قال الشيخ حمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطري، إن دول الخليج ليست محصنة مئة بالمئة ضد ربيع الثورات العربية.
وفي حوار مطول مع صحيفة "الأخبار" المصرية نشرته الخميس سألته: هل تعتقد أن دول الخليج محصنة ضد ربيع الثورات العربية، خاصة وأن التغييرات الأخيرة تمت في دول جمهورية بعيداً عن الملكيات ودول الخليج؟
أجاب رئيس الوزراء القطري: شهادتي مجروحة لأنني جزء من منظومة دول الخليج، ولكن لا أستطيع أن أقول إن دول مجلس التعاون الخليجي محصنة مئة بالمئة. والحقيقة أن المجلس دائماً مرن والعلاقة بين الحاكم والمحكومين في المنطقة مختلفة عن غيرها، وهناك حرص على العادات والتقاليد، والتواصل أكبر بين قمة هرم السلطة والقاعدة.
وأضاف: ليس هناك في دول المجلس أناس يجري في عروقهم الدم الأزرق منفصلين عن الشعب، فالدم واحد والعائلات واحدة. في قطر كل العائلات، ومن بينها العائلة الحاكمة، بينهم مصاهرة وعائلات متزوجة من بعض من الطرفين.
هناك أخطاء ولكن الإيجابيات كثيرة
واستطرد بن جاسم قائلاً: إن لغة الحوار مستمرة عن الأخطاء التي يتم تصحيحها على الفور، وعادة رؤساء دول مجلس التعاون أحرص وأسرع إلى تصحيح الأخطاء من خلال حرصهم على بقاء اللحمة بينهم وبين وشعوبهم.
وأشار إلى أن مستوى المعيشة في أغلب دول المجلس مرتفعة بالقياس إلى الثروة، وأضاف: "ليست كلها ممتازة، ولكن البعض جيد وجيد جداً. هذا لا يمنع أنه لا يوجد أخطاء، لكن لو قيست الأخطاء بالإيجابية ستجد الفرق شاسعاً والبون كبيراً. وعلى مستوى التنمية ستجد في كل دول مجلس التعاون معدلات مرتفعة وعالية جداً من التنمية والتعليم والاقتصاد، وترى النهضة الموجودة في دول مجلس التعاون نهضة كبيرة".
وأوضح أن هذا معناه "أن جزءاً كبيراً من الثروة يتم استخدامها على المستوى الداخلي، والدول كلها لديها احتياطات مالية جيدة، والدول التي استثمرت في الخارج ليس عليها ديون. كل هذا يجعلنا نقول إننا ننفذ سياسات صحيحة، وأنا لا أستطيع أن أقول إن كل شيء 100% صحيح، وكلنا أخطأنا، على نفسي وعلى غيري".
وواصل الشيخ حمد بن جاسم قائلاً: "هناك أخطاء، ولكن هناك إيجابيات كثيرة، وهناك نظام يسير باتجاه التغيير في مجلس التعاون، التغيير التدريجي، والإصلاح التدريجي، لأن الإصلاح مطلوب، وأؤكد أن دول مجلس التعاون أغلبها يسير بإصلاح معين يرضي تطلعات الشعوب، وفي نفس الوقت يحفظ لهذه الدول مكتسباتها التي تحققت".