ومن المقرر أن يصل وفد قيادي فلسطيني من الضفة الغربية، يشارك فيه عدد من مسئولي الفصائل إلى قطاع غزة، الأسبوع القادم، للجلوس مع حركة حماس، وبحث ملف المصالحة، في إطار التحديات السياسية الكبيرة التي تواجهها القضية الفلسطينية، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنود صفقة القرن
وستكون الخطوة مشابهه لتلك التي اتخذتها القيادة الفلسطينية في أبريل من العام 2014، حين أرسلت وفدا قياديا إلى غزة، واجتمع مع قيادة حركة حماس، وتمكن من التوصل بعد يومين لاتفاق حول تشكيل حكومة توافق وطني، وهي الأولى التي يجري تشكيلها منذ الانقسام، وذلك بعدما أوقف الجانب الفلسطيني مفاوضات السلام، ردا على تنكر إسرائيل لاستحقاقاتها
كما ستكون اللقاءات التي تبحث المصالحة بين حركتي فتح وحماس، عند وصول الوفد إلى غزة، هي الأولى منذ مارس من العام 2018، حيث توقفت اللقاءات المباشرة بين الطرفين، في أعقاب تعثر تطبيق بنود اتفاق تطبيق المصالحة، الذي وقع في العام الذي سبقه
وتشير المصادر المطلعة التي تحدثت لـ القدس العربي ، أن الاتصال الذي جرى بين الرئيس محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مساء الثلاثاء، سادته أجواء إيجابية، في ظل رفضهما للخطة الأمريكية
وأوضحت أن الاتصال جرى خلاله التأكيد على ضرورة تجاوز وإنهاء الانقسام في أسرع وقت، وبدء مرحلة جديدة من المصالحة
وقال حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، خلال أسبوع سيتم إرسال وفد من الفصائل إلى قطاع غزة، لـ البدء بحوار وطني شامل، من أجل تعزيز وحدة الموقف السياسي لإسقاط المؤامرة
وحتى اللحظة لم يعلن عن تشكيلة الوفد القيادي الذي سيتوجه إلى القطاع، لكن المعلومات تشير إلى أنه يضم قيادات كبيرة من حركة فتح، للدلالة على سعي الحركة والرئيس عباس لتجاوز مرحلة الانقسام والخلاف
من جهته قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية إنّ قرار الرئيس عباس إرسال وفد إلى قطاع غزة يؤسّس لمرحلة جديدة من الحوار الوطني ، وأضاف خلال تصريحات نقلها موقع المركز الفلسطيني للإعلام التابع لحماس، رسالتنا لأبو مازن يجب أن نعمل في خندق واحد ونتفق على استراتيجية تقوم على إنهاء حالة الانقسام
وأعرب عن أسفه لحضور دول عربية إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنود خطته لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة إعلاميًا باسم صفقة القرن
وقال الموقف العربي يجب أن يكون مساندا وداعما للموقف الفلسطيني ولا يخرق المواقف التاريخية
ومن المقرر أن يتم بحث التطبيق العملي السريع لإنهاء الخلافات، وإنجاز ملف الوحدة، من خلال العودة لاتفاقيات المصالحة الموقعة سابقا بينهما، وهناك احتمالات لأن يتم انجاز ذلك، من خلال العودة إلى الاتفاق الموقع بين حركتي فتح وحماس في القاهرة يوم 12 أكتوبر من العام 2017، والذي يشمل بنودا للتطبيق العملي لبنود اتفاقيات المصالحة السابقة
وقد جمد العمل بهذا الاتفاق في مارس من العام 2018، عقب تعرض موكب رئيس الوزراء آنذاك رامي الحمد الله ومدير المخابرات اللواء ماجد فرج لحادثة تفجير، بعد دخولهم القطاع
ووقتها قررت فتح تجميد اللقاءات، بعد أن ألقت بالاتهام على حركة حماس، التي نفت علاقتها بالحادثة، ودخل الطرفان في خلافات كبيرة، لم تمكن الراعي المصري للمصالحة من جمعهم على طاولة واحدة، حيث ظل طوال الفترة الماضية يعقد اجتماعات منفردة مع كل وفد، بهدف تجاوز الخلافات
وكان هنية هاتف الرئيس عباس، وأكد خلال الاتصال على موقف حماس برفض صفقة القرن ، وقال حسب بيان للحركة إننا جميعًا في خندق مشترك للحفاظ على قضيتنا الفلسطينية وحقوقنا الكاملة في القدس واللاجئين والدولة ، حيث جرى خلال الاتصال الاتفاق على استمرار التنسيق والتواصل المستمرين
وتلا الاتصال أن قال الرئيس عباس في اجتماع القيادة الموسع الذي حضره ممثل عن حركة حماس، تحدثت مع السيد إسماعيل هنية وقال لي يجب أن نلتقي فورا وقلت له إن شاء الله نلتقي في غزة وإن شاء الله سنبدأ مرحلة جديدة من الحوار الفلسطيني والعمل الفلسطيني المشترك ونتجاوز الصغائر، من أجل أن نقف صفا واحدا لأن وقوفنا صفا واحدا بالـتأكيد سيجعل العالم يقف معنا ويؤدي لنا التحية، نحن شعب يستحق الحياة ونريد حقنا
وفي السياق، أكد أسامة القواسمي المتحدث باسم حركة فتح، أن من أهم نتائج اجتماعات القيادة برئاسة الرئيس عباس بحضور كافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وممثلين عن حركتي حماس والجهاد، هو جعل الانقسام وراء ظهورنا، والانخراط في العمل النضالي الشعبي موحدين، والاتفاق على برنامج نضالي موحد، والبدء بتغيير الدور الوظيفي للسلطة الوطنية تحت ولاية أوسلو، والانتقال لوظيفة الدولة
وأضاف بالوحدة الوطنية وبالإرادة والعزيمة والنضال سنفشل كافة المشاريع التصفوية، خاصة صفقة العار والنصب والاحتيال الصهيو-أمريكية
في السباق قال القيادي حركة حماس أسامة حمدان، قوله إن اتفاق جرى بين الرئيس عباس وهنية، عن طي صفحة الانقسام
وشدد حمدان على أن الأمر المهم هو فرض السيادة الفلسطينية على أرض دولة فلسطين