قال المحلل السياسي النائب السابق الدكتور احمد الرقيبات ان الاجراءات والتدابير التي اتخذتها الدولة الاردنية في مواجهة جائحة كورونا وضعت الاردن في مقدمة الدول وحققت الدولة بكافة اركانها نجاحاً مميزاً حال من انتشار الفايروس .
واكد الدكتور الرقيبات خلال اللقاء الذي اجرته معه "اخبار البلد" أمس الخميس الموافق 20/8/2020 ، ان الاصابات المحلية التي سجلت في الاونة الاخيرة تبعث القلق لدى الجميع وقد حذرت من ذلك كما تذكرون في المقابلة السابقة التي اجرتموها معي قبل شهر ونصف تقريباً وارى اليوم بعض الاصوات تحمل الحكومة مسؤولية ما يجري وتحاول الحكومة بالدفاع عن نفسها في هذا الشأن ، ان قناعتي بان لا ذنب للحكومة في ذلك ولكن هاك عدم دقة في بعض الاجراءات وعدم دقة في نقد الاخرين وتقييم المشهد الذي نراه جميعاً ان القادم بخصوص انتشار هذا الوباء ومدى تأثيره سيكون اكبر بكثير مما هو متوقع .
واضاف الرقيبات ان اسباب انتشار الفيروس حول العالم اليوم اصبحت تتضح بانها سياسية ونتائجها اقتصادية ضارة في معظم دول العالم ونتيجة اتباع القوى العظمة السياسات غير العادلة في حق البشرية اليوم سيظهر عالم جديد يختلف عن العالم الذي نعيش فيه من جميع جوانب الحياة الانسانية الاقتصادية والاجتماعية وسيقاد العالم بقوى غير التي اعتدناها في القرون السابقة وما شهدناه في السنوات السابقة منذ عام 1990 ما هو الا مقدمة لما سنراه في المستقبل القريب فقد كان لانهيار المعسكر الاشتراكي ونظامه الاقتصادي الاثر الاكبر في ذلك حيث اصبح العالم يسير في قطب واحد كما ساعدت الثورات التكنولوجية المتتالية في فرض واقع جديد على البشرية جمعاء وكل هذه العوامل ادت الى تنافسٍ سريعٍ لم نشهده عبر التاريخ في جميع المجالات الاقتصادية مما ادى الى كسادٍ في دولٍ وركود اقتصادي في دول اخرى مما انعكس سلباً على الركن الاساسي في الدولة وهو الشعب حيث قل دخل الفرد وازدادت نسب الفقر والبطالة كما نشاهده اليوم جميعاً وكل دول العالم اليوم تعيش ازمات اقتصادية حقيقة لا يمكن نكرانها .
واكد الرقيبات قائلاً : ان الدول والحكومات في معظم انحاء العالم تواجه معضلات صعبة ونحن جزء من هذا العالم وقد تكون الحكومة الاردنية الحالية غير قادرة على المضي قدماً رغم انني لا اتمنى لها الا كل الخير كونها اول حكومة تعمل على اصلاح حقيقي ومشهود خاصة رئيسها الدكتور عمر الرزاز الذي تميز بجرأته واخلاقه ومعرفته ولكن وللأسف الشديد قد تكون قوى الشد العكسي الفاسدة عائقاً امام تحقيق كل ما يصبو اليه ويتطلع الى تحقيقه كافة المواطنين .
وفيما يخص الاستحقاق الدستوري حول اجراء الانتخابات النيابية القادمة ، قال الرقيبات ان الانتخابات النيابية ضرورة ولكن سلامة وصحة المواطن اهم من ذلك فاذا استمر انتشار الوباء بالتزايد والعشوائية ستضطر الدولة مجبرةً الى اعلان قانون الطوارئ "لا سمح الله " وفي هذه الحالة تعطل القوانين بمجملها ليس فقط في بعض موادها وقد يؤدي ذلك الى تعليق الحياة النيابية الى اشعار اخر وقد يسبق ذلك رحيل الحكومة والمجلس الحالي .
اما فيما يخص الاوضاع الاقتصادية فقد قال الرقيبات وبكل صراحة : لقد كان الوضع الاقتصادي الاردني قبل انتشار الوباء سيءً فما بالكم اليوم في ظل انتشار الوباء وانخفاض الاستيراد والتصدير والاستثمار والدخل . لذا انصح الدولة ان تستبق الاحداث وتوجه الحكومة الى الاهتمام بالزراعة اولاً كونها العامود الفقري للامن الغذائي وتشجيع الصناعات في تغطية احتياجات السوق المحلي وكذلك توجيه العاملين في مجال السياحة الى العمل على تشجيع السياحة الداخلية اضافة الى الاهتمام بالتعليم والصحة كوني متأكد بان الوباء سيطول كما اسلفت سابقاً وان الانفراج سيكون ليس قبل نهاية العام 2022 بداية 2023 كون المنطقة تعيش ازمات مختلفة وكل ما تأخر ايجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية وجميع القضايا العالقة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا كلما طال عمر الازمات وتعقدت الحلول وصعب العيش والتعايش كما نراه اليوم .
وقد اجاب الرقيبات على الاستفسار الخاص بالدور الاردني مؤكداً ان الدور الاردني في تلك القضايا وخاصة القضية الفلسطينية دوراً اخوي اساسي تشاركي لن تستطيع قوى في العالم على استثناءه او استبعاده او التقليل من شأنه ويكون مخطأ جداً كل من يدعي بان الدور الاردني بدء يضمحل ويتناقص لذا اسمحوا لي ان اؤكد لهؤلاء ان الدور الاردني كان وما زال وسيبقى دوراً مهماً فاعلاً بفضل حكمة القيادة وقدرة الدبلوماسية الاردنية التي تحظى بالاحترام والتقدير في معظم لا بل جميع دول العالم وستكون الاردن بعون الله في مطلع عام 2023 دولة محورية وتشهد ازدهاراً لم تشهده اي دولة في الشرق الاوسط من قبل .