للمرة الأولى في نحو 24 عامأً تشهد المرتبة الأولى في قائمة "فوربس" للأثرياء الأمريكيين تغييراً ليتصدر المشهد مؤسس ورئيس شركة أمازون.
وكشفت قائمة المجلة الأمريكية للأثرياء بالولايات المتحدة لعام 2018 أن 400 شخصاً من الأمريكيين الأكثر ثراءً نجحوا في تسجيل أرقام قياسية جديدة هذا العام بدافع جزئي من سوق الأسهم القوية.
ويجب أن تبلغ ثروة الأمريكي 2.1 مليار دولار على الأقل حتى يتمكن من الانضمام إلى نادي الأثرياء الخاضع لتصنيف "فوربس"، وهو أعلى مستوى مطلوب للدخول القائمة عبر تاريخها.
وبلغ إجمالي ما يملكه أثرياء الولايات المتحدة لهذا العام 2.9 تريليون دولار وهو رقم قياسي مرتفع وأعلى بنحو 7% من إجمالي الثروات المسجلة في عام 2017.
ويحتفظ أغنى 45 أمريكياً بنصف إجمالي الثروات هذا العام.
وبحسب التقييم الجديد الصادر عن المجلة الأمريكية، فإن متوسط صافي ثروة الأمريكي داخل قائمة "فوربس" ارتفعت بمقدار نصف مليار دولار لتصل إلى مستوى قياسي عند 7.2 مليار دولار مقابل 6.7 مليار دولار في العام الماضي.
وبلغ مجموع أغنى 10 أشخاصفي القائمة ما يقرب من 730 مليار دولار مقارنة بـ 610 مليار دولار في عام 2017، وفقاً لتقييم "فوربس" الجديد.
تبديل لأول مرة بـ24 عاماً
شهدت صدارة قائمة أثرياء الأمريكان الصادرة عن مجلة "فوربس" اسم جديد في واقعة تحدث للمرة الأولى منذ عام 1994.
وبات مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أمازون "جيف بيزوس" يحتل صدارة قائمة الأثرياء في الولايات المتحدة لعام 2018 ليحل محل مؤسس مايكروسوفت "بيل جيتس" الذي تراجع للمرتبة الثانية بثروة بلغت قيمتها 97 مليار دولار.
ويعتبر "بيزوس" هو الشخص الوحيد الذي تتجاوز ثروته 100 مليار دولار في نحو 3 عقود من الزمان، حيث بلغ إجمالي ما يملكه 160 مليار دولار.
وتمكن مؤسس "أمازون" من جني أرباح بقيمة 78.5 مليار دولار في عام واحد، وهو أكبر زيادة سنوية منذ بدء سجلات تعقب الثروات، وهو ما يرجع إلى زيادة بنحو 100% في سعر سهم الشركة.
وفي أوائل سبتمبر الماضي، تمكنت "أمازون" من اللحاقبصانعة الآيفون "آبل"كثاني شركة تكسر قيمتها السوقية حاجز الإثنى عشرة صفراً في تاريخ الولايات المتحدة.
المراكز العشرة الكبار
بعد أن استبدل كل من "جيف بيزوس" و"بيل جيتس" أماكنهما ليحتلا المركزين الأول والثاني على التوالي، جاء الملياردير "وارن بافيت" بالمرتبة الثالثة بثروة قدرها 88.3 مليار دولار.
أما مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك "مارك زوكبيرج" فاحتل المركز الرابع بعد أن سجلت ثروته 61 مليار دولار.
وتعرضت"فيسبوك" إلى فضيحة تتعلق باختراق "كامبريدج أنالايتكا" للملايين من حسابات المستخدمين في أوائل مارس الماضي الأمر الذي تسبب في امتثال "زوكبيرج" للشهادة أمام الكونجرس الأمريكي.
وفيأواخر سبتمبر الماضي، تعرضت الشركة المالكة لموقع التواصل الاجتماعي الشهير لعملية اختراق تضر حسابات نحو 50 مليون مستخدم.
وعلى صعيدين المركزين الخامس والسادس، فكانا من نصيب "لاري إليسون" مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أوركل و"لاري بايج" المؤسس المشارك في إنشاء محرك البحث "جوجل" مع "سيريج برين" بثروة قدرها 58.4 و53.8 مليار دولار على الترتيب.
