وتشكل اعتداءات سلطات الاحتلال المتواصلة ضد المقدسات الدينية في القدس المحتلة جزءاً وازناً من مساعيها الدؤوبة لتهويد المدينة والتضييق على مواطنيها المقدسيين، لاسيما عبر إرهاقهم بدفع الضرائب الباهظة التي تعادل 35% من ميزانيتهم، والتي تذهب قيمتها المالية لصالح توسيع المستوطنات في القدس المحتلة التي تضم حالياً زهاء 220 ألف مستوطن.
من جانبه؛ ندد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، "بالعمل الجبان والآثم الذي استهدف بالحرق والتخريب مسجد البدرية القديم في قرية شرفات، جنوب القدس المحتلة، وخط شعارات عنصرية وعدوانية على جدرانه”.
يذكر أن المستوطنين كانوا أحرقوا مسجدا آخر فجر الجمعة الماضي في بيت صفافا جنوب القدس.
وأكد حسين أن المستوطنين المجرمين الذين أقدموا على هذه الجناية يتحقق فيهم وصف "الخزي في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة”، مبيناً أن "استمرار الاعتداء على المقدسات الدينية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، يزيد المنطقة غلياناً، وينذر بحرب دينية وشيكة”.
واستنكر حسين قيام قوات الاحتلال "بمطاردة رواد المسجد الأقصى وقمعهم وملاحقتهم واعتقال بعضهم، وبخاصة مصلي الفجر منهم، إضافة إلى منع خطبائه وعلمائه من دخوله، حيث تم تسليم الشيخ عكرمة صبري، قراراً بإبعاده مدة أربعة أشهر عنه”.
ولفت إلى استهداف الاحتلال للمصلين، رجالاً ونساءً، بالإبعاد اليومي عنه، مما يمثل اعتداءً رسمياً صارخاً على حرية المسلمين في أداء عبادتهم، في أماكنهم المقدسة، التي تشربوا حبها في قلوبهم، وترتبط بها عقيدتهم”.
وحذر من "التمادي في هذا العدوان الغاشم، الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي عبر جهاته الرسمية والسياسية والأمنية، إلى جانب المستوطنين الذين يتسللون في ساعات الليل والنهار إلى المساجد والكنائس لحرقها، وإشعال نار الحقد فيها”.
واعتبر أن "سلطات الاحتلال تتحمل المسؤولية التامة عن العدوان الغاشم ضد المقدسات الدينية”، مطالباً "الدول والمؤسسات المعنية بحرية الإنسان والأديان، بالوقوف في وجه الاعتداءات الإسرائيلية الآثمة”.
وناشد "الأمتين العربية والإسلامية، لتحمل مسؤولياتها تجاه القدس وفلسطين، والدفاع عنها وحماية مقدساتها وشعبها من اعتداءات المستوطنين، الذين يعيثون فساداً في الأرض الفلسطينية، بحماية ومؤازرة السلطات المحتلة، على مختلف مستوياتها”.
بدوره؛ دعا رئيس الأوقاف الإسلامية في القدس، الشيخ عبد العظيم سلهب، "المواطنين لأداء الصلوات في المسجدين الأقصى المبارك في القدس المحتلة، والحرم الإبراهيمي في الخليل، بسبب استهداف الاحتلال لهما من خلال اعتقال المرابطين وإبعاد المصلين”، محذراً من "هذه السياسات على المنطقة برمتها”.
واستهجن الشيخ سلهب "إبعاد سلطات الاحتلال، لخطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري، لأربعة أشهر، الذي يقوم بواجبه الديني والواطني منذ أربعين عاماً، بتوعية المواطنين”، مطالباً "الأمتين العربية والإسلامية بالوقوف ضد هذه الإجراءات المدانة”.
وأضاف سلهب إن "سلطات الاحتلال تحاول تهويد القدس والسيطرة على المسجد وتقسيمه زمانياً ومكانياً”، لافتاً إلى أن "استهداف باب الرحمة في القدس المحتلة، إحدى تلك المحاولات”.
إلى ذلك؛ تشكل اعتداءات الاحتلال المتواصلة ضد المقدسات الدينية في القدس المحتلة جزءاً وازناً من مساعيه لتهويد المدينة والتضييق على مواطنيها المقدسيين.
وأكد مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، زياد الحموري، أن "الاحتلال، يجبي ضرائب من المقدسيين بما يعادل 35% من ميزانيتهم، بينما لا يقدم لهم خدمات سوى بـ 5% من هذه الضرائب”، مضيفاً أن "هذه الأموال تذهب لصالح المستوطنات في القدس المحتلة”.
وحذر الحموري، في تصريح له أمس، من "تداعيات الحصار الاقتصادي الذي تفرضه سلطات الاحتلال على المقدسيين بفعل الضرائب العالية ومنعهم من ترميم منازلهم، ومحلاتهم التجارية”.
ولفت إلى "استغلال القضاء الإسرائيلي، وتزوير الأوراق في المحاكم، لفرض القوانين ضد المقدسيين في السيطرة على ممتلكاتهم، وإغلاق مئات المحلات التجارية، في محاولة لإفراغ المدينة من سكانها وتهويدها والسيطرة عليها”.
وأضاف الحموري أن "سلطات الاحتلال تمنع المواطنين في القدس المحتلة، بخاصة مواطني البلدة القديمة منهم، من ترميم منازلهم بفعل الحفريات المستمرة، بينما في المقابل تصرف الأموال لترميم البؤر الاستيطانية، وذلك لتهجير المواطنين من مساكنهم، والسيطرة عليها بالكامل”.
وفي سياق متصل أكدت حركة "حماس” أن "الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله حتى ينتزع حريته ويكسر الحصار الظالم عن قطاع غزة”.
تصريح حماس جاء في أعقاب قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، في ساعة مبكرة من فجر أمس موقعين للمقاومة شرق وغرب خانيونس، إضافة الى قصف إستهدف مواقع في القطاع أول من أمس، فيما لم يبلغ عن وقوع إصابات.
كما فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه الأراضي الزراعية المحاذية للسياج الأمني شرقي مدينتي غزة وخانيونس وشرقي جباليا شمال القطاع، ما أجبر المزارعين في هذه المناطق على إخلائها، من دون وقوع إصابات بين الفلسطينيين.
فيما زعم جيش الاحتلال استهدافه مواقع تابعة "لحماس”، تشمل ورشات تصنيع أسلحة، بسبب استمرار إطلاق البالونات المشتعلة تجاه المستوطنات الواقعة في نطاق ما يسمى "بغلاف غزة”، المتاخم للسياج الأمني الفاصل شرق القطاع.
ويأتي استئناف إطلاق البالونات تجاه المستوطنات، بعد توقف لشهور، احتجاجاً من قبل شبان فلسطينيين على التسويف والمماطلة الإسرائيلية إزاء تنفيذ تسهيلات تم التوصل إليها برعاية مصرية لتخفيف الحصار المتواصل لسنوات عن القطاع.
إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر أمس أربعة عشر فلسطينيا من أنحاء متفرقة من الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، وفق نادي الأسير الفلسطيني في بيان، أكد أن الاعتقالات جرت في أعقاب اقتحامات شملت مناطق متفرقة في مدن الخليل ونابلس وطولكرم وسلفيت وأحياء عدة بالقدس الشرقية المحتلة بزعم أنهم مطلوبون. منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس شق طريق في قرية زواتا شمال غرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، واستولت على جرافة لأحد سكان القرية.