خاص- أخبار البلد- ما الذي يريده اسلاميو الأردن في حراكهم الزخم الذي حمل صفة الاستمرارية في معرض ما يشهده الشارع الاردني من حراك احتجاجي، تبنته الحركة الاسلامية ممثلة بحزب جبهة العمل الاسلامي وجماعة الاخوان المسلمين، بصورة تحريضية باتت تؤرق مراقبو المشهد السياسي الاردني، والذين إتفقوا فيما اتفقوا عليه من ان الاسلاميين مصرون بطريقة أو بأخرى بأن تلتحق الأردن بموكب الثورات العربية المعاصرة التي أطاحت بأنظمتها وخلفت الخراب والدمار لدولها !!
فمن خلال حراك احتجاجي لما يعرف بمسيرات يوم الغضب التي نفذها الاسلاميون منذ أكثر من عام انطلاقا من المسجد الحسيني الكبير وسط العاصمة عمان، إلى حراك شمل كافة محافظات المملكة، جهد الإسلاميون على تحريض ابناء الشارع الاردني بصورة اعتباطية استغلالية، عملوا خلالها على إقحام الاردنيين في خلافاتهم كمعارضة مع الحكومة والدولة الأردنية، ومحاولاتهم بذات الصدد الضرب على وتر الدين لتحصيل مغانمهم ومكاسبهم السياسية بعيدا تماما عن اي مصلحة وطنية حقيقية ، بل ووصل بهم الحال إلى رفع حدة خطابهم والدعوة إلى حالة العصيان المدني والإعتصامات المفتوحة ، مع تهميشها للاثار السلبية المترتبة على هذا التحريض الذي قد يطيح بالبلاد إلى هاوية لا تحمد عقباها !
مؤخرا ، وخلال فجر صلاة عيد الله، عيد الاضحى ، وخلال تجمع الالاف من المصلين من اهالي محافظة الزرقاء، وقبل أن يطلق المصلون تكبيرات العيد، استمات خطيب صلاة العيد على التحريض ضد النظام السوري، مطالبا باستباحة دمه ودحره عن الحكم ، الامر الذي أثار حنق المصلين الذين احتشدوا على ارض الملعب البلدي في المدينة، والذين امتلأت قلوبهم بروحانية شفيفة وهم يدلفون اول أيام عيدهم ، ليجدون أنفسهم أمام حالة شبيهة بالحرب وقد وقف الخطيب متحدثا عن الدماء والقتل والإطاحة برأس الحكم !
ولم يتوقف الاسلاميون إزاء الشارع الاردني بدخولهم الحالة الاحتجاجية ومحاولتهم المكشوفة في استخدام الدين مطية لمآربهم الشخصية، بل تحولوا الى المشهد العربي أيضا في حراك أثار علامات الاستفهام، وقد تبنوا صوت الجماهير العربية على الارض الاردنية، وكأن الأردن المنبر الوحيد والشرعي لمطالب الشعوب العربية، حيث تمترس الاسلاميون من قلب عاصمتنا عمان في مواقفهم تجاه دعم ثورة الاشقاء المصريين، وليتحولوا لاحقا لدعم ثورة الاشقاء الليبيين، ومنها الى دعم ثورة الأشقاء اليمنيين والسوريين بذات الوقت، مع ما تبع ذلك من كواليس غير معلنة المضامين من لقاءات سرية وأخرى مبطنة لجهات وشخوص خارجية هدفها خدمة المشروع الامريكي في المنطقة العربية، ذلك المشروع الذي لم يجد حليفا له كما هم عليه الاسلاميين في الاردن !!
وبعيدا عن المشروع الوطني الاردني الاصلاحي، حشدت الحركة الاسلامية جهودها وتواجدها السياسي في قناة التحريض المباشر ضد سوريا ونظامها ، حيث تمركزت بعض رموزها مثل سالم الفلاحات المراقب السابق لجماعة الاخوان المسلمين، وعلي ابو السكر رئيس مجلس شورى حزب جبهة العمل الاسلامي، في تنفيذ الاعتصامات امام مقر السفارة السورية في عمان، مطالبين باغلاقها وطرد السفير السوري من الاردن، مع ما رافق ذلك من ضغط الاسلاميين على الحكومة الاردنية من الاعتراف بالمجلس السوري الانتقالي، منصبين أنفسهم الدولة وأصحاب القرار دون منازع .
وفي ذات السياق، ومع ما تشهده الحالة الاردنية من ضرورة دفع عجلة الاصلاح، والوقوف على مآزق البلاد وضرورة التنسيق والالتفاف مع مؤسسات الدولة وحكومتها، للخروج من مآزق الوطن الاقتصادية على سبيل المثال، لم نشهد الحراك المستميت ذاته الذي تبنته الحركة الاسلامية كما فعلت مع حالة الثورات العربية، فسقوط الانظمة العربية عن عروشها بالنسبة لإسلاميي الأردن يفوق اهتمامها بشأننا الوطني الأردني، الأمر الذي يدعونا للتساؤل حول "أردنية" وهوية شخوص اسلاميي الأردن، وهل اقتصرت أردنيتهم على حمل الرقم الوطني، وليس حمل الهم الوطني، الذي استبدلوه بحمل الهم الثوري للمشروع الامريكي بالمنطقة العربية، ويحاولون زج الأردن بفتيل الثورات الراهنة سواء كانوا يدرون أو لا يدرون وتلك مصيبة أعظم !!