وفي المرتبة السابعة، جاء "تشارلز كوك" يليه "ديفيد كوك" في الترتيب الثامن، وهما الشقيقان اللذان يمتلكان شركة صناعات "كوك".
ويحل "سيرجي بين" في المركز التاسع بثروة تبلغ 52.4 مليار دولار، وهو المؤسس المشارك في تأسيس شركة "جوجل".
وتذيل قائمة العشرة الكبار "مايكل بلومبرج" وهو مؤسس شركة الخدمات الإعلامية والمعلومات المالية "بلومبرج" في عام 1981.
وبلغت ثروة "مايكل بلومبرج" 51.8 مليار دولار، بحسب قائمة "فوربس".
العملات الإلكترونية بترتيب "فوربس"
ورغم أن أكثر من ثلث مليارديرات الولايات المتحدة لم تكن ثروتهم كافية للظهور بقائمة "فوربس" إلا أنه مع ذلك التحق نحو 15 ثرياً أمريكياً للتصنيفات.
ومن أبرز المنضمين الجدد لقائمة الأثرياء هذا العام، جاء مؤسس عملة "الريبل" الإلكترونية "كريس لارسين"، وهو أول شخص بالتقييم يجني ثروته من مكاسب هذا السوق الافتراضي.
وكانتعملة "الريبل"سجلت مكاسب بنحو 23.25% خلال أول 9 أشهر من العام الحالي لتتمكن من تقليص خسائر السوق الرقمي لنحو 35 مليار دولار بالفترة نفسها.
قطاعات تحقق نجاحات
ويواصل الجانب التكنولوجي التفوق هذا العام حتى بالنسبة لعدد الأثرياء ذوي الصلة بهذا القطاع، حيث يشمل تقييم "فوربس" نحو 60 ثرياً أمريكياً.
وضم قطاع الطاقة نحو 24 ثرياً أمريكياً في حين يوجد ثرياً واحداً فقط بالقائمة يتبع قطاع الاتصالات.
وفي قطاع السيارات، يوجد 7 أثرياء فقط داخل قائمة "فوربس" على رأسهم جاء "إيلون موسك" الرئيس التنفيذي لصانع السيارات الكهربية "تسلا".
ويحل "موسك" في الترتيب رقم 24 بالقائمة بثروة بلغت 19.6 مليار دولار.
ثروة الرئيس الأمريكي
تراجع ترتيب رئيس أكبر اقتصاد حول العالم في قائمة أثرياء "فوربس" بنحو 138 مركزاً منذ إطلاق حملته الانتخابية لتولي منصبه الحالي.
وتراجعتثروة الرئيس الأمريكي دونالد ترامبمن 4.5 مليار دولار في عام 2015 إلى 3.1 مليار دولار خلال قائمة 2018.
وكان ترامب يشغل الترتيب رقم 248 في قائمة "فوربس" لأثرياء الولايات المتحدة عن عام 2017 لكنه بات في قائمة هذا العام بالمركز 259 وهو ما يمثل تراجع 11 ترتيباً في عام واحد.
وتوضح "فوريس" أن إدعاءات الرئيس حول حجم أمواله والوضع القاتم بسوق العقارات إضافة للاستقطاب السياسي الذي يمثله ترامب من العوامل التي أثرت بالسلب على دخله.
أكبر الفائزين وأكبر الخاسرين
تصدر الرئيس التنفيذي لشركة تويتر وشركة سكوير "جاك دروسي" التقييم الجديد لمجلة "فوربس" كونه أكبر الرابحين من حيث النسبة المئوية، ليحل بالمرتبة رقم 85 بثروة قدرها 6.3 مليار دولار.
وقفزت ثروة "دروسي" بنسبة 186% من العام الماضي لتصل إلى 6.3 مليار دولار، مدعوماً في المقام الأول يارتفاع سعر سهم "سكوير".
في حين أن أكبر الخاسرين بالعام الحالي مقارنة مع قائمة أثرياء 2017، كان "جورج سورس"، حيث هبطت ثروته إلى 8.3 مليار دولار مقابل 23 مليار دولار بالعام الماضي.
ويرجع السبب في ذلك إلى أن المجلة الأمريكية علمت أن "سورس" قام بتحويل 18 مليار دولار من ثروته لمؤسسات خيرية.