عانق نشامى المنتخب الوطني لكرة القدم التاريخ ليلة أمس عندما اكدوا جدارتهم بالانضمام الى نخبة المنتخبات القارية المتأهلة الى الدور الحاسم لتصفيات كأس العالم إثر الانتصار المستحق الذي سطروه على حساب منتخب سنغافورة وبهدفين نظيفين في المجريات التي احتضنها ستاد عمان الدولي بحضور جماهيري غفير تقدمهم سمو الامير علي بن الحسين نائب جلالة الملك نائب رئيس الاتحاد الدولي ورئيس الاتحادين الاردني وغرب آسيا.
وحظيت المباراة بمتابعة رئيس الوزراء عون الخصاونة ورئيس مجلس الاعيان طاهر المصري ورئيس مجلس النواب عبدالكريم الدغمي ووزير الشباب والرياضة محمد نوح القضاة.
النشامى انضموا الى كوكبة الفرق المخضرمة للتنافس على اربعة مقاعد ونصف المقعد في الدور الحاسم، والذي ستتوزع فيها المنتخبات المشاركة على مجموعتين، بحيث تضم كل مجموعة خمس منتخبات يتأهل اول كل مجموعة الى نهائيات البرازيل (2014) على أن يلعب وصيفا المجموعتين دور واحداً من مواجهتين ذهاباً واياباً لحسم هوية المتأهل الثالث، في حين سيذهب المنتخب الخاسر من هذا الدور ليخوض لقاءين آخرين مع خامس قارة امريكا الجنوبية لحسم بطاقة الملحق.
وتصدر المنتخب الوطني بهذا الفوز سلم ترتيب المجموعة الآسيوية الأولى برصيد (12) نقطة من اربعة انتصارات مستحقة آخرها أمس على منتخب سنغافورة، فيما سبق له الفوز في مرحلة ذهاب هذا الدور على العراق بهدفين نظيفين والصين بهدفين لهدف وسنغافورة بثلاثية نظيفة.
واحتل المنتخب العراقي المركز الثاني برصيد (9) نقاط بعدما اجتاز الصين بهدف نظيف في الدوحة أمس، ليحتل المنتخب الأخير المركز الثالث برصيد (3) نقاط، وباتت بحاجة الى معجزة لبلوغ الدور الحاسم اما سنغافورة فظلت حبيسة المركز الاخير بلا نقاط.
وينتظر أن يخضع المنتخب للراحة اليوم على ان يعاود التدريبات يوم غد الاحد تأهباً لمواجهة العراق المقررة مساء الثلاثاء على ستاد عمان الدولي في الجولة الخامسة من عمر هذا الدور للتصفيات.
المباراة في سطور
ـ طرفا المواجهة : المنتخب الوطني لكرة القدم ونظيره منتخب سنغافورة.
ـ المناسبة : لقاء الجولة الرابعة من عمر الدور الثالث (دور المجموعات) للتصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس العالم.
ـ المكان : ستاد عمان الدولي.
ـ الزمان : 11-11-2011
ـ النتيجة : فوز المنتخب الوطني (2-صفر).
ـ الاهداف : سجل للمنتخب الوطني احمد هايل د.(15)، عامر ذيب د.(64).
ـ الحكام : طاقم استرالي مكون من حكم الساحة بنجامين وليامز ومساعديه ماثيو كريم وهاكان اناز، والحكم الرابع التركماني تشاريمورات قربانوف، راقب الحكام فيكتور كولباكوف من قرغيزستان وراقب المباراة البحريني عبدالرزاق كمال.
ـ مثل المنتخب الوطني : عامر شفيع، بشار بني ياسين، باسم فتحي، خليل بني عطية، حاتم عقل، بهاء عبدالرحمن، شادي ابوهشهش، حسن عبدالفتاح، عبدالله ذيب (انس حجي)، عامر ذيب واحمد هايل (حمزة الدردور).
ـ مثل منتخب سنغافورة : لويس ليونيل، شايفول، جوم آت جانتان (سيفكي بن شعبان)، اسماعيل يونس، نوح رحمان، الكساندر ديرك (فيرداس ايدروس)، فازرول ناواز، دانيال بينيت، شاي جايواي، مصطفيك فاهرودين (محمد رحيم)، شاهريل اسحق.
هدف (هايل)
بادر المنتخب الوطني الى نسج حراك فني عقلاني بعيداً عن المغامرات الهجومية، بحثاً عن انجع السبل لمواجهة لاعبي سنغافورة الذين بادروا الى طرح انماط دفاعية ضاغطة تمثلت في رصد مفاتيح لعب النشامى في محاولة لإحتواء أية نزعات هجومية مبكرة.
المدير الفني للمنتخب الوطني عدنان حمد لم يحدث تعديلات جذرية على طريقة اللعب التي يضطلع بها المنتخب عادة، إذ دفع ببشار بني ياسين وحاتم عقل في قلب المنطقة الدفاعية ليستقر كل من باسم فتحي وخليل بني عطية على طرفي الميدان ليتقدم هذه الكوكبة ثنائي الارتكاز شادي ابوهشهش وبهاء عبدالرحمن بهدف إسناد عمليات البناء الهجومي في وسط الميدان والتي قادها اللاعب المحوري حسن عبدالفتاح الى جانب عبدالله ذيب وعامر ذيب من الاطراف لدعم المهاجم احمد هايل.
على الطرف الآخر كان منتخب سنغافورة يرتدي ثوباً دفاعياً في البداية، لكن سرعان ما تحرر منه عندما لعب بأسلوب كلاسيكي اعتمد على اربعة اسماء في الخط الخلفي تمثلت في جوم آرت واسماعيل يونس ودانيال بينيت وسايفول، فيما تقدم نوح رحمان في موقع لاعب الارتكاز لتضم منطقة الوسط اللاعبين شادي جايواي ومصطفيك فاهرودين وشاهريل اسحق وفازرول ناواز ليتقدم هذه الكوكبة الكساندر ديريك كمهاجم وحيد ظل بعيداً عن أي تمويل يذكر في ظل حالة التفوق التي صاغها المنتخب الوطني بعد ذلك وانجلت عن عدة فرص خطرة.
فرص المنتخب الوطني جاءت في سياق سيطرته الميدانية الواضحة على المجريات، إذ تقدم باسم فتحي لتنفيذ ركلة ثابتة طالت على رأس حسن عبدالفتاح قبل أن يبعدها احد المدافعين لحساب ركنية، فيما بذل عامر مجهوداً وافراً لإيجاد مساحات واسعة للمناورة امام المرمى لكنه ظل حبيس الرقابة الدفاعية التي فرضها دفاع سنغافورة، وهو الذي لم يمنعه من استغلال كرة مرفوعة من باسم ليمررها بدوره الى حسن الذي عكسها برأسه فوق المرمى.
وجاءت الدقيقة (15) لتعلن عن تقدم المنتخب الوطني بهدف ملعوب حمل امضاء احمد هايل الذي بذل مجهودا فرديا وافرا تمثل بتجاوز لاعبي سنغافورة ليسدد كرة زاحفة استقرت يمين الحارس، ليشعل الهدف المدرجات ويؤكد على حالة السيطرة التي بسطها النشامى.
واصل المنتخب الوطني مساعيه الهجومية الواضحة، إذ تتالت الاختراقات بخاصة من الجهة اليمنى التي استقر فيها كل من خليل بني عطية وعامر ذيب، فيما كان حسن عبدالفتاح يهدر أكثر من فرصة لاحت له للتسجيل في ظل ضغط دفاعي واضح من المنتخب الضيف، وتمثلت اخطر الفرص في عرضية عامر ذيب التي كادت أن تصل هايل المتحفز امام المرمى لكن الدفاع خلصها بصعوبة، تبع ذلك جملة هجومية من حسن الذي مرر لعامر ليرفع الكرة بدوره الى عبدالله فكان أن عكسها رأسية مضت بجوار القائم الايمن.
هذا الحراك المكثف من قبل المنتخب الوطني جاء في ظل غياب واضح للاعبي سنغافورة الذين كبلت اقدامهم حتى باتت مساعيهم تنحصر في احتواء النزعات الهجومية الاردنية فقط، إذ كانت محاولات مصطفيك وشاهريل اسحق وفازرول وشادي عادة ما تنتهي في نصف ملعب المنتخب الوطني الذي لاحت له فرصة لا تعوض عندما مرر حسن الى هايل داخل المنطقة ليسددها الاخير بطريقة اكروباتية لكن الحارس ابعدها بصعوبة، تبعه عبدالله ذيب بتسديدتين الاولى بعيدة المدى علت العارضة بقليل، والثانية مرت بجوار القائم الايمن للحارس.
الى الدور الحاسم
حافظ المنتخب الوطني على وقعه الهجومي في الحصة الثانية، في حين لم يطرأ أي تعديل جذري على عمليات البناء الهجومي لديه والتي انجلت عن تسديدة لابوهشهش من الجهة اليسرى مضت الى خارج الملعب، فيما لم تجد محاولات حسن عبدالفتاح نفعاً امام الجدار الدفاعي المتين لمنتخب سنغافورة ليعقب ذلك الغاء الحكم هدفاً مباغتاً لمنتخب سنغافورة من رأسية شاي جايواي بداعي التسلل.
حاول المنتخب الوطني احتواء مساعي الضيوف الرامية الى احداث تغيير جذري على واقع منطقة الوسط التي دانت السيطرة فيها طوال الوقت للنشامى، لكن هذه المحاولات لم تمنع لاعبي سنغافورة من خلق مساحات لا بأس بها للمناورة، فكان الرد من عامر ذيب عندما وضعته تمريرة طويلة من حسن عبدالفتاح في مواجهة المرمى ليضع الكرة على يمين الحارس هدف المنتخب الوطني الثاني د.(64).
الهدف عاد بالمباراة الى النقطة التي كان فيها النشامى هم اصحاب الكلمة الاولى والاخيرة، إذ امتدوا بعده داخل نصف ملعب الضيوف ليهددوا المرمى بعديد الكرات الخطرة التي عانى الدفاع والحارس طويلاً لدرئها، مما دفع المدير الفني لسنغافورة الى اجراء تبديلين متتاليين الاول تمثل بدخول فيرداس ايدروس بدلاً من الكساندر ديرك وسيفكي بن شعبان بدلاً من جوم آت جانتان، وذلك بهدف انعاش العاب الفريق في وسط الميدان.
ولغايات كسر الجمود الهجومي الذي طرأ على ألعاب المنتخب الوطني عمد المدير الفني عدنان حمد الى الدفع بورقة انس حجي بدلاً من عبدالله ذيب ليستقر البديل في الرواق الايسر، ليعقب التبديل مباشرة محاولة احمد هايل تكرار سيناريو الهدف الاول عندما توغل ليتجاوز الدفاع بطريقة بارعة لكن تسديدته مضت فوق المرمى، فيما كان حسن على موعد مع فرصة أخطر عندما واجه الحارس ليسدد كرة زاحفة ارتدت من القائم الايمن، قبل أن يحرز هدفاً ألغاه الحكم بداعي التسلل.
تتالت الهجمات الاردنية الخطرة على المرمى ونجح حسن في صناعة فرصة خطرة عندما وضع بتمريرة ذكية خليل بني عطية في مواجهة المرمى لكن الكرة طالت عليه ليعقب ذلك دخول حمزة الدردور بدلاً من احمد هايل بهدف مواصلة الضغط الهجومي على مرمى المنتخب الضيف الذي انهى تبديلاته بإدخال محمد رحيم بدلاً من مصطفيك فاهرودين.
الدقائق المتبقية من عمر المباراة لم تشهد اي جديد، المنتخب الوطني في المقدمة بهدفين نظيفين هو الانتصار الرابع له في هذا الدور ودون أي تعادل او خسارة ليبلغ بذلك الدور الحاسم للتصفيات المؤهلة الى مونديال البرازيل في انجاز تاريخي وغير مسبوق لكرة القدم الاردنية.
الأمير علي يلتقي منتخب الشباب.
التقى الأمير علي بن الحسين بمنتخب الشباب قبيل انطلاق مباراة المنتخب الوطني وسنغافورة أمس.
سموه تحدث إلى أعضاء المنتخب مباركاً لهم الإنجاز الذي تحقق والمتمثل بالتأهل إلى بطولة كأس اَسيا بعد اجتياز التصفيات التي استضافتها قطر مؤخراً.
وأثنى سموه على أداء اللاعبين في التصفيات، مشيراً إلى أن المنتخب قدم خلال مبارياته عروضاً قوية ليتأهل عن جدارة إلى النهائيات.
وأكد الأمير علي خلال حديثه أن الاتحاد سيوفر كل أشكال الدعم لمنتخب الشباب في الفترة المقبلة.
لقطات
- دخل نجوم المنتخب الوطني أرضية الملعب للإحماء حوالي الساعة (5:15) وسط تشجيع حار من قبل الجماهير، وكان حراس المرمى الثلاثة عامر شفيع ولؤي العمايرة وفراس صالح أول من دخل أرضية الملعب.
تبع ذلك بـ(5) دقائق دخول المنتخب السنغافوري إلى أرضية الملعب.
- وقف المنتخبان دقيقة صمت قبل انطلاق المباراة على روح المحاضرة الدولية ومقيمة الحكام رحاب عبيدات والمشجع الوطني يوسف أبو غالية.
- ترتيبات أنيقة شهدتها المنصة الرسمية في ستاد عمان الدولي من حيث الدخول والخروج وأماكن جلوس كبار الحضور.
- الشاشة الإلكترونية داخل الاستاد نقلت المباراة، وتخلل العرض عدة لقطات للجهات الراعية لمسيرة اتحاد كرة القدم للتعريف بها أمام الجمهور.
- جمهور المنتخب الوطني تغنى بالعراق فور انتهاء مباراة (أسود الرافدين) والصين ضمن نفس المجموعة.
- (الأمواج المكسيكية) لم تغب عن مدرجات ستاد عمان طوال مجريات المباراة، حيث (تفنن) جمهورنا الوفي في رسمها.