أخبار البلد – خاص
في الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم الدولي للأرامل تحت شعار "نساء
خفيات.. ومشاكل خفية”، إعترافًا من الأمم المتحدة لما تعانيه الأرامل بعد وفاة
أزواجهن، بغض النظر عن أعمارهن أو اماكن تواجدهن، من فقرٍ وعنفٍ وحرمانٍ وتهميش،
وبما ينعكس على حياتهن وصحتهن ومستقبلهن ومستقبل أولادهن، في ظل مجتمعات ترتبط
فيها مكانة النساء الإجتماعية بمكانة ازواجهن وحضورهمن فإن النساء الأرامل من أكثر
النساء عرضة للعنف الجسدي واللفظي والجنسي والعاطفي.
جمعية
معهد تضامن النساء الأردني "تضامن” أشارت إلى أن نتائج مسح السكان والصحة الأسرية
2017-2018 والصادر عن دائرة الاحصاءات العامة، قد أظهر بأن النساء الأرامل
والمطلقات والمنفصلات واللاتي أعمارهن (15-49 عاماً) قد عانين من عنف أزواجهن في
السابق بأشكاله المختلفة بشكل كبير مقارنة مع النساء المتزوجات واللاتي يعشن مع
أزواجهن حاليًا.
إذ
إن 42.7% من الأرامل والمطلقات والمنفصلات أفدن بأنهن سبق وأن تعرضن للعنف
العاطفي، وأن 42.3% منهن تعرضن للعنف الجسدي، إلى جانب 13.6% تعرضن للعنف الجنسي.
وبشكلٍ عام فقد أفادت 51% منهن بتعرضهن لأحد اشكال العنف أو أكثر مقابل 24.1% من
النساء المتزوجات حاليًا.
ولربما
الممارسات الثقافية والأعراف في العديد من الدول تضع الأرامل في مواجهة مع
مجتمعاتهن استبعادًا وتهميشًا ونبذًا، ويكون فقدانهن لأزواجهن بمثابة إعلان عن بدء
هذه المواجهة التي تجردهن من أغلب مكتسباتهن والتي ارتبط حصولهن عليها بمراكزهن
الاجتماعية لمراكز أزواجهن، فَيُحرمن من الميراث ويتعرضن للإعتداءات الجسدية التي
قد تصل لحد القتل، كما أنهن يُجبرن في حالاتٍ أخرى على الزواج بأقارب أزواجهن، ليعاني
أطفالهن من صعوبات صحية وتعليمية وتضطرهن الظروف ومن أجل إعالة أسرهن للعمل أو دفع
أطفالهن للعمل وطفلاتهن للزواج المبكر، إضافةً الى المعاناة النفسية والمعاملة
القاسية لهن ولأطفالهن.
250 ألف أرملة في الأردن
وفيما
تُبين نتائج التعداد العام للسكان والمساكن 2015 وجود نحو 252.511 ألف أرملة من
مجموع السكان البالغ 9.531.712 نسمة، وبنسبة بلغت 5.63% من الإناث، فإنه وفي مقابل
ذلك، بلغ عدد الأرامل من الذكور حوالي 27756 أرمل وبنسبة 0.55% من الذكور.
أما
عدد الأرامل من الأردنيين، فقد بلغ عدد الأرامل الذكور 18999 أرمل، فيما بلغ عدد
الارامل من النساء الأردنيات 172688 أرملة منهن 105347 أرملة تزيد أعمارهن عن 60
عامًا وبنسبة 61%، و 6178 أرملة تقل أعمارهن عن 30 عامًا.
نسبة الأسر التي ترأسها
النساء تبلغ 14%
وارتفعت نسبة الأسر التي ترأسها النساء لتصل
إلى 14% حيث يرأسن حوالي 300 ألف أسرة من أصل 2.138 مليون أسرة في
الأردن، كل ذلك وفقًا للأرقام الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة حتى نهاية عام
2018.
ويشار إلى أن 1325 أرملة تزوجن للمرة الثانية عام 2018
وبنسبة بلغت 1.9% من مجمل عقود الزواج البالغة 70734 عقدًا.
وتؤكد
"تضامن” على الحاجة الملحة للإهتمام بهذه الفئة من النساء والتي أضطرتهن الظروف إلى
الدخول في نفقٍ مظلم، فالمجتمع الدولي والحكومات ومؤسسات المجتمع المدني لا تولي
العناية الكافية بهن، فلا ترصد أعدادهن وإحتياجاتهن المادية والنفسية، ولا توثق
الانتهاكات التي يتعرضن لها، ولا تعمل على التوعية بمشاكلهن وإيجاد الحلول المناسبة
لها، ولا تمكنهن اقتصاديًا أو توفر فرص عمل لهن، ولا تعمل على تغيير الصورة
النمطية والسلبية السائدة في المجتمع تجاههن، ولا تجعل من حصولهن على فرص التعليم
والرعاية الصحية والتأمينات الاجتماعية أمرًا سهل المنال.
فمن
المسؤوليات التي تقع على عاتق النساء الأردنيات ما يتعلق بتربية الأبناء وتأمين
الاحتياجات المادية والمصاريف الحياتية والمعيشية، وهن في حاجة ماسة الى دعم
المجتمع خاصة وأن العديد منهن يعانين من ضعف في التعليم و / أو عدم قدرة على العمل
و / أو عدم القدرة على تعليم الأبناء.
81 مليون أرملة حول العالم تعرضن لاعتداءات
جنسية
وتشير
"تضامن” إلى أن الفقيرات في العالم يشكلن (70%) من مجموع الفقراء البالغ عددهم
مليار ومائتي فقير / فقيرة يعشون / يعشن على أقل من دولار واحد في اليوم، إلا أن
الفقيرات من الأرامل يصل عددهن إلى (115) مليون أرملة. وتتزايد أعداد الفقيرات
منهن بسبب أميتهن وعدم إنخراطهن بالحياة الإقتصادية، ويتعرضن بعد فقدانهن لأزواجهن
لإنتهاكات جسيمة كالإنتهاكات الجسدية والجنسية والمعنوية، إذ تعرضت (81) مليون
أرملة لإعتداءات جسدية.
وفي
كثير من المجتمعات فإن الأرامل يعتبرن فريسة سهلة للإستغلال والإتجار بهن
والإعتداء عليهن جنسيًا واغتصابهن، مما يؤثر سلبًا على حقوقهن الصحية ويعرضهن
لأمراض قاتلة. ومن جهة أخرى فإن أوضاع بعضهن الاقتصادية قد تدفعهن الى العمل في
مجالات جنسية كالدعارة.
ونوهت
"تضامن" إلى أن الصراعات والنزاعات المسلحة والحروب تُعتبر رافدًا
أساسيًا كي تصبح النساء أرامل، وفي أغلب الأحيان يترافق مع فقدانهن لآزواجهن انتهاكات
صارخة لحقوقهن الإنسانية كمشاهدتهن لعمليات تعذيب وقتل أزواجهن، وقد يتعرضن لمختلف
أنواع التشويه والتعذيب والإعتداءات الجنسية، ويعشن بسبب النزوح أو اللجوء ظروف
قاسية أو مهينة أو غير إنسانية، وقد يُستخدمن كأدوات حرب، وقد يتعرضن لضغوطات استغلالية
هن وأطفالهن.