أخبار البلد – خاص
أثارت الناشطة لمى الحمامي قضيةً مهمة لطفلان من أبٍ عراقي كان قد أعطتهما مؤسسة نهر الأردن لأبٍ بديل سوري الجنسية ولاجئ، مؤكدةً أنها قد تتورط بما في هذه القضية من أحداث، إلا أنها أمانة ويجب إيصالها للجهات المعنية، إذ إن الأمر بدأ عند ذهابها لتناول الإفطار مع قرابة 150 طفلًا بدعوة من جمعية "دار أهلنا" في سحاب، وباجتهاد من القائمين على الجمعيه أقيم الافطار ودون أي دعم من أي جهة.
وأنه بعد الانتهاء من تناول الطعام جلس إلى جانبها طفل يدعى عبدالله، وعمره 12 عامًا غلى جانب أخته دانا البالغة من العمر 9 سنوات، قائلًا لها: خالتو، بتعرفي زينب؟ ياخالتو تحكيلها بدناش نضل عند هدي العيله!!، لتطلب منهما أن يشرحا لها ما الأمر.
عبدالله مستخدمًا تعبيرات وجهه الطفولية طلب عدم بقائهما عند العائلة التي قامت بتبنيهم، إذ إنها لا تتحدث إليهم ولا يجلسون معهم وتقوم بشتمهم بالإضافة إلى تهديدهم المستمر بأنهم سيقومون بإعادتهم إلى المركز.
أخته دانا وبعد طلب عبدالله البحث عن عائلةٍ أخرى، قالت لها إن هناك عملية سَتُجرى لها بعد العيد، وعند سؤالها عن العملية اتضح لها أن دانا تعاني من السرطان، انا عندي سرطان بعيوني وبعد العيد عندي عمليه!
الناشطة بدورها نشرت تفاصيل القضية على صفحتها الشخصية بأنه تم نقل عبدالله وأخته دانا منذ 4 سنوات بين 3 دور رعالاية هي مبرة ام الحسين، دار رعاية الايتام، المفوضيه الساميه للاجئين، كما أنهما وُلدا في الأردن لأبوين عراقيين، وأن المشكلة الكبرى تتمثل بإحتضان عائلةٍ سورية لهما، وهذا أمرٌ غير قانوني.
وتبين للمحامية بعد المتابعة أن المفوضيةالسامية لشؤون اللاجئين والتي تتلقى مئات الملايين من الدولارات كدعم للاجئين قد أوعزت لمؤسسة نهر الاردن باختيار عائلة لتحتضن الطفلين، مضيفةً أن الاجراءات تنص على قيام مؤسسة نهر الأردن بإرسال مختصين في زيارة كشفية للعائلة، ومن ثم تقوم بتزويد المفوضية السامية بتقريرٍ واضح.
لكن بعد الاتصال مع مؤسسة نهر الاردن اتضح عدم قيام أي أحد بزيارة العائلة المكونة من الزوج والزوجة التي تعاني من اضطراب نفسي.
ولدى متابعة المحامية للقضية وجدت أن عبدالله ودانا كانا قد ذهبا إلى دار الأمان للأيتام، ومركز الحسين بالأشرفية، ومركز الأيتام في العقبة، قبل ذهابهما للعائلة السورية، وعند الاتصال الثالث عشر مع الطفلان، قالت دانا: "خالتو، بكرا رايحين كمان مرة على مؤسسة نهر الأردن وكل مره بيشوفنا واحد اسمه محمد، ومن سنتين منحكيله انه نحنا مش مبسوطين، ومابيعملولنا ايشي"
وعند سؤالها عن سبب ذهابهما إلى هناك أجابتها دانا: "لانه بيقولوا لازم نراجع أخصائي نفسي"
القصة بجوانبها الإنسانية المؤلمة تمتلئ بالعديد من علامات الاستفهام التي تحيط بها، الطفلة دانا والتي كان واضحًا عليها ملامح الخوف اعترفت للمحامية أنها تريد الذهاب إلى منزلٍ آخر لا تقوم بتنظيفه كما تفعل هي في منزل العائلة السورية.
المحامية تسائلت ما إذا كانت هذه القضية هي قضية اتجار بالبشر أم ماذا، فعندما اتصل بها الوالد البديل للطفلين، عبدالله ودانا، صرّد لها أنه ومنذ خمس سنوات قام بالتقدم للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بطلب يرغب فيه بتبني طفل.
كان الطفل عبدالله آنذاك عمره ٨ سنوات وأُخته دانا ٤ سنوات، واتضح بعدها أنه طلب أكثر من طفل للتبني، وعلى حد قوله، فإن : "الشباب في المؤسسه غلبوه"، وعندما قامت بسؤاله عن وضعه المادي الذي كان غير مناسب لتبني الطفلين، فأنه لماذا قمت بذلك؟..فأجابها: "أنا لو بايدي بتبنى اطفال العالم"، لترد عليه: "سيبك من الشعارات، الا تعتقد انك تنشئ اطفال ممكن ان يصبحوا يوما ما ارهابيين؟ انت بتضربهم لانهم مابينسخوا الدعاء؟؟وطفله منذ ان كان عمرها ٥ سنوات بتخليها تصوم وبتضربها اذا ماصامت؟؟وبتحكيلهم يا كذا ويا كذا؟!"، وعندما قالت له إنه مُسجل في المفوضية على أنه لاجئ وأنه لا يستطيع أن يأخذ أطفال حتى يرعاهم، أجابها: لا اعرف، المفوضيه قامت بالتنسيق مع مؤسسة نهر الاردن والتي تتابع معنا شهريًا وتتطلب منا اصطحاب الاطفال اليهم مرتين شهريا لمراجعة اخصائيين نفسيين"
المحامية سألته عن مقدار الأموال التي يأخذها لأخذه الطفل عبدالله ودانا، فأجابها أنه يأخذ 180 دينارًا من المفوضية، وأردفت المحامية لمى أن المفاجاة الكبرى هي أن الطفلين العراقيين لأم أردنية، مستطردةً: أبناء الأردنيات في الميتم!، ولاجئ يتبنى لاجئ بعلم مؤسسة نهر الأردن؟.
موظفٌ من وزارة التنمية الاجتماعية قام بالتواصل معها اول امس وهاجمها، كما أنه هددها بطريقه غير مباشرة في أنها إن لم تلجأ للوزارة فإنه سَتُسبب الضرر للطفلين، كما أنه تحداها بأنه سيطلب من حماية الأسرة أن يأخذوا الاولاد، لتعترض على ذلك بوقلها له: انت ماعندك اجراء انساني؟؟..انت هيك عم بتطلع جيل مجرم وحاقد بِتجاهُلِك لمشاعرهم!!!..انا رح اوصل الموضوع لمكتب الملكة هي بتقتص للاطفال!!..لجيبيها:وصليه لمين مابدك!!.
وتابعت أن بيان مؤسسة نهر الأردن جاء فيه أنه ستتابع الموضوع من خلالها، والذي هو في الاصل عندها منذ خمس سنوات.
إذ إنها تسائلت ما إذا لم يلاحظ أحد خلال السنوات الخمس اللهجة السورية للأب البديل.
ونوّهت إلى أنه من غير المعقول أن الأخصائيين النفسيين الثلاثة الذين تابعوا القضية أن لا يكونوا قد فتحوا الملف وقرأوا أن الأب البديل هو لاجئ والأطفال لاجئين عراقيين.
واشارت أن ما جاء في بيان مؤسسة نهر الأردن في أنه لا دور لها في تسليم الأطفال لدور الرعايه، فإن ذلك كلام عارٍ عن الصحة