد طال انتظاري            هداك الله أستاذي وجاري

  أئن هبت رياحي قلت مهلا           وان هبت رياحك لا تبالي

سويعات انتظاري مثل جمر          وفكري شارد وسط البراري

ومعذرة اذا جردت سيفا               فسيف الحق عندي لا يماري

ولكن قل ، وبالأيمان احلف          اذا ما الخلف مني هل تداري

وحق الله جافيت نصحــي              هجرت الناس والدنيا داري

نصرت الحق والمظلوم دوما        فهبني  منهم واحفظ ذماري

بهذه الأبيات الشعرية عاتب المحامي المتدرب أستاذه الذي يشرف على تدريبه واعداده ليكون فارسا من فرسان الحق والعدالة .

بدأ المحامون المتدربون بتنفيذ اعتصمام مفتوح بقصد تلبية مطالبهم والنظر إلى أحوالهم التي وصفها البعض بالسيئة وغير العادلة وقد استضافت المحامية رندا غزالة في برنامجها ميزان أربعة من المحامين المتدربين وهم عماد الدويري ، رجائي شعت ، أنس الزعبي ، عبد الكريم زيد  وكذلك كان عضو مجلس نقابة المحامين الاستاذ يحيى أبو عبود في مداخلة هاتفية كما تلقى البرنامج بعض الاتصالات والمداخلات التي تشكي حال المتدربين .

يعاني المحامين المتدربين على حد قولهم وقول بعض من الهيئة العامة من مشاكل أهمها التضييق المالي على المحامي المتدرب وارتفاع كلفة الرسوم التي قد تصل في بعض الأحيان إلى مبلغ يزيد عن المبلغ الذي يدفعه المحامي الاستاذ ! فعندما ينهي الطالب دراسته في كلية الحقوق ويلتحق بنقابة المحامين يحتاج إلى دفع رسوم معينة تصل إلى ما يقارب ال 420 دينار ليبدأ بمباشرة أعمال التدريب المجانية !

وبمجرد تسجيله في سجل المحامين المتدربين فإنه يكون غير مشمول بمظلة التأمين الصحي إلا بعد مرور ستة أشهر من تاريخ قيده في سجلات المحامين المتدربين!!

وفي هذا يقول البعض أن هذا اجراء متبع لدى معظم شركات التأمين الصحي لغايات الاطئمنان من أن المؤمن عليه لا يحمل أمراضا بسببها هرع إلى التأمين وفي هذا نتساءل ألا يكفي الكشف الطبي المسبق على المؤمن عليه لكشف الأمراض  وخبائث العلات  عفانا الله واياكم !!!

مما يجدر بالذكر أن أزواج  المحامين الاساتذة وأبناءهم لا يشملهم أيضا  التأمين إلا بعد مضي فترة الستة اشهر من تسجيل الزوجة أو الطفل الجديد هنا أيضا يطرح  ذات التساؤل  ألا يكفي الكشف الصحي قبل توقيع عقد التأمين ما هي علة الستة اشهر ؟

القشة التي قصمت ظهر البعير

بعض المحامين قالوا أن سبب الاعتصمام هو نسبة النجاج المتدنية جدا في الامتحان التحريري الذي تعقده نقابة المحامين كل ستة أشهر والنجاح في هذا الامتحان يعتبر متطلب أساسي لاستكمال الامتحان الشفهي كمان ان علامة النجاح هي 15 من 25 وليست النصف لاعتبارات لا نعرفها تحديداً ، كما انتقد المحامون الفترة الطويلة بين عقد الامتحانات ففترة الستة شهور فترة طويلة ومرهقة ، وتحتسب من مدة التأخير الذي يدفع عنها المحامي المتدرب غرامات تأخير عندما ينهي فترة تدريبه ومن المعروف أن المتدرب المتأخر عن الانتقال من سجل المحامين المتدربين إلى الأساتذة يمنح سنة واحد سماح ولكنه يدفع غرامات تأخير من وقت تخرجه من الجامعة وفي هذا مساس في حق مكتسب ألا وهو السنة التي تمنحه اياه نقابة المحامين كفترة سماح !

مهما يكن من أمر قد يبدو أن السبب المباشر في الاعتصمام هو الامتحان ورسوب عدد كبير ما يقارب أربعمائة شخص من أصل ستمائة متدرب تقريبا ..ولكن في حقيقة الأمر أن هذا السبب قد يكون سببا مباشرا ولكن مشكلة التدريب ليست بامتحان فمشاكل المتدربين تجاوزت اعادة التصحيح أو جمع العلامات الأمر الذي رفضه مجلس النقابة وهو من القرارات غير قابل للطعن أيضا !!

كما شكا أيضا المتدربون عدم  محاضرات تأهل المحامي لخوض الامتحان ، وفي هذا الشأن يقول البعض من المحامين أن هنالك بعض من المتدربين لا يمارسون التدريب فعليا بل يكتفون بالتسجيل في سجلات النقابة ولا يمارسون التدريب الفعلي في المحاكم ، وهذا قد يكون صحيحا ووارداً ولكن الحل لهذه المسألة هو تفعيل دور النقابة في متابعة المتدرب فقد أوجب قانون نقابة المحامين على الاستاذ المحامي المشرف على تدريب المتدرب أن يقدم تقريرا لمجلس النقابة كل ستة أشهر عن سير العملية التدريبية ومدى التزام المحامي المتدرب بالحضور والقيام بأعمال التدريب .

أما عن علاقة المحامي المتدرب بأستاذه فهذه قصة أخرى ، فهناك من المحامين الأساتذة من يحسن الاشراف على تدريب محامي المستقبل ويحسن معاملته ويزوده بمصاريف ونفقات التنقل ومسلتزمات العمل والبعض الأخر للأسف يبخل على على متدربه بالمعلومة بل ينسى بأن ثمة تكاليف قد دفعت أو يقول للمتدرب " ادفع وبعدين بحاسبك " مما يضع المتدرب في حرج !!

مطالب أكثر

يطالب المحامين المتدربين أن يكون لهم تمثيل حقيقي داخل جسم النقابة ويطالبوا بأن يتم تخفيف الرسوم عليهم علما بأنه لا يجوز للمحامي المتدرب أن يعمل عملا اضافيا ً غير المحاماة وإلا تعرض للمساءلة القانونية وعلة هذا أن يتفرغ المحامي المتدرب لتدريبة ولاتمام شرائطه على أتم وجه وهذا كلام مقبول ولكن ما هو مصدر دخل المحامي المتدرب الذي من خلاله يستطيع ان يدفع الرسوم السنوية ورسوم الانتقال إلى سجل المحامين الاساتذة بعد استفياء شروط التدريب ، كما انتقد المحامين المتدربين مسألة خضوع المحامي المتدرب الذي يسجل في شهر آب ويباشر التدريب في شهر أيلول لذات الرسوم التي يدفعها زميله الذي سجل في دورة شهر شباط وباشر التدريب في شهر آذار فالفترة قصيرة بين شهر أيلول وشهر كانون ثاني الموعد الرسمي للرسوم السنوية !

مصدر دخل

يطالب المحامون المتدربون ويؤيدهم جزء من المحامين  الأساتذة بأن مطالبهم شرعية ، وأنه يجب ان يكون هناك مصدر دخل للمحامي المتدرب منصوص عليه بنص قانوني ، كما يطالب المحامون المتدربون بأن يسمح لهم بالترافع في بعض القضايا التي يجيز القانون الترافع فيها للمواطن العادي الذي لا يحمل شهادة بالقانون وربما يكون أميا ، فمن باب أولى اذا كان القانون يسمح لهؤلاء المواطنين عدم توكيل محامين والترافع عن أنفسهم أمام المحاكم فلماذا لا يسمح للمحامي المتدرب الترافع عن هؤلاء مما يوفر له مصدر دخل ، كما اقترح المحامون ان يكون هنك جزء من مخصصات الوكالة تخصص لرفد صندق يسمي بــ" صندوق المحامي المتدرب " يساهم في تخفيف الرسوم عليهم ودفع ثمن الاجندة على الأقل التي يدفع ثمنها ثلاث دنانير !

من يملك الأكثر يملك الأقل

وفي هذا انتقد المحامون المتدربون عدم السماح لهم بالتصويت في انتخابات مجلس النقابة واختيار نقيبهم والاعضاء العشرة للمجلس ،وفي هذا قالوا ان من يملك حق الاقتراع في انتخابات مجلس النواب والبلديات يجب أن يملك الحق في اختيار اعضاء ونقيب المحامين ..

هموم عده هي هموم المحامين المتدربين ولا أخفي عليكم فإن المحامين الأساتذة لديهم هموم أيضا ،ولكن نتمنى أن نباشر سوية بالتوصل إلى حلول توافقية ومراضية وذلك لا يتم إلا بتعاون الزملاء اعضاء المجلس ورئيس المجلس الأستاذ مازن ارشيدات نقيب المحامين وكذلك تعاون أعضاء الهيئة العامة والمتدربين ...