التوتر بين الصين والولايات المتحدة داخل المنظمة الدولية وخارجها

التوتر بين الصين والولايات المتحدة داخل المنظمة الدولية وخارجها
أخبار البلد -  
أخبار البلد - في مؤتمره الصحافي يوم 30 نيسان/ أبريل كان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، واضحا في توجيه انتقاد غير مباشر للدولتين العظميين، الصين والولايات المتحدة، على طريقة أدائهما في مواجهة جائحة كورونا. وقال: إن هناك غيابا في القيادة الدولية. ومن الواضح أيضا أن المجتمع الدولي منقسم في مواجهة هذا الوباء، وكان من المفروض أن يتحد. إنها مشكلة قيادة. نحن نرى نماذج عظيمة للقيادة لكن ليست مشفوعة بالقوة، وأينما نرى القوة تكون القيادة غائبة

الخلافات داخل مجلس الأمن الدولي

بعد نحو أربعة أشهر من بداية الأزمة لم يصدر عن مجلس الأمن أي موقف رسمي من الوباء بعكس الأوبئة السابقة مثل الإيبولا والأيدز، والخلاف يدور أساسا بين الصين والولايات المتحدة. وهذا الخلاف عطل دور مجلس الأمن في وقت كان العالم يبحث عن مواجهة موحدة لخطر يهدد البشرية جمعاء من دون استثناء

تبدأ الحكاية في شهر آذار/مارس الماضي عندما رفعت منظمة الصحة العالمية تصنيف كوفيد-19 من وباء صحي طارئ إلى جائحة. كانت رئاسة مجلس الأمن من نصيب الصين. وقد صدف أن بدأت المنظمة الدولية إجراءات الحجر والعمل من البيوت واستخدام تقنيات الفيديو عن بعد لعقد الاجتماعات. وعندما سئل السفير الصيني، زانغ جون، إذا ما كان المجلس سيبحث مسألة الخطر الذي يمثله وباء كورونا قال: إن أعضاء مجلس الأمن يشعرون بشكل عام أن ليست هناك ضرورة للرعب في هذه الفترة. وسيبقون يراقبون الوضع. كوفيد-19 ليس مطروحا على جدول أعمال المجلس لشهر آذار/مارس . وتابع قائلا عند السؤال عن الأسباب: إن الفيروس يقع ضمن مظلة قضايا الصحة العامة العالمية وليس تحت رزمة قضايا مجلس الأمن المهتم بمسائل الأمن والسلم الدوليين

انتقلت رئاسة المجلس في شهر نيسان/أبريل إلى الجمهورية الدومينكانية، وحاول السفير، خوزيه سنغر، أن يجمع مجلس الأمن لبحث جائحة كورونا فنجح في عقد جلسة مشاورات مغلقة يوم 9 نيسان/أبريل بناء على طلب من الدول العشر المنتخبة ولم ينتج عن الاجتماع شيء. في الوقت نفسه حاولت إستونيا أن تتقدم بمشروع قرار مختصر مفيد يعتبر الجائحة تهديدا للسلم والأمن الدوليين. لكنها عادت وتراجعت عن الفكرة وتركت الأمور للتشاور أولا بين الدول المنتخبة العشر

لكن تونس صاغت مبادرة جديدة وعرضتها على الدول العشر. يقول السفير التونسي الجديد لدى الأمم المتحدة، قيس قبطني، الذي وصل في آذار/مارس، إنه توجه للتشاور مع مجموعة الدول العشر غير دائمة العضوية ودخل معها في مفاوضات طويلة، ثم توصلت المجموعة إلى صيغة توافقية حول مشروع قرار جديد. ثم قامت مجموعة الدول العشر بالتوجه، من موقع قوة وبين يديها المشروع الذي صاغته تونس، نحو الدول دائمة العضوية الخمس التي دبت بينها الخلافات. هذا الأمر أجبر الدول دائمة العضوية على التعامل مع الموضوع بشكل أكثر إلحاحاً. انضمت فرنسا التي كانت تعمل على مشروع قرار خاص بها، وبعد مشاورات مع الجانب الفرنسي، تم دمج النصّين معاً، ثم عرض على كامل أعضاء المجلس، ولاقى القبول من الغالبية إلا من الولايات المتحدة والصين

ومشروع القرار يشير، بعد التأكيد على أن جائحة كوفيد-19 تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، إلى الحاجة الملحة إلى تعزيز التنسيق بين جميع البلدان، وكذلك جميع الكيانات ذات الصلة في منظومة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية ودون الإقليمية للمساعدة في الكفاح العالمي ضد كوفيد-19. ويشير مشروع القرار إلى الأثر السلبي غير المتناسب للوباء على الفتيات والنساء والأطفال، واللاجئين والمشردين والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة. كما يؤيد دعوة الأمين العام لوقف إطلاق النار في جميع النزاعات

إلا أن الخلافات بين الصين والولايات المتحدة عطلت أي تقدم نحو التصويت على مشروع القرار. وقد تمحورت الخلافات حول بندين: الولايات المتحدة كانت تصر على ذكر مدينة ووهان باعتبارها المصدر الأساسي للوباء ثم أصرت على ذكر تقصير منظمة الصحة العالمية في التعامل مع الأزمة لكن أحدا من بقية الأعضاء لم يؤيد الولايات المتحدة في المطلبين بحرفيتهما

الولايات المتحدة من جهتها تراجعت عن ذكر ووهان في نص مشروع القرار، والدول العشر تفاوضت حول لغة لا تشير بالإسم إلى منظمة الصحة العالمية لكن بطريقة ما تشير إلى المنظات المتخصصة وضرورة أن تقوم بأدوارها حسب الولاية التي يمنحها إياها المجتمع الدولي. هناك أخبار متداولة اليوم حول مشاورات على أعلى مستويات بين الدول دائمة العضوية، وحديث عن وساطات فرنسية وأخرى روسية. قد يحسم الموضوع خلال الأيام المقبلة، طالما أنها المسألة الوحيدة العالقة تقريباً، فلا أحد يريد إسقاط مشروع القرار والعالم ينتظر أن يسمع كلمة موحدة من مجلس الأمن الدولي حول وباء كورونا ومكافحته



الخلافات خارج مجلس الأمن

في 6 أيار/مايو اتهم وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في مؤتمر صحافي، الصين بالمسؤولية عن تفشي فيروس كوفيد-19 وهي تهمة ترددت كثيرا من الرئيس ترامب ووزير خارجيته مؤخرا في مؤتمراتهما الصحافية ولقاءاتهما على البرامج التلفزيونية والصحف على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية. وقد أكد ترامب وجود معلومات تشير إلى أن فيروس كوفيد-19 خرج من مختبر ووهان، من دون أن يؤكد ما إن كان ذلك عملا متعمدا أم لا، متوعدا الصين بعقوبات وإجراءات متشددة في حال لم توضح مصدر الفيروس وكيفية انتشاره. وما فتئ الرئيس الأمريكي يتهم الصين في كل مناسبة بأنها وراء تفشي جائحة كورونا، ويصر على أنه كان يتعين عليها إبلاغ العالم بالفيروس وأنها أخفت المعلومات عمدا

لكن ترامب في تصريحاته الهائجة تلك والموجهة أساسا لأنصاره مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية ناقض تقارير الأجهزة الاستخبارية وتقييم العلماء كذلك. فتقرير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA أكد أن الفيروس لم يتم تطويره في المختبرات وإنما تطور بشكل طبيعي، ويؤكد أن تحذيرات الوكالة منذ بدايات كانون الثاني/يناير لم يبد الرئيس أي اهتمام بها. (تقرير مجلة تايم الصادر في 1 أيار/مايو 2020). من جهته استبعد مدير المعهد القومي الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فاوتشي، أن يكون فيروس كورونا قد صنع في مختبر في الصين، وذلك استنادا إلى أدلة علمية. وشرح فاوتشي في مقابلة مع المجلة الشهرية ناشيونال جيوغرافيك نشرت يوم الاثنين، 4 أيار/مايو أن أفضل الأدلة التي نمتلكها تظهر أن فيروس كورونا المستجد الذي خلف الوباء لم يُصنع في مختبر في الصين، بل إن التطور التدريجي للفيروس، وبمرور الوقت يشير بقوة إلى أنه تطور في الطبيعة ومن ثم قفز إلى الخارج

التهمة الثانية التي وجهها ترامب للصين هي تضليلها لمنظمة الصحة العالمية التي يصر الرئيس الأمريكي على أنها ارتكبت خطأ فظيعا لأنها تدور في فلك الصين ولا تعارضها في أي شيء مضيفا أنه قرر تعليق تمويل المنظمة الذي يصل إلى نحو 450 مليون دولار سنويا، بينما تمولها الصين بعشر هذا المبلغ. وأصر على أن القادة الصينيين لم يبلغوا منظمة الصحة العالمية بحالة العدوى بالفيروس طيلة شهر كانون الثاني/يناير الماضي للتقليل من شدته. بل تمادى بومبيو وبعض أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين بالحديث عن إيجاد بديل لمنظمة الصحة العالمية تتحلى بالشفافية والتحرر من الفساد وطالبوا باستقالة المدير العام، الدكتور الإثيوبي تادروس أدهانوم غيبريسيوس، وعادوا وفتشوا عن ماضيه واكتشفوا أنه كان شيوعيا ومن هنا جاء تعاطفه مع الصين

الصين من جهتها لم تسكت على هذه الاتهامات. وكما تصدت للمساعي الأمريكية في مجلس الأمن قامت أيضا باتهام الإدارة الأمريكية بالكذب ومحاولة تحويل الأنظار عن فشل إدارة ترامب في مواجهة الحالة الطارئة. فقد علقت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ، على تصريحات بومبيو قائلة بأنه يتعمد مواصلة الكذب في إطار هجومه المستمر على بلادنا فيما يتعلق بجائحة فيروس كورونا مؤكدة أن الحكومة الصينية التزمت بالشفافية التامة إزاء الفيروس الذي بدأ تفشيه في العالم من مدينة ووهان الصينية أواخر العام الماضي. وقالت المتحدثة: على الرئيس الأمريكي ترامب، الذي قارن بين جائحة كورونا والهجوم الياباني على بيرل هاربر وأحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 أن يتذكر أن العدو الذي تواجهه الولايات المتحدة هو الفيروس وليس الصين، وأن من الأجدى بالولايات المتحدة التعاون لمواجهة العدو المشترك بدلا من توجيه الاتهامات . وحذرت وزارة الخارجية الصينية الأربعاء 6 أيار/مايو من استخدام الرسوم الجمركية كسلاح، وذلك بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي برسوم جمركية جديدة كإجراء عقابي ردا على طريقة تعامل بيجين مع أزمة فيروس كورونا

تبدو الصورة الآن أن الأزمة في طريقها إلى التصاعد وخاصة بعد الحديث عن تقديم شكاوى ضد الصين تطالب بأرقام خيالية كنوع من التعويضات. إنها حملة أمريكية أساسا وراءها ترامب كنوع من تصدير أزمته الداخلية خاصة أن غالبية الأمريكيين تعتقد أنه لم يحسن إدارة الأزمة والآن يريد أن يتفلت هو من المسؤولية ويلقي بها على عاتق الصين ومنظمة الصحة العالمية. إنه يريد أن يبقى في عيون مريديه الرئيس القوي الذي على استعداد أن يواجه التنين الصيني الذي بدأ يزاحم الولايات المتحدة على المركز الأول في حجم الاقتصاد والتجارة الخارجية والناتج القومي الإجمالي. فترامب منذ بداية حملته الانتخابية عام 2016 ما فتئ يكرر انتقاداته للصين ويندد بسياساتها، وضرورة كبح جماح قوتها الاقـتصادية والسياسية والعسكرية

إننا نعتقد أن الولايات المتحدة قد فشلت على مستووين: المستوى الأول في إدارة التصدي للجائحة بطريقة حكيمة وعلمية وحازمة، وثانيا فشلت في أن تكون النموذج الجيد لدور الدولة العظمى التي تستخدم قوتها الناعمة في مثل هذه الظروف لقيادة معركة عالمية ضد عدو مشترك يشكل تهديدا لكل الدول وكل الجنسيات وكل الشعوب. هذه المواجهة بين العملاقين تهدد بتفاقم أزمة الكورونا والتي قد تنعكس على دخول العالم مرحلة الانهيار الاقتصادي الذي سيطال 62 في المئة من سكان العالم في 170 بلدا في أقل التقديرات ويرمي بـ 650 مليونا في براثن الفقر ويهدد 265 مليون إنسان بخطر المجاعة، كما قال مارك لوكوك، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية. لعل الدولتيين الكبريين تتداركان الخطر المحدق في الدقائق الخمس قبل منتصف الليل
 
شريط الأخبار اشتداد تصنيف المنخفض الجوي الذي يؤثر على الأردن.. طقس العرب يعلق الجمارك تعلن دوام كوادرها السبت الأمانة تعلن الطوارئ المتوسطة: لا تربطوا المزاريب على الصرف الصحي عن الضربات الجوية الأردنية للسويداء... الصرايرة يكتب خطة حكومية للبيوت المهجورة في عمان العجارمة لطلبة التوجيهي: أنتم أكبر من امتحان وأنبل من نتيجة التعمري لاعب الشهر في نادي رين الفرنسي الأمن: إصابة شخص في الطفيلة نتيجة استخدام (الشموسة) 33 ألف طالب وطالبة يتقدمون لأول امتحانات "تكميلية التوجيهي" السبت بالفيديو: مقتل مستوطنين وإصابة 6 في عملية دهس وطعن قرب العفولة الأردن يدين تفجير مسجد في حمص ويؤكد تضامنه الكامل مع سوريا غارات إسرائيلية عنيفة على جنوبي لبنان والبقاع انقطاع مياه الديسي 4 أيام عن عمان والزرقاء – إليكم المناطق المتأثرة الأرصاد تصدر تحليلاتها الاخيرة حول الثلوج في الأردن وكالة الأنباء السورية: 3 قتلى و5 مصابين في حصيلة أولية لانفجار حمص نصف مليار دينار قيمة صادرات الأردن للاتحاد الأوروبي خلال 10 أشهر للتذكير.. مناطق بعمان والزرقاء ستتأثر بانقطاع المياه الأسبوع المقبل - أسماء أسعار الذهب والفضة تسجل مستويات قياسية جديدة والد الصحفي وجدي النعيمات في ذمة الله ..موعد صلاة الجنازة والدفن استياء امريكي من "نتن ياهو